عاشت كل من جامعتي القاضي عياض بمراكش وابن زهر بأكادير أسبوعا ساخن الأحداث، كان سمته الأبرز الاعتقالات والمواجهات المسلحة وسط إنزال أمني كثيف، بكلتا المدينتين. ففي مراكش، شهد الحي الجامعي ليلة الخميس – الجمعة اقتحاما أمنيا عنيفا، بعد خروج الطلبة الجامعيين بقيادة فصائل يسارية في مسيرة إلى الشارع العام، لتأبين الطالب عبد الرزاق الكاديري الذي وافته المنية دجنبر 2008، في المستشفى بعدما نقل إليها مصابا خلال مواجهات عقب اقتحام أمني للحي الجامعي يعتبر الأعنف خلال السنوات الخمس الماضية، ويتهم الطلبة القوات العمومية بالتورط في قتله بضربه على رأسه. وخلف التدخل الأمني إصابات متفاوتة الخطورة في الصفوف الطلبة ورجال الأمن على حد سواء، فيما شهدت مرافق الحي الجامعي خسائر فادحة، بعد تكسير أبواب عدد من الغرف ونوافذها، كما اشتكى طلبة من فقدانهم لبعض ممتلكاتهم، وإتلاف حواسيبهم ولوازمهم الدراسية، فيما لم ترد أنباء عن تسجيل اعتقالات في صفوف المحتجين. جامعة ابن زهر بأكادير شهدت هي الأخرى، منذ مطلع الأسبوع الجاري، إنزالا أمنيا مكثفا بمحيطها، لكن هاته المرة ليس لمنع تظاهرة وإنما محاولة لإيقاف مواجهات عنيفة بين فصيل الطلبة الصحراويين وفصيل الحركة الثقافية الأمازيغية، أودت إلى إصابة طالب ينحدر من منطقة تنغير إصابة خطيرة على مستوى الرأس. إلى ذلك، اعتقلت قوات الأمن التي حاصرت منطقتي الداخلة والسلام بمدينة أكادير، ثمانية أفراد من الطرفين، ولازالت تتعقب أفراد آخرين اختفوا عن الأنظار وعمدوا إلى إغلاق هواتفهم النقالة تحسبا لوضعهم ضمن لائحة المبحوث عنهم. وحسب مصادر طلابية، يعود سبب المواجهات الدامية بين الفصيلين الطلابيين إلى غضب أبناء الحركة الثقافية الأمازيغية، من إقدام الطلبة الصحراويين المعروفين بتبني الطرح الانفصالي على حرق علم "تمازغا"، ليتحول الصراع الذي كان في البداية فكريا ضمن حلقية نقاش إلى مواجهات بالسيوف والهراوات. من جهة أخرى، أحيل منذ مطلع الأسبوع الجاري على النيابة العامة بأكادير 8 طلاب ينحدرون من الأقاليم الصحراوية، بتهمة السرقة وترويع المواطنين ما بين أحياء الداخلة والسلام، بعد أن تقدم 5 أشخاص مدنيين بشكاوى إلى مصالح ولاية أمن أكادير نهاية الأسبوع الماضي.