تمكنت المصالح الأمنية الاسبانية، أخيرا، من تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات تضم ستة أشخاص يتحدرون من مدينة مليلية، ويحملون الجنسيتين المغربية والإسبانية. وجاءت عملية تفكيك الشبكة، بناء على اعترافات أدلى بها مغربي وإسباني أوقفا قبل بضعة أسابيع على متن قارب سياحي انطلق من سواحل الناظور وعلى متنه كمية مهمة من المخدرات كان من المقرر إفراغها في سواحل منطقة موتريل (غرناطة) في الجنوب الاسباني. وأوضحت مصادر إعلامية اسبانية، أن الأبحاث التي باشرها المحققون قادت إلى إلقاء القبض على أربعة من أفراد العصابة بينهم زعيمها، وبينت التحقيقات أن المتورطين مغاربة واسبان يتخذون من مليلية قاعدة لأنشطة تهريب المخدرات نحو الجنوب الاسباني باستعمال قوارب سياحية ترسو بميناء المدينة. وأضافت المصادر ذاتها، أن العملية الأمنية مكنت من مصادرة كميات مهمة من المخدرات ومبالغ مالية، وقاربين وثلاث سيارات، ومحركات قوارب بقيمة تقارب 40 ألف اورو. وتحدثت مصادر اسبانية عن ارتباط مهربين مقيمين بمليلية بتفاصيل عدة عمليات لتهريب المخدرات نحو الجنوب الاسباني باستعمال قوارب ترفيهية ترسو بميناء مليلية، قبل أن تنطلق إلى السواحل المجاورة بالناظور لشحن أطنان من المخدرات الموجهة نحو الجنوب الاسباني. ومن جهتها، كشفت تحريات أمنية سابقة نشاطا متناميا لشبكات تهريب المخدرات داخل مليلية، والتي تضم عددا من المطلوبين لدى السلطات المغربية، بعد ورود أسمائهم على لسان معتقلين متورطين في عمليات التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من السواحل الشمالية. وأظهرت المعطيات التي وفرتها الأبحاث بخصوص هذه الشبكات لجوء عدد من المبحوث عنهم للاستقرار بمليلية، بينهم بارونات يتحدرون من الشمال، بعضهم من المرجح أنهم يقيمون في الجنوب الاسباني ويتنقلون بهويات مزيفة. وفي السياق ذاته، سبق للمصالح الأمنية المغربية، أن نجحت في فك لغز شبكات إسبانية تختص في تهريب المخدرات دوليا، بعدما نجحت في استقطاب وسطاء مغاربة لتنظيم عمليات متعددة لتهريب المخدرات انطلاقا من السواحل الشمالية للمغرب. يشار إلى أن السلطات المغربية ونظيرتها الاسبانية كانت قد شرعت في المدة الأخيرة في تطبيق «خارطة الطريق لمكافحة تهريب المخدرات»، تتويجا لاجتماعات بين مسؤولين امنيين من البلدين لتنسيق الجهود وتعزيز المراقبة في الحدود بين البلدين، ووضع قاعدة معطيات حول المهربين الدوليين والهويات المتعددة التي يستخدمونها في عمليات التنقل، وارتباطاتهم بشبكات تبييض الأموال والتهجير السري وتزييف العملات، إلى جانب تفعيل أدوار ضباط الربط والتنسيق سواء في مطاري البيضاء وباراخاس بمدريد أو في ميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)