كشفت معطيات جديدة، أن المنظمات الدولية المتخصصة في تهريب الحشيش المغربي إلى أوروبا، أصبحت تتوفر على مصانع في الجنوب الإسباني لصناعة قوارب مصممة وبدقة لتهريب الحشيش. هذا ما كشفته تقارير إسبانية مع نهاية هذا الأسبوع، وهو الشيء نفسه الذي أكده وزير الداخلية، خوان إغناسيو ثويدو، في زيارة قام بها يوم الخميس الماضي إلى مدينة ألميرية، على إثر ارتفاع نشاطات مهربي الحشيش. المعطيات ذاتها كشفت أن هناك تنسيقا بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية منذ يوم الأربعاء الماضي، بهدف اعتقال ثلاثة مهربين كبار يعتقد أنهم دخلوا المملكة. الوزير الإسباني أكد تفكيك شبكة إجرامية تقوم ب"صناعة قواربها الخاصة من أجل شحن الحشيش من المغرب"، قبل إفراغه في السواحل الإسبانية. وحذر الوزير من كون شبكات تهريب الحشيش بين المملكتين تسعى إلى مضايقة العناصر الأمنية، قبل أن يؤكد أنه لا أحد فوق القانون وأن الحكومة لن تتسامح مع المهربين. تحذيرات الحكومة الإسبانية جاءت بعد تمكن الأمن من تفكيك بحر هذا الأسبوع، في إطار عملية "فيستيخو"، شبكة إجرامية متخصصة في تهريب الحشيش، واعتقال 17 مهربا، وحجز ثلاثة أطنان من الحشيش، وخمسة قوارب، و14 عربة، و13 محركا، و60 مليون سنتيم، و8 أسلحة نارية. وكانت الشبكة تستغل مرافق شركة بحرية تقع في بلدية بويرتو ريال، للقيام بأنشطة غير مشروعة، والمتمثلة في صناعة قوارب مزودة بمحركات قوية مخصصة لتهريب الحشيش من المغرب إلى الجنوب الإسباني. التحقيقات أظهرت، كذلك، أن الشبكة لديها إمكانيات مالية ولوجيستكية كبيرة، إلى درجة أنها تخلت عن دراجة مائية تبلغ قيمتها 120 مليون سنتيم. ويعتقد أن ثلاثة من كبار المهربين في هذه الشبكة هربوا إلى المغرب خوفا من اعتقالهم، بعد مداهمات قام بها الأمن في الجنوب الإسباني، لهذا تنسق الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية من أجل معرفة مكان اختبائهم، خاصة في ظل الحديث مؤخرا عن فرار مهربين من إسبانيا والاستقرار بمدينة تطوان وضواحيها، بل هناك من تلقى العلاج في المصحات الخاصة بتطوان، كما أكدت صحيفة «إلموندو» مؤخرا.