بعد الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في السنوات الأخيرة، والتي شارك فيها جهاديون مغاربة، كشفت معطيات جديدة أن الأجهزة الأمنية الأوروبية اعتمدت "استراتيجية إبادة" 40 ألف مقاتل أجنبي انضموا إلى صفوف التنظيم الإرهابي "داعش" في العراقوسوريا، من بينهم أكثر من 2000 جهادي من أصول مغربية، منهم من سافر إلى هناك من المغرب أو الاتحاد الأوروبي. المعطيات ذاتها أرجعت هذا القرار إلى تخوف الأجهزة الأمنية من عودة من بقي على قيد الحياة، إلى تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا، بما في ذلك من خضعوا لعملية إعادة التأهيل أو من قد يدخلون السجن، ولكن قد يظلون تحت تأثير الإيديولوجية الداعشية. التحقيق أوضح، نقلا عن مصادر أمنية واستخباراتية وطبية، تشتغل على الأرض السورية، أن مواجهة الاعتداءات الإرهابية في أوروبا عززت "استراتيجية الإبادة"، من أجل وضع حد لأي عودة محتملة للجهاديين الأوروبيين المتشددين، وأضاف أن العمل والتنسيق بين مصالح الاستخبارات الدولية المعنية بأزمة الجهاديين ساهم في تحديد مواقع بعضهم في سوريا واستهدافهم. الأمن الأوروبي اعتبر أن "استراتيجية الإبادة" هي خطوة استباقية للتخلص من الجهاديين الذين انتقلوا إلى سورياوالعراق، ذلك لأنه من المحتمل أن يبرئهم القضاء في أوروبا تحت بند غياب الأدلة، ما سيعقد مهام المحققين في الكشف عن نوايا الجهاديين العائدين المحتملين إلى مواطنهم الأصلية. مصدر أمني أوروبي مطلع في بيروت قال: "إن إبادة الجهاديين في العراقوسوريا هي أفضل خيار من أجل تجنب أن يبرئهم النظام القضائي الأوروبي بسبب غياب الأدلة، وبعدها سيتطلب الأمر صرف أموال ضخمة في مراقبة عشرات الآلاف من المشتبه فيهم". على صعيد متصل، ورغم أنه لم يحدد بالضبط طبيعة الجنسيات، إلا أن التحقيق كشف عن وجود 1300 مقاتل أجنبي من 40 جنسية إفريقية وأسيوية وأوروبية، في سجون تابعة لقوات سوريا الحرة، مبرزا أن هذه القوات اتصلت بمجموعة من الدول لترحيل رعاياها من الجهاديين، إلا أنها رفضت ذلك. يُشار إلى أن تقارير مغربية وغربية تحدثت عن التحاق ما يقارب 1700 جهادي من المغرب بجماعات جهادية في مختلف مناطق النزاع، أغلبهم التحق ب"داعش"، علاوة على خروج نحو 2000 أوروبي من أصول مغربية صوب سورياوالعراق، غير أن التقارير ذاتها تتحدث عن كون عدد مهم منهم لقوا حتفهم هناك.