بعد مرور شهر كامل على الاعتداء الإرهابي، الذي هز برشلونة، يوم 17 غشت الماضي، والذي نفذه كمندو داعشي، يتكون من 11 مغربيا، كشفت معطيات جديدة، حصلت عليها "أخبار اليوم" من مصادرها الخاصة، أن التحقيقات لاتزال جارية في المغرب، وإسبانيا مع بعض أقارب منفذي الاعتداء، لاسيما عائلة يونس أبويعقوب، المنفذ الرئيسي للاعتداء، إلى جانب مساعده محمد هيشامي، وموسى أوكابير (قتل)، وإدريس أوكابير (معتقل) في بلدة أغبلا بخنيفرة. والمغربيان، يونس أبو يعقوب، ومحمد هيشامي، ينحدران من القبيلة نفسها "آيت بوظيهر" في مدينة مريرت. مصادر الجريدة أوضحت أن عناصر تابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، استنطقت في مدينة مريرت المهاجر المغربي يوسف أبويعقوب، المقيم بمنطقة "ريبول" ببرشلونة، التي خرج منها كل الشباب المغاربة، الذين نفذوا الاعتداء. وكان يوسف يقضي العطلة رفقة طفلته، وزوجته في حي تحجاويت في مريرت في منزل الأسرة لحظة وقوع الاعتداء. وأضافت المصادر نفسها أن التحقيق مع يوسف أبويعقوب جاء في إطار صلة القرابة، التي تجمعه مع أسرة آل أبويعقوب، كما أنه يقطن بالقرب من الجهاديين يونس، والحسين أبويعقوب في بلدة "ريبول". مصادر قريبة من يوسف أبويعقوب في حي تحجاويت في مريرت أوضحت للجريدة، أن يوسف نفى أن تكون لديه أي صلة بمنفذي الاعتداء، لا من قريب ولا من بعيد، موضحا أنه يعرف العائلة بشكل عام، بحكم أنها تنحذر من المنطقة نفسها، وجارة في "ريبول"، وأضاف أنه فوجئ بالاعتداء مثل الجميع. وأضح مهاجرون مغاربة، ينحذرون من إقليمخنيفرة مقيمون في بلدة "ريبول" للجريدة، أن التحقيقات الإسبانية لاتزال متواصلة مع بعض المقربين من المنفذين المغاربة ال11 للاعتداء: يونس أبو يعقوب (22 ربيعا، قتل)، المنفذ الرئيس، ومحمد هيشامي (24 ربيعا، قتل)، مساعد أبويعقوب، وشقيقه عمر هيشامي (17ربيعا، قتل)، والحسين أبويعقوب (20 ربيعا، قتل)، وإدريس أوكابير (28 ربيعا، معتقل)، وشقيقه موسى أوكابير (17 ربيعا، قتل)، سعيد أعلا، (19 ربيعا، قتل)، وشقيقه يوسف أعلا (22 ربيعا، قتل)، والأمام والعقل المدبر للخلية، عبد الباقي عيساتي (45 سنة، قتل)، ومحمد شملال (20 ربيعا، معتقل)، ومحمد أعلا (27 عاما، سراح مؤقت)، وصالح كريب (34 سنة، سراح مؤقت). كما أن بعض المغاربة المقيمين في "ريبول" طلبوا من عائلاتهم وأسرهم في مريرت، وأغبلا عدم الاتصال بهم، أو الخوض معهم في الوقت الراهن في موضوع الاعتداء، لكي لا تأول محادثاتهم تأويلا خاطئا من قبل المخابرات الإسبانية، التي يرجح بعض المهاجرين أن تكون تتنصت على هواتفهم. وأوضحت التحقيقات الإسبانية أن 7 من أفراد خلية برشلونة زاروا المملكة قبل الاعتداء، وهم من النوايا الصلبة للخلية: أولا، عبد الباقي عيساتي، العقل المدبر للخلية، زار المملكة ما بين 27 يوليوز، و9 غشت، أي قبل أسبوع من الاعتداء، وإدريس أوكابير، زار المغرب ما بين 2 و12 غشت الماضي، علاوة على المنفذ الرئيس للاعتداء، الذي زار المغرب رفقة شقيقه الحسين، والجهاديان محمد، وعمر هيشامي في أبريل الماضي، كما أنه في الفترة نفسها زار إدريس أوكابير المملكة. في السياق نفسه، علمت الجريدة أن أسر كل من الجهاديين الخمسة، الذين قتلوا خلال الاعتداء (يونس والحسين أبويعقوب ومحمد وعمر هيشامي وموسى أوكابير)، تقدمت إلى السلطات المحلية المختصة في مدينة مريرت وأغبلا، بطلب الحصول على شهادة الضعف، أو الاحتياج، من أجل تقديمها للسلطات الإسبانية لتساعدهم على تكاليف نقل جثامين أبنائها إلى مسقط رأسها في الأطلس المتوسط. "السلطات المحلية في مدينة مريرت رفضت منح شهادة الضعف لأسرتي أبويعقوب، وهيشامي"، يقول مصدر مطلع في مريرت؛ في المقابل، تمكنت عائلة أوكابير من الحصول عليها من "أغبلا". هذه الازدواجية في التعامل مع مواطنين مغاربة، دفعت بعض أفراد عائلة أبويعقوب إلى التساؤل عن سبب منح الشهادة إلى أسرة أوكابير، على الرغم من أنها أحسن حالا ماديا من أسرة أبويعقوب، وتحتاج أسر آل أبويعقوب، وآل هيشامي إلى أكثر من 24 مليون سنتين لترحيل جثمانين أبنائها الأربعة. وفي الوقت الذي تتحدثت فيه مصادر إسبانية عن أن عائلة الجهاديين يونس والحسين أبويعقوب، وعمر، ومحمد هيشامي، لا ترغب في ترحيل جثامين أبنائها، كشف أفراد من عائلة المعنيين بالأمر في مريرت أنهم لا يعارضون قرار الأسرة بدفن أبنائها بمقبرة مريرت، على الرغم من رفضهم للإرهاب بشتى أنواعه. وبعض أبناء حي تحجاويت في مريرت، الذين استقت الجريدة آراءهم، أوضحوا: "لا مانع لدينا في ترحيل يونس، والحسين، ومحمد، وعمر لدفنهم في مريرت. هذا حق من حقوق العائلة. لكن ما قاموا به لا يغتفر، وندين الإرهاب كيفما كان منفذه". وفي المقابل، كشفت صحيفة "لارثون" الإسبانية أن السلطات الإسبانية، رفضت تسليم جثامين الجهاديين السبعة لأسرهم، على الرغم من إصرار هذه الأخيرة على ترحيل أبنائها. وأضافت أن الجثامين السبعة توجد في مستودع الأموات في كتالونيا بطلب قضائي حتى انتهاء التحقيق. ويحقق الإسبان في إمكانية وجود مواد، أو شيء من هذا القبيل في جلد أو ملابس الجهاديين السبعة قد تساعدهم على فك لغز الاعتداء.