صرح بوزيد لغلى، الكاتب والباحث في التراث والسرديات بالصحراء على هامش مشاركته في فعاليات المعرض الجهوي للكتاب الذي تحتضنه مدينة الداخلة هذه الأيام (صرح) لجريدة "الرأي" أن هذا الحدث الثقافي يشكل فرصة ثمينة لتقريب الكتاب من القراء في أقاصي المناطق بالمملكة مثل الداخلة التي تستحق أن تكون مشتلا لتنمية ملكات القراءة، مبرزا أنه لا تنمية حقيقية للفعل القرائي في غياب الكتاب خاصة الإصدارات الجديدة. وعن قيمة الإصدارات المعروضة في أروقة معرض الداخلة للكتاب هذه السنة يقول الدكتور بوزيد لغلى أن العناوين المتاحة للزائرين تمثل "إضافة جميلة جدا"؛ غير أنه لما استقصى عن اتجاهات المتسوقين اكتشف أن الكتب الأكثر مبيعا هي كتب الطبخ والأطفال وهي ظاهرة عامة في مناطق أخرى، يضيف المتحدث. وفي سياق متصل تأسف الدكتور لغلى على غياب مؤلفين متخصصين في كتب أدب الأطفال في الصحراء مؤكدا أن هذا الحقل الأدبي ما يزال بكرا ينتظر اقتحامه من قبل المبدعين. وبخصوص مشاركته في النسخة السادسة لمعرض الكتاب بمدينة الداخلة ذكر بوزيد لغلى أنه أطر ندوتين في إطار الأنشطة الثقافية المبرمجة بالموازاة مع فعاليات المعرض. كانت الأولى حول "الأمن الثقافي" وهو مفهوم، يقول المتحدث، تساوق ميلاده مع ظهور العولمة وله بعد بنائي تراكمي يتمثل في تأمين حاجاتنا من الثقافة إصدارا وترويجا للكتب والمواد الثقافية عموما؛ وبعد دفاعي يتجلى في انتقائنا لما يتناسب مع قيمنا من منجز الآخر خاصة أن العولمة جعلت هناك سيولة فكرية هائلة تستلزم التخطيط الاستراتيجي لحماية مستقبل الأجيال من شيوع ثقافة العنف والقسوة. أما الندوة الثانية التي ألقاها الباحث فكانت حول موضوع "الترويح في الثقافة الحسانية" وسلط فيها الضوء على مظاهر الترويح عن النفس في ثقافة أهل الصحراء ومنها الألعاب التقليدية والحكايات الشعبية والأغاني التراثية الموروثة. هذا ويشار إلى أن الباحث والكاتب بوزيد لغلى قدم ووقع كتابه الجديد خلال افتتاح معرض الكتاب بالداخلة يوم الجمعة الماضية والموسوم "عتبات صحراوية" والذي تناول فيه بالدراسة والتحليل لستة أعمال روائية وأكاديمية، وهو إصدار سنعود لاحقا إلى تفاصيله.