بعدما حبست لعبة "تحدي الحوت الأزرق" المثيرة للجدل أنفاس الآباء في دول أوربا، وأمريكا، ووصلت، أخيرا، إلى المغرب، حيث تروج أنباء عن أنها السبب في مقتل ثلاثة أطفال في ظرف أشهر، وسط تحذير شديد، ومطالب بتدخل عاجل. اللعبة المذكورة، أو "لعبة الموت" دفعت طفلين في الدارالبيضاء، نهاية العام الماضي، إلى الانتحار شنقا. وبعد ورود حالة جديدة للعبة الإلكترونية القاتلة، التي تناقلتها تقارير إعلامية، عاد شبح "الحوت الأزرق" إلى الواجهة، ما جعل نجية أديب، رئيسة جمعية "ماتقيش أولادي"، تجدد، اليوم الأحد، في تصريح ل"اليوم24″، مطلب قيام وسائل الإعلام العمومي بدورها الأساسي في توعية المجتمع، عبر وصلات إشهارية بحمولة توعوية، تصل إلى الكبار، والصغار، وتنبههم إلى الخطر، الذي يمكن أن تمثله لعبة إلكترونية، لم يعد أحد في منأى عنها. وأوضحت أديب، في التصريح ذاته، أن الإعلام السبيل الوحيد، الذي يمكن أن يحاصر به خطر زحف "الحوت الأزرق"، على الرغم من أن خطر اللعبة في المغرب لا يزال مقتصرا على حالات شاذة، ولم يتحول بعد إلى ظاهرة، إلا أن وجودها في الأنترنت، وعدم إمكانية محاصرتها بالحجب، والمنع، يجعل المسؤولية على عاتق القائمين على وسائل التحسيس، والتوعية أكبر. ومن جانب آخر، قالت أديب إن هذه اللعبة، سبق لها أن هددت حياة مراهق في مدينة الناظور، وكانت ستودي بحياته، لولا تدخل السلطات الأمنية، التي استطاعت بوسائلها تحديد مكانه، والتدخل لإنقاذ حياته، قبل إقدامه على ما يهدد سلامته. ويهدد "الحوت الأزرق" حياة المراهقين، عبر سلسلة التحديات، التي تستمر خمسين يوما، وتعتمد بشكل أساسي على إيذاء النفس، حيث تبدأ برسم حوت بأداة حادة على الذراع، وتصويره، وإرساله ليتأكد القائمون على اللعبة أن الشخص قرر الدخول فعلا في سلسلة التحديات، ثم تنهال على الشخص التحديات، ومنها مشاهدة أفلام الرعب في أوقات متأخرة من الليل، والذهاب إلى أماكن شاهقة العلو، وسماع موسيقى غريبة. وتضع كل هذه التحديات في اللعبة المراهقين، الذين يدمنون عليها في حالة نفسية كئيبة، حيث إنه طوال فترة اللعب، على المشارك أن يلزم الصمت، وإذا قرر الانسحاب من اللعبة، يهدده الفريق المنظم بكشف معطياته الشخصية، التي أمده بها، لإجباره في اليوم 50 على الانتحار، وهو التحدي الرئيسي. ورصدت تقارير صحفية أجنبية، أكثر من مائة وثلاثين حالة انتحار، فيما انطلق هذا التحدي من روسيا، بعدما زعم شاب يدعى فيليب بودي أنه مبتكر هذه اللعبة، وقد قبضت عليه الشرطة الروسية، في ماي الماضي، واعترف بتشجيعه الآخرين على المشاركة في اللعبة. كما حصدت اللعبة أرواح ثلاثة مراهقين في الكويت، ما دفع ناشطين فيها إلى إطلاق حملة إلكترونية تحت هاشتاغ حجب لعبة الحوت الأزرق، طالبوا فيه الأهالي بمراقبة الأطفال، وتوخي الحذر من اللعبة، والسلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الانتحار الإلكتروني للأطفال، والمراهقين.