فككت المصالح الأمنية الإسبانية، أخيرا، شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات من الشمال المغربي إلى الجنوب الإسباني، باستخدام قوارب ويخوت ترفيهية، وصفت بأنها أخطر مافيا يجري تفكيكها في المدة الأخيرة. واستنادا إلى مصادر «الصباح» اعتقلت مصالح الأمن عشرين متورطا من جنسيات مختلفة، من بينهم ألمان وإنجليز ومغاربة وإسبان، في حين نجحت مصالح الأمن الألمانية في إيقاف أحد أكبر بارونات تهريب الحشيش بوسط أوروبا بعد التنسيق مع نظيرتها الاسبانية وتحت إشراف الشرطة الأوروبية أوروبول. وكان زعيم الشبكة مطلوبا من السلطات الألمانية والدانماركية والفرنسية، وسبق أن فر من أحد السجون الإسبانية، بعد إدانته من أجل الاتجار الدولي في المخدرات، ونسج بمساعدة شركائه روابط قوية مع مهربين مغاربة وأجانب لتهريب المخدرات من الشواطئ القريبة من مدينة مليلية. وحجز في إطار هذه العملية أزيد من طن من المخدرات وقارب ترفيهي، و44 سيارة مستعملة في التهريب والنقل، وقامت مصالح الأمن باسبانيا وألمانيا بسلسلة مداهمات وعقل ممتلكات وحسابات بنكية في ملكية أفراد الشبكة تتجاوز قيمتها 10 ملايير سنتيم. وأفادت مصادر «الصباح» أن الأبحاث والتحريات انطلقت قبل عدة أشهر، بعد توصل مصالح الأمن بمعلومات حول نشاط شبكة دولية تستعمل قوارب سياحية لتهريب المخدرات من شواطئ شمال المغرب إلى الجنوب الإسباني، قبل نقلها إلى وجهتها الأخيرة بألمانيا على متن سيارات فارهة مجهزة لهذا الغرض. ووصل عدد المعتقلين في إطار هذا الملف 20 متهما، وما تزال التحريات متواصلة لإيقاف متورطين آخرين من أصل مغربي بينهم مقيمون في مدينة مليلية، يشتبه في أنهم صلة الوصل مع مهربين آخرين في الشمال المغربي ومزوديهم بالكميات المطلوبة من المخدرات. وبحسب ما استقته «الصباح» أجرت فرقة أمنية مختصة في مكافحة المخدرات تابعة للحرس المدني أبحاثا مكثفة، وهو ما قاد إلى حجز القارب المسمى «لايدي بلو» وتحديد هوية بارون الشبكة، الذي يعتبر من أكبر بارونات تهريب المخدرات بأوربا، ومطلوب لدى مصالح أمنية أوروبية مختلفة. وحجزت الشرطة الإسبانية في عمليات تفتيش بمليلية وماربيا ومالاغا وثائق ومعدات للاتصال البحري وأجهزة لتحديد المواقع بالأقمار الاصطناعية وسيارات فاخرة، وبألمانيا حجزت مصالح الأمن مبلغا ماليا حدد في أزيد من 27 ألف أورو، إضافة إلى سيارات تستخدم في عمليات نقل المخدرات وممتلكات وعقارات تعود لأفراد الشبكة، في إطار تبييض الأموال المتحصلة من الاتجار الدولي في المخدرات. ويرجح أن تطيح الأبحاث والتحريات الجارية في هذه القضية سواء من طرف الأجهزة الأمنية الإسبانية أو الأوربية مزيدا من المتورطين في نشاط الشبكة المفككة التي يتزعمها مهرب ألماني سبق أن فر من أحد السجون الإسبانية. عبد الحكيم اسباعي (الناظور) تعليق