يعتبر تنامي نفوذ الجماعات الجهادية، في شمال إفريقيا، خصوصا ليبيا، وبدء موسم عودة الجهاديين المغاربة من سوريا والعراق، أكبر تحدي يواجه الأجهزة الأمنية المغربية في الوقت الراهن. وكشفت تقارير أمنية سرية إسبانية، نشرت معطياتها صحيفة "الموندو"، أن 30 في المائة من الجهاديين الأوربيين، الذين سافروا، في وقت سابق إلى سوريا والعراق، عادوا إلى بلدانهم الأصلية، دون أن يتم تحديد البلدان، التي خرجوا منها، ولا التي ينحدرون منها، علما أن حوالي 2000 جهادي أوربي من أصول مغربية، كانوا قد سافروا إلى سوريا والعراق، حسب ما أكده وزير الداخلية، محمد حصاد، في يوليوز 2015 في البرلمان. وحذرت التقارير السرية ذاتها، من عودة حوالي 120 جهاديا من أصول مغربية، كانوا قد التحقوا بالجماعات الجهادية بسوريا والعراق انطلاقا من إسبانيا، إذ إن المغاربة يمثلون 60 في المائة من الجهاديين الإسبان، الذين يقدر عددهم ب200 جهادي، أغلبهم ينحدرون من مدينة سبتة، التي تعتبر "القاعدة الخلفية" للتجنيد والاستقطاب في شمال المملكة. وحسب المعطيات ذاتها، تحولت ليبيا إلى مصدر قلق وخطر محتمل في منطقة المغرب العربي، مما يتطلب مراقبة تطور الأوضاع فيها، نظرا إلى كونها منطقة عبور الإرهابيين العائدين من سوريا والعراق. وحذرت أيضا، من نية تنظيم القاعدة التحرك، والرفع من أعمال العنف في المغرب العربي، والساحل من أجل تعويض خسارة الريادة لصالح "داعش" إلى حدود الساعة.