يبدو أن محاولة بعض أعضاء شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، من دخول مقر حزب الوردة بالعاصمة الرباط، مازال يجر انتقادات لاذعة من نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وشارك بنكيران في أمسية حوارية، السبت 11 يونيو الجاري، نظمتها "مؤسسة المشروع للتفكير والتكوين"، المقربة من حزب عبد الرحيم يوعبيد، بعد إقدام أعضاء من الشبيبة الاتحادية على منعه من الدخول لحوالي ساعة من الزمن. ورأى ناشطون فيسبوكيون أن محاولة منع بنكيران من ولوج البيت الاتحادي "غير مبرر"، وأن التدافع "يجب أن يكون بالأفكار لا بأساليب المنع والبلطجة". الصحافي والمنشط الإذاعي، رضوان الرمضاني، اعتبر أن "المنع والنسف"، وسيلة "الضعفاء التائهين والفاقدين للبوصلة السياسية"، واصفا ما فعله أعضاء من شبيبة حزب الوردة ب"البلطجة". وتساءل الرضواني: "ماذا لو رفض بنكيران الدعوة؟ كان المحتجون سيصفونه بالجبان الهارب من الحوار، العاجز عنه. أما وقد قبل، وحضر في الوقت، وعوض الاكتفاء بتسجيل الموقف بكل ما تقتضيه "الروح الديمقراطية"، استقبل بمحاولة للمنع، وبشيء من العنف". من جهته، انتقد الصحافي علي أنوزلا بشدة هذا سلوك أعضاء من شبيبة حزب الوردة، واصفا إياهم ب"الطارئين" على السياسة. وقال أنوزلا إن "الطارئين" الذين احتجوا على حضور عبد الإله بنكيران إلى المقر "التاريخي" لحزب عمر والمهدي ورفعوا شعارات تتهم بنكيران وإخوانه بدم عمر، "نسوا أن الكاتب الأول السابق لحزبهم عبد الرحمن اليوسفي استقبل إدريس البصري"، الذي وصفه ب"منفذ سياسات الحسن الثاني الاجرامية زمن اغتيال عمر"، وكرمه، "ضدا على كل الحقوقيين الذين احتجوا ضد تكريم جلاد مثل البصري". واعتبر المتحدث، في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي على "فيسبوك"، أنه "كان على هؤلاء الطارئين على الحزب وعلى السياسة أيضا أن يحتجوا قبل ذلك على كل المفسدين والانتهازيين ولصوص المال العام الذين فتح لهم من سطوا على أجهزة الحزب أبوابه ونصبوهم قادة وزعماء في حزب المهدي وعمر ". أما آمنة ماء العينين، القيادية الشابة في "البيجيدي"، فانتقدت هذا السلوك، معتبرة أن ما حدث "يعكس مدى الأزمة التي يتخبط فيها جزء من الاتحاديين (الذين لا يزالون على علاقة بالتنظيم) من ارتباك نفسي وسب وشتم وعنف في حق الذات والآخر، نوستالجيا تحولت من شدة ضغط المفارقة بين الماضي والحاضر إلى أشبه ما تكون بالملاذ في الصغيرة والكبيرة". وشددت ماء العينين، في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، على أن حزب العدالة والتنمية هو "أول من يتمنى رؤية الاتحاد قويا ديمقراطيا منافسا شريفا وصلبا"، معتبرة أن ماضي الاتحاد "أمانة في أعناق أبنائه اليوم، ليستعيدوا مكانته بين الأحزاب السياسية". وواصلت القيادية في البيجيدي انتقادها لسلوك شباب من حزب إدريس لشكر، قائلة إن "المزايدة وكثرة الضجيج وافتعال المعارك الصغيرة وتحويلها إلى معارك كبيرة، ما هو إلا شكل من أشكال تصريف الأزمة النفسية والاحتقان الداخلي"، على حد تعبيرها. نجيب شوقي، الصحافي المحسوب على اليسار، انضم إلى رافضي الأسلوب الذي تعامل به أعضاء الشبيبة الاتحادية مع رئيس الحكومة، قائلا إن الوقفة "لم يكن لها أي أثر سياسي بل بقي بنكيران قويا متماسكا مرشحا فوق العادة لتصدر الانتخابات القادمة.. انتهى.. لعب الدراري ماشي هو السياسة". واعتبر فيسبوكيون آخرون، انضموا إلى هذا النقاش، أنه يجب البحث في من حرك هؤلاء الشباب للاحتجاج، وتساءلوا: "لماذا لم يحضر إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لنشاط نظمته مؤسسة فكرية تابعة لحزبه؟"، واعتبروا أن "الاختلاف الإيديولوجي" لا يجب أن يكون سببا في "مقاطعة" أنشطة من نختلف معهم، خصوصا إذا كانت من تنظيم المخالفين.