شبكات تهريب الحشيش من السواحل الشمالية للمملكة إلى جنوب ووسط وشمال أوروبا تتساقط تباعا مع نهاية سنة 2017، هذا ما كشفته مجموعة من العمليات الأمنية الأوروبية في الآونة الأخيرة. المنظمات الدولية الإجرامية تلقت ضربة أخرى موجعة بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية الألمانية والإيطالية والفرنسية والإسبانية من تفكيك شبكة إجرامية جديدة لتهريب الحشيش المغربي إلى أوروبا، حسب ما أوردته مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية، التي أضافت أن العملية الأمنية تمت بتنسيق مع وحدة التعاون القضائي الأوروبي، المعروفة اختصارا ب«يوروجيست». العملية الأمنية الجديدة مكنت من اعتقال 24 مهربا، من بينهم مغاربة وإسبان وألماني، وحجز حوالي 4 أطنان من الحشيش، وأكثر من نصف مليار سنتيم، و8 قوارب وسيارات بعد مداهمة ورشات وضيعات ومنازل تابعة للشبكة في كل من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا. المصادر عينها أشارت إلى أن الشبكة يتزعمها مواطن ألماني يبلغ من العمر 60 سنة، ولديه سوابق عدلية، أبرزها تلك المرتبطة بتهريب المخدرات وتبييض الأموال. وأشارت، كذلك، إلى أن الزعيم المفترض للشبكة لجأ إلى إنشاء مقاولة للنجارة من أجل إبعاد الشبهات عنه، وتمويه رجال الأمن، وإعطاء شرعية لنشاطاته. التحقيقات كشفت، أيضا، أن الشبكة تستعين بورشة النجارة من أجل صنع ألواح خشبية يتم حشوها بالحشيش من أجل تهريبه إلى فرنسا وإيطاليا وألمانيا وباقي الدول الأوروبية. وتستعمل الشبكة القوارب والسيارات ووسائل نقل أخرى من أجل تهريب الحشيش المغربي إلى مدينة قادس الإسبانية. وقد تمت إحالة جميع الموقوفين على القضاء بتهمة تهريب المخدرات والانتماء إلى شبكة إجرامية، فيما يتابع زعيمها أيضا بتهم تبييض الأموال واستغلال ورش مرخص لأغراض غير مشروعة. يشار إلى أن السلطات الإسبانية تمكنت، بداية هذا الشهر، من تفكيك واحدة من أكبر منظمات تهريب الحشيش انطلاقا من شمال المملكة إلى الجنوب الإسباني، حيث تم حجز 5.1 أطنان من الحشيش، واعتقال 14 مهربا، من بينهم مغاربة وإسبان، وحجز قوارب وسيارات، حسب بلاغ لوزارة الداخلية الإسبانية، كما تم، في الفترة نفسها، تفكيك شبكة إجرامية أخرى متخصصة في تهريب الحشيش من المغرب إلى مدينة سبتةالمحتلة، ومنها إلى الجنوب الإسباني، حيث تم حجز 1.3 طن من الحشيش، علاوة على اعتقال 11 مهربا، 7 منهم إسبان و4 مغاربة. الشبكة الأخيرة كانت تقوم بعملية تهريب الحشيش داخل تجويفات محدثة داخل سيارات تتنقل بين المغرب وسبتة.