في سابقة من نوعها، مدحت الصحافة الجزائرية "النهضة الحقيقية" التي يعرفها المغرب في عهد الملك محمد السادس، رغم عدم توفره على البترول والغز الطبيعي مثل الجارة الشرقية. "ضمنا إليك أيها الملك" والبداية كانت من العنوان الذي جاء مثقلا بالمعاني الرمزية الكبيرة، في افتتاحية صحيفة "الخبر"، الأكثر مقروئية بالجزائر، حيث اختار صاحب المقال عنوان:"ضمنا إليك أيها الملك"، وهو طلب رمزي من "الشعب الجزائري" في "احتجاج" على ما آل إليه الوضع في الجارة الشرقية رغم أنها منتجة للبترول والغاز الطبيعي. إقلاع اقتصادي يشبه إقلاع تركيا واعتبرت الصحيفة الجزائرية أن المغرب "وضع الأسس فعلا لإقلاع اقتصادي يشبه إقلاع تركيا قبل 20 سنة". وأوضحت، في هذا السياق، أن الملك الحسن الثاني بادر إلى التفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول مشاريع اقتصادية واعدة، وصيغ تفضيلية متقدمة في مجال التبادل التجاري في الزراعة والصناعة والصيد البحري، لتثمر الاتفاقيات المغربية-الأوروبية "جملة من الإنجازات أرست الأسس لنهضة حقيقية في المغرب الشقيق، دون بترول ولا غاز". وأوضحت أن المملكة أنجزت عدة مصانع للسيارات الأوروبية والآسيوية، وهي الآن تنتج عشرات الآلاف من السيارات تغطي السوق المغربية وتصدر الفائض للخارج.. وشغّلت هذه المصانع عشرات الآلاف من العمال المغاربة. وتابع العمود أن المغاربة أنجزوا الطريق السيّار بمواصفات عالمية "وبأسعار تصل إلى نصف سعر ما أنجزنا نحن به الطريق السيّار وبمواصفات محلية"، وأنجزوا القطار السريع، رغم أن المغرب ليس بلدا مترامي الأطراف كما هو حال الجزائر التي يرغب حكامها "أن تسير البلاد كالسلحفاة حتى في القطارات"، مضيفا أن المملكة تحقق بها مشروع عملاق للطاقة الشمسية في منطقة تحولت إلى مزرعة للنور تسمى "مزارع النور لإنتاج النور". إشادة بالانفتاح السياسي المقال ذاته أشاد بالانفتاح السياسي في المملكة، حيث قارن بين المغرب والجزائر على هذا المستوى، فقال إنه "ليس هناك حرج في رؤية المعارضة المغربية تأتي إلى الجزائر للتفاوض حول فتح الحدود، حيث لا تتهم بالخيانة للمغرب، كما هو الحال في الجزائر عندما تتحرك المعارضة في أي عمل سياسي، وطنيا كان أو دوليا". وأوردت الصحيفة مقولة للملك الراحل الحسن الثاني سنة 1992 "ليت الجزائر سمحت للإسلاميين الذين انتصروا في الانتخابات بأن يمارسوا تجربة الحكم .. "، وأشارت إلى أن "جماعة إنقاذ الجزائر من بعض الجزائريين اعتبرت ذلك مزايدة من المغرب على بلدهم .. وها هو المغرب يترك التجربة الإسلامية تأخذ مجراها، ويسلم الحكومة للإسلاميين وتحدث المعجزة السياسية والاقتصادية".