بعد ستة أشهر من اعتداء برشلونة الإرهابي الذي نفذته خلية تتكون من 11 جهاديا مغربيا، في 17 غشت الماضي، كشف جديد التحقيقات التي تجريها السلطات الإسبانية بتنسيق مع مجموعة من البلدان المعنية، من بينها المغرب، عن وجود حلقة مفقودة لازالت غامضة بخصوص الاعتداء، مرجحة إمكانية أن يكون هناك "عنصر" رئيسي خارج إسبانيا خضع للتدريب على التحضير للاعتداء من قبل "داعش"، يمكن أن يكون هو "العقل المدبر الحقيقي للاعتداء"، وليس فقط الإمام عبد الباقي عيساتي الذي اعتبر في البداية العقل المدبر، حسب ما أوردته صحيفة "آ ب س" الإسبانية، القريبة من صناع القرار، نقلا عن مصادر أمنية. في المقابل، حمل عبد الحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، المسؤولية للسلطات الإسبانية التي لا تراقب المساجد ودور العبادة والأئمة. صحيفة "آ ب س" أوضحت أن 6 أشهر كانت كافية لكي يزداد الاقتناع بأن المغاربة الذي نفذوا اعتداء برشلونة "جُنِدوا لكي يكونوا قادرين على الانتقال إلى التنفيذ من قبل عنصر خارجي درب من قبل داعش، لكن (إلى حدود الساعة) لم يتم التوصل إلى هذه الحلقة". مصدر أمني إسباني شبه العنصر المجهول قائلا: "الأمر أشبه بالبحث عن فيل لدينا جذعه، وأذناه، وساقاه، لكنه لا يظهر". واستبعدت التحقيقات إمكانية أن يتواجد هذا "العنصر الخطير" في المغرب أو باقي دول شمال إفريقيا، حسب "آ ب س". وأضافت أن إصرار الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على تحديد هويته ومكانه يرجع إلى "أن وجود هذا المعلم المجند قد يمثل تهديدا خطيرا: أي أن يكون يساعد خلايا محلية أخرى على التشكل". التحقيقات رجحت، أيضا، إمكانية أن يكون يونس أبويعقوب، المنفذ الرئيس للاعتداء، ومساعده محمد هشامي، تلقيا تدريبا وتكوينا على صناعة المتفجرات من قبل "مكون" محتمل لم يتم التوصل إليه بعد. المحققون أرجعوا شكوكهم هذه إلى صعوبة التمكن من صناعة بعض المتفجرات التي يستعملها داعش في بعض الاعتداء دون السفر إلى سوريا، وبما أن يونس ومحمد لم يسافرا قط إلى سوريا، فإن احتمال أن يكونا خضع للتدريب في كتالونيا يبقى واردا بشكل كبير. كما أن الأمن لازال يبحث في إمكانية أن يكون شخص ما قدم يد المساعدة ليونس خلال الأيام الأربعة التي توارى فيها عن الأنظار بعد تنفيذ الاعتداء قبل أن يقتل على يد الشرطة الكتالونية. من جهته، أوضح عبد الحق الخيام في حديثه مع قناة "TV3" الإسبانية، أن الإمام عبد الباقي عيساتي لم يكن يقوم بأي أنشطة عندما يحل بالمغرب قد تثير انتباه الأمن، لهذا لم يتم توقيفه عندما كان يحل بالمغرب. وأضاف أن اعتداء برشلونة لم تكن ممكنا لو راقبت الدولة الإسبانية مراكز العبادة والأئمة، مشيرا إلى أن الضرورة أن تحذو إسبانيا حذو المغرب في مراقبة المساجد والعاملين فيها. كما أظهر استعداد المغرب لتقديم خبرته للإسبان في تكوين الأئمة. وحذر الخيام من تعرض الشباب المغاربة الذين يدخلون السجون الأوروبية للاستقطاب والتجنيد من بعض الجماعات المتطرفة.