شيع الآلاف من سكان مدينة جرادة، مغرب اليوم الجمعة، شهيد سندريات الفحم، عبد الرحمان زكرياء، الذي لقي مصرعه أمس في بئر لاستخراج الفحم، إلى مثواه الأخير، بمقبرة المدينة الواقعة بحي الروس. وشيع السكان جثمان عبد الرحمان إلى مثواه الأخير، بعد 30 ساعة من مصرعه وبعد يوم طويل من الإحتجاج، بدأ منذ ساعات الصباح الباكر، واكبه إنزال أمني كثيف، لم ينته إلا بعد إعلان العائلة رغبتها في دفن ابنها، بعدما حصلت على وعود بتمكين رب الأسرة من شقة وتوظيف إبنيه، وتراجع القوات العمومية بعد ذلك إلى الخلف لإفساح المجال للمشييعين لأداء صلاة الجنازة. وشارك في تشييع جثمان الراحل، مختلف الفئات العمرية، وحتى النساء حيث كان حضورهن في التشييع من مستودع الأموات إلى المقبرة لافتا جدا. وفِي الوقت الذي ردد فيه المشيعون عبارات التكبير، وغيرها من الأدعية والأوردة التي تردد في الجنائز، اختارت بعض النساء إطلاق الزغاريد في توديع شهيد لقمة العيش. ومباشرة بعدما قرأ الناشط عزيز أيت عبو، الملقب بعزيز الرش، أحد أبرز نشطاء الحراك، لقرار الوكيل العام باستئنافية وجدة، الموجه إلى مدير المستشفى الإقليمي، و القاضي بتسليم جثة الهالك من مستودع الأموات لذويها قصد دفنها، شرع المشيعون في مراسيم الدفن. نشطاء الحراك الشعبي، وكما كان متوقعا أعلنوا استمرارهم في الاحتجاج والمطالبة بتحقيق الملف المطلبي باستئناف الاحتجاج يوم غد السبت أمام مقر البلدية، في الوقت الذي كانوا قد أعلنوا في البرنامج الأسبوعي أن يوم غد هو يوم للنقاش حول موضوع فواتير الماء والكهرباء، غير أن حادث وفاة العامل المنجمي الجديد غير من هذا البرنامج، وسرع من وتيرة الاحتجاجات.