فرضت السلطات المغربية والإسبانية تشددا في الآونة الأخيرة الخناق على المنظمات الدولية الإجرامية المتخصصة في تهريب الحشيش من شمال المملكة إلى سواحل الجنوب الإسباني، ومنه إلى باقي دول الوسط والشمال الأوربي. إذ كشفت السلطات الإسبانية أنها تمكنت في أقل من يومين، من تفكيك شبكتين دوليتين لتهريب الحشيش في منطقتين مختلفتين، كما عثرت على مروحية لتهريب الحشيش من المغرب إلى منطقة مالقة، وحجزت أكثر من ثلاثة أطنان من الحشيش وسيارات وقوارب ووسائل تكنولوجية حديثة، كما تم اعتقال 33 شخصاً. بخصوص الشبكة الأولى التي فككت في مدن مالقة وقاديس وغرناطة، يشير بلاغ الحرس المدني الإسباني إلى أنه تم اعتقال 15 من أفرادها، من بينهم مغاربة وإسبان، كما تم أيضاً حجز نحو 3 أطنان من الحشيش تبلغ قيمتها في السوق السوداء أكثر من 4 ملايير سنتيم. كما عثرت الشرطة الإسبانية بعد مداهمتها لمجموعة من المنازل والأماكن التي تستعملها الشبكة، على 5 قوارب سريعة جداً، تبلغ قيمتها المالية 600 مليون سنتيم، وشاحنات لنقل هذه القوارب إلى الشاطئ، إلى جانب حجز 7 قوارب ترفيهية تستعملها الشبكة، وعربيتين رباعيتي الدفع مسروقتين ووثائق وحواسب وأسلحة وهواتف ذكية. الشبكة الثانية تم تفكيكها في مدينتي مورسيا وإليكانتي، وتم على إثرها اعتقال 18 فردا وحجز 700 كيلوغرام من الحشيش، وحجز 3 قوارب و13 سيارة، ومسدس وخراطيش وذخائر من مختلف الأنواع، علاوة على وسائل تكنولوجية حديثة وذكية، ومبالغ مالية مهمة. كما تمكنت الأجهزة الأمنية الإسبانية من العثور على مروحية في إحدى ضيعات مالقة متخصصة في تهريب الحشيش. إلى ذلك، أوضح مصدر أمني لموقع "كادينا سير"، أن الأمر يتعلق بمروحية تستعملها المنظمات المتخصصة في تهريب الحشيش من الشمال المغربي إلى الجنوب الإسباني، مرجحاً أن يكون المهربون تركوها هناك بعد إفراغها من الحشيش، في انتظار استعمالها في الرحلة المقدمة، لاسيما وأنهم يعرفون أن صاحب الضيعة لا يقطن فيها بشكل دائم.