أوضح محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، ل"فبراير.كوم"، أن وضع الجيش المغربي، معدات عسكرية ثقيلة، وبطاريات دفاعية، ومنصات لإطلاق صواريخ أرض جو، قرب الشاطئ بحي العنق بالدار البيضاء، تحسبا لأي تهديدات محتملة من قبل "طائرات داعش"، دليل على أن التهديد الإرهابي، جدي ومحتمل، مضيفا أنه من بين الأسباب التي تجعل تلك التهديدات الإرهابية أمرا جديا سواء داخل المغرب أو خارجه، هناك التطورات المتسارعة للعمليات الإرهابية سواء في سوريا أو في العراق، أو في ليبيا، وأيضا الظهور المذهل لحركة "داعش" وسيطرتها على مجالات ومساحات شاسعة بسورياوالعراق. وفي السياق نفسه، نبَه الخبير في الشؤون العسكرية، إلى الأعداد الهائلة للمقاتلين الأجنبيين بسوريا والذي يقدَر بحوالي 18 ألف أجنبي، في سوريا، من ضمنهم عشرات المقاتلين أو الجهاديين المغاربة، فضلا عن سيطرة "داعش" على مناطق في العراقوسوريا، وأيضا القدرة القتالية التي يتمتع بها الجهاديين هناك.
وقال بنحمو، أن من بين الأسباب التي تزيد من احتمال جدية التهديدات الإرهابية، هناك الممارسة الوحشية التي تتصرف بها حركة "داعش"، حيث أن أعداد الجهاديين المغاربة الذين التحقوا بسوريا، لم يلتحقوا في البداية ب"داعش" وإنما أغلبهم كان في جبهة النصرة، أو حركة الشام والإسلام، أو حركة الأحرار وفصائل أخرى، ولكن مع تطور الأحداث الميدانية والطابع الذي اتخذته "داعش"، أصبحت أكثر إثارة للعديد من المقاتلين في الحركات الأخرى، مما ترتب عنه التحاق أعداد هائلة بداعش. ولم يفت بنحمو أن يتحدث عن تواجد المقاتلين المغاربة بحركة "داعش"، إذ قال في هذا الإطار " إن المقاتلين الجهاديين المغاربة، الذي انتقلوا إلى سورياوالعراق، هم إما جهاديين كانوا يعيشون في المغرب وانتقلوا مباشرة إلى سوريا أو العراق، أو جهاديين تم تجنيدهم في المغرب، أو تم تجنيدهم في أوروبا، ولديهم إما جنسيات مزدوجة، أو من أصول مغربية، وحتى إن لم يكون لديهم جنسية مزدوجة فهم يعيشون في أوروبا". وخلص الخبير في الشؤون العسكرية، إلى وجود هناك طريقين لانتقال المجاهدين المغاربة، الأول يكون إلى سوريا مباشرة عبر تركيا، وفئة أخرى من المغاربة المجاهدين، تمر عبر تونس وليبيا، مما خلق نوعا من الربط بين العراقوسوريا وليبيا. وأشار بنحمو، إلى الأوضاع المتدهورة في ليبيا، وغياب أي بوادر للسيطرة على الأوضاع الأمنية في ليبيا، وعدم وجود دولة وغياب أجهزة أمنية قادرة على احتواء الوضع الأمني، فضلا عن الانتشار الواسع للأسلحة، بهذا البلد، حيث هناك 40 مليون قطعة سلاح تروج في الفضاء الليبي من جميع أنواعها، (الأسلحة الخفيفية والثقيلة)، نفس الوضعية متواجدة في سورياوالعراق، وكذا العمليات التي حققتها داعش في سوريا لمواجهة ما تبقى من جيش نظام بشار الأسد، كل ذلك يشير بنحمو، يزيد من جدية استهداف التنظيمات الإرهابية لمنشئات ومواقع استراتيجية بشمال إفريقيا".