ما أن أعلنت منابر اعلامية مصرية أن وزير الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار سلم يوم الثلاثاء الماضي لعبد الفتاح رئيس النظام الانقلابي في مصر دعوة رسمية لزيارة المغرب، حتّى إضطرم احتجاج واسع على شبكات التواصل الإجتماعي رافضين أن يطأ الأخير ثرى مغرب يوسف بن تاشفين . وقال بلال كريكش رئيس المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان أنه "لا مكان للسفاح السيسي في بلاد المغرب"، مؤكداً أن "دعوته ستعطيه جرعات لحياة أطول على حساب التجربة الديمقراطية الفتية في البلد"، لذلك وجب أن نقف حسب المتحدّث "صفا واحداً ضد هذه الدعوة في الشوارع لرفض زيارته" . وعلى نفس الرأي، اعتبر عصام الرجواني عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح "دعوة السيسي لزيارة المغرب بمثابة قبلة حياة من قبل تجربة تحظى باحترام إقليمي ودولي وهدية مجانية لتجربة الانقلاب العسكري الدموي بمصر المدعوم من قبل الأنظمة الخليجية الرجعية"، مشدداً أن الدعوة "خطوة مرفوضة شعبيا ووجب التنديد بها والضغط من أجل إلغائها لأن التطبيع مع الانقلابين هو انقلاب على خط الشعوب العربية والمد الديمقراطي بالمنطقة" . هذا وأطلق ناشطون عريضة إلى الدولة المغربية يرفضون فيها زيارة السيسي للمغرب لانخراطه هو ونظامه الدموي فيما أسموه "مسلسلا من القمع والاعتقالات والقتل بدم بارد إزاء الشعب وإزاء الصحافيين والحقوقيين، ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين ومنتهكا قيم الإنسانية أبشع انتهاك"، بالتالي سيكون "استقباله في بلدنا سيكون قتلا في حد ذاته للشعب المصري الذي نتقاسم واياه طموحنا إلى أوطان سماؤها الحرية وأرضها الكرامة والعدالة الاجتماعية"، فيما أطلق عشرات من رواد مواقع التواصل الإجتماعي مجموعة من الهاشتاغات ترفض زيارة زعيم الإنقلاب، وهو أضعف الإيمان حسب قولهم . وتجدر الإشارة إلى أنه أثارت في الآونة الأخيرة تصريحات للسفير المغربي بالقاهرة، محمد سعد العلمي بخصوص تحدثه عن كون "التوتر بين المغرب ومصر أصبح من الماضي"، حفيظة أحمد بوخبزة النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بإقليم تطوان ليرد عليه "ليس الأمر كذلك، خصوصاً بين الشعب المغربي والنظام الإنقلابي في مصر"، متسائلاً "كيف يمكن لنا أن نقوي علاقتنا مع من اغتصب السلطة من الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، وما زال يضعه في السّجن هو ورئيس مجلس الشّعب الدكتور محمد سعد الكتاتني، و 178 نائباً منتخباً، وأشرف على قتل ما يزيد على سبعة آلاف مناضل سلمي، وما زال يعتقل أكثر من خمسين ألف معتقل سياسي، وأصدر قضاؤه عشرات من أحكام الإعدام والمؤبدات، وسجله أسود لدى المنظمات الحقوقية الدولية ذات المصداقية"، مسترسلا حسب ما أوردته "جريدة أخبار اليوم" في عددها 1864 في استفسار السّفير قائلاً "كيف نجوّد علاقتنا مع رئيس إنقلابي يحاصر ويشدّد الخناق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في تواطئ واضح مع الكيان الصهيوني، بل ويريد أن يغرقهم ويقتلهم جوعاً وعطشاً"، مشدداً في الرّد نفسه "نعم أيها السيد السفير، العلاقة جيدة بين الشعبين المغربي والمصري، لكنها لن تكون أبداً جيدة بين نظام إنقلابي يده ملطخة بدماء شهداء رابعة والنهضة ومسجد الفتح.." يقول بوخبزة .