أصدرت القمة الإسلامية الطارئة التي انعقدت اليوم الأربعاء، بيانا أسمته بإعلان إسطنبول عبرت فيه عن استنكارها لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، داعية دول العالم إلى الرد على القرار عبر الإعتراف بالدولة الفلسطينيةوبالقدس كعاصمة لها ترزح تحت الإحتلال. وأكد البيان على الأهمية البالغة لصون حرمة القدس الشريف ووضعها التاريخي بالنسبة للأمة الإسلامية قاطبة. واعتبر البيان أن قرار الرئيس ترامب بشأن القدس لا يمثل انتهاكاً لقرارات الأممالمتحدة فحسب، بل أيضاً لعراقة القدس الشريف التي تعود إلى قرون من الزمان، وهو بذلك يغفل الحقائق التاريخية والاجتماعية والثقافية وأحكام القانون الدولي.
وشدد على تحية المقاومة السلمية الاستثنائية التي ما برح الشعب الفلسطيني بأسره، وخاصة أهالي القدس الشريف، يبديها من خلال العديد من التضحيات ضد الانتهاكات الشنيعة في الحرم الشريف في يوليوز الماضي. كما أكد على أهمية العمل المشترك مع جميع الشركاء الدوليين الذين يشاطرون ذات الرؤى والأفكار للتصدي لبيان الرئيس الأمريكي ترامب، بالاستناد إلى الشرعية والقانون الدوليين، فضلا عن الامتناع عن العنف بجميع أشكاله. واعتبر أن بيان الرئيس الأمريكي باطل ولاغٍ من وجهة نظر الضمير والعدالة والتاريخ، شأنه في ذلك شأن قرار إسرائيل ضم القدس وتدابيرها وإجراءاتها هناك والتي لم تكن ولن تكون يوماً مقبولة. داعيا جميع أعضاء الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى أن يظلوا ملتزمين بوضع القدس وبجميع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. كما شدد على أنه لن يكون بالإمكان البتة التنازل عن طموح إقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره شرطاً لازماً لإحلال السلم والأمن في المنطقة. ودعا البيان جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين التي تم الإعلان عنها عام 1988 بالجزائر تجسيداً لرغبة أبناء الشعب الفلسطيني في أن يحيوا حياة حرة، إلى اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة؛ عبر الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة محتلة لدولة فلسطين. من جهة أخرى اعتبر قادة دول العالم الإسلامي أن الدفاع عن القضية الفلسطينية يستوجب، في ظل الظروف الحالية، تحقيق المصالحة الفلسطينية دون مزيد من الإبطاء على أساس الاحترام المتبادل والثقة والتوافق وروح التضامن الوطني، ونجدد في هذا الصدد دعمنا لتحقيق هذه المصالحة.