و أخيرا و لله الحمد المقرئ أبو زيد تتسلط عليه الأضواء من كل الجهات , والغريب في الأمر على يد العصابة الفرنكفونية . لعل مالم يتم تداوله عموما أن المنهج الفكري و الثقافي في عمقه و قوة الأسلوب الخطابي لهذا الرجل لم يجد صدى واسعا و مكانة مرموقة وسط الساحة الإعلامية و الثقافية و الفكرية الوطنية ، و التي ما فتئ أشباه المثقفين وغلاة الفرنكفونية منهم ("حزب فرنسا" كما يسميهم فضيلة أ. المقرئ أبو زيد ) يملأونها بالترويج لأطروحاتهم و أفكارهم المنسوخة عن معلميهم البعيدة كل البعد عن ثقافتنا و التي تمس بالأساس لغة الضاد المرتبطة ارتباطا مطلقا بالجانب الهوياتي . إذن فالسؤال الذي يجب أن يطرح في هذه الظرفية المهمة لماذا تم استهداف هذا الرجل بالذات ؟ دون أدنى شك ،بعد الرد المستفيظ الأخير على دعاة الدارجة من ورائهم دعاة الفرنكوفونية وقبل ذلك المحاضرات و الأنشطة التي ألقاها فضيلة أ. المقرئ أبو زيد على مدى السنين الأخيرة و التي كانت تدعوا في مجملها إلى ضرورة تأسيس سياسة لغوية جديدة و صريحة تعيد الإعتبار إلى اللغة العربية كلغة قادرة على الإنسجام في جميع المجالات الحيوية . فكما أن في الآونات الأخيرة دائما "أولاد فرنسا" عندما يريدون تمرير بعض مخططاتهم الخبيبة و الملوثة يدفعون في المقدمة بعض التيارات و الحركات كما يحدث الآن . فالمفروض إذن من كل غيور على هذا الوطن استغلال الظرفية في "قلب الموازين" ,و هنا أعني الإنخراط الفعلي في إعادة نشر ثقافة و فكر هذا الرجل العملاق الذي الذي ما فتئ أن ظلم و أبعد عن الشاشات عمدا, لأنه فقط دافع ومازل يدافع باستماتة عن هوية و كرامة الأمة ,لا كما يدعي بعضهم من افتراءات و تلفيقات كي يتمكنوا من طمس مستواهم الفكري الهزيل بل و الهروب من جوهر النقاش الديمقراطي الحر. هم يخشون المواجهة و يعلمون تمام العلم أن عملهم الأساسي و هدفهم الأسمى إعلاء و سمو الثقاقة الفرنكفونية داخل الوطن و تمزيق اللغة العربية بإقحام الدارجة و ماشابه ذلك من أدوات تستخدم في تثبيت مخططاتهم بعيدة المدى لا غير . في نهاية المطاف إذا ما تم استغلال هذه الضرفية أحسن استغلال كما ذكرت سابقا، سيكون المستفيد الأكبر من الحملة المغرضة على أ. المقرئ أبو زيد الإدريسي هو أبو زيد نفسه ، و سينقلب السحر على الساحر بإذن الله .