تزامنت زيارة الملك محمد السادس حاليا لروسيا، التي خطط لها قبل ستة أشهر، مع تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" الأخيرة، لما زار منطقة حدودية بين المغرب والجزائر، وقبلها تعرض المغرب لطعنة من الخلف، بعد قرار المحكمة الأوروبية القاضي بتوقيف اتفاقية التعاون الفلاحي بين المغرب والإتحاد الأوروبي، مما يجعل لهذه الزيارة أهمية قصوى على المستوى الإستراتيجي. في ظل هذه الأحداث المتسارعة في هذه المرحلة الدقيقة نتسائل مع نزهة الوافي في تصريح ل"لرأي" حول الدلالات الإستراتجية لزيارة الملك لروسيا، مؤكدة في بداية حديثها على أن المغرب، قد "نجح في تنويع الشركاء الإقتصادين والإستراتجين للمملكة". وقالت البرلمانية الوافي على أن الزيارة من دلالتها القوية، هو سعي المغرب لفك الإرتهان الإقتصادي مع " الشركاء التقليديين كالاتحاد الأوروبي، الذي لم يغادر بعد المنطقة الحمراء، لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية منذ 2008″، كما أن تقوية التعاون الإقتصادي مع روسيا سيحقق "ضمان للتوازن، وحماية لميزان الأداء التجاري للمغرب". وذكرت البرلمانية الوافي أن أول رد فعل للإتحاد الأوروبي على إثر الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس لروسيا، هودعوة لجنة الخارجية بالإتحاد الأوروبي لحل الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، التي بدأت بعد قرار المحكمة الأوروبية بوقف اتفاقية التعاون الفلاحي مع المغرب. وحسب نفس المتحدثة فالمغرب انتقل من "الفعل الدبيلوماسي من الهامش الى المركز"، وبذلك أصبح المغرب في صلب "معادلة الأدوار الجاذبة، التي ستحدد النظام العالمي الجديد بأقطاب أخرى، والتي لا زالت في طور التشكل". مضيفة أن هذه المعادلة الجديدة التي تفوق فيها المغرب "بذكاء وقوة"، لتميزه بالورقة "الجيوجغرافية والأمنية" في ربوع المنطقة، وأخرها إنتقال كل من وزير الداخلية محمد حصاد، ومدير الأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي، لكوت ديفوارلفك لغز الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت يوم الأحد الماضي. ودعت نزهة الوافي في نهاية تحليلها السياسين والبرلمانين والفاعلين المدنين والنقابين "لتسويق التموقع الجديد للمملكة"، والدفاع عن " ما يحققه بلدنا من منجزات"، وصد كل محاولات " اختراق شردمة البوليساريو لأقوى المؤسسات التشريعية والقضائية" في العالم، و"ترويجهم مغالطات سامة لنخب شابة صاعدة لا تعرف عن النزاع حول الصحراء المغربية شيئا".