أحالت فرقة أمنية بمدينة مراكش طالبا تم اعتقاله على خلفية الأحداث، التي عرفها الحي الجامعي بالمدينة السنة ماقبل الماضية، على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالمدينة الحمراء. وتمكنت فرقة تنتمي إلى المجموعة الخامسة للأبحاث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية من اعتقال الطالب (ي.ح) وتقديمه أمام وكيل الملك يوم الأربعاء الماضي. وتم تقديم الطالب البالغ من العمر 24 سنة، والذي يقطن بدوار لحرش بمراكش، بتهم الضرب والجرح في حق موظفين أثناء مزاولتهم مهامهم، ورشقهم بالحجارة، وإلحاق خسائر مادية في ملك الدولة، والعصيان، وتخريب مبنى معد للمنفعة العامة، والتجمهر المسلح. وحجزت الفرقة الأمنية لدى المعتقل مبلغا ماليا يقارب 1500درهم وهاتفا نقالا. ويوم الثلاثاء ما قبل الماضي، داهمت عناصر من الشرطة القضائية بمراكش بيت طالبة تنتمي لفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي». وجاء اعتقال الطالبة إلهام السحنوني بعد تحريك مذكرة بحث وطنية، منذ أزيد من سنتين، عن عدة عناصر مطلوبة اتهمت بحرق وإتلاف أجهزة الحي الجامعي. وقد تم نقل الطالبة السحنوني إلى سجن بولمهارز بمراكش، وعرضها على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالمدينة. وكانت الطالبة قد تم طردها من الدراسة، إلى جانب بعض الطلبة الآخرين. ويشهد الحي الجامعي بمراكش هذه الأيام مواجهات عنيفة بين أفراد ينتمون لفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي» آخرها اشتباك نشب في وقت متأخر من ليلة يوم الاثنين الماضي بين طلبة «ملثمين» وقوات الأمن المرابطة قرب باب الحي الجامعي منذ حوالي أسبوعين. وقام الطلبة، الذين قالت مصادر من عين المكان إنهم كانوا «ملثمين»، برمي سيارات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة، ثم عمدوا بعد ذلك إلى التواري عن أنظار قوات الأمن داخل الدروب والأزقة المحيطة بالحي الجامعي. وقد قام رجال الأمن بمطاردة الطلبة داخل هذه الأزقة، مخلفين بذلك حالة من الهلع والذعر في صفوف السكان والمارة من المواطنين القاطنين بتلك المنطقة. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فقد أسفرت هذه الأحداث العنيفة عن إصابة ثلاثة طلبة، وصفت مصادر «المساء» إصاباتهم ب «البليغة»، في الوقت الذي تحدثت أخبار عن إصابة بعض رجال الأمن، وهو الأمر الذي لم يتأكد ل«المساء». وفي الوقت الذي أشارت بعض المعطيات إلى أن العشرات من الطلبة الملثمين هاجموا قوات الأمن المرابطة قرب الحي الجامعي منذ اقتحام طلبة الحي الجامعي قبل أيام قليلة حاملين بعض الأسلحة البيضاء والهراوات، ورشقها بالحجارة والزجاجات الحارقة، ذكرت مصادر طلابية من الحي الجامعي في اتصال مع «المساء» أن الطلبة المنتمين لفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي» كانوا ينظمون حلقية لمناقشة قضية الطلبة، الذين تم اعتقالهم في بداية الموسم الدراسي الحالي، عندما اقتحمت عليهم قوات الأمن الحي الجامعي وداهمتهم حاملة الهراوات، مما حذا بهم إلى الفرار ومقابلة هذا الاقتحام بالرشق بالحجارة. ونفى المصدر الطلابي نفسه أن يكون الطلبة هاجموا سيارات الأمن المرابطة قرب الباب الرئيسي للحي، مضيفا أن فصيل «النهج الديموقراطي القاعدي» ذا النزعة اليسارية الراديكالية كان يناقش في حلقيته إمكانية تنظيم تظاهرة احتجاجية للتحسيس بقضية معتقليه، لكن هذه الحلقية قام رجال الأمن بتفريقها. وقام بعض طلبة الفصيل المذكور، ويقدر عددهم بأزيد من عشرين طالبا، باقتحام الحي الجامعي، ثم أخرجوا زملاءهم من غرفهم على الساعة التاسعة للتظاهر ضد وجود قوات الأمن على مقربة من الحي الجامعي، ثم شرعوا في تنظيم نقاش حول واقع اعتقال طالبين من فصيلهم على إثر أحداث السنة الماضية. وأضافت هذه المصادر أن الطلبة المقيمين بالحي فضلوا الانسحاب من مكان «المعركة»، بعد أن وجدوا أنفسهم «محشورين فيها، رغما عنهم» إلى حين عودة الهدوء إلى الحي. ووصفت بعض المصادر الطلبة المقتحمين للحي ب «الغرباء» أو من الطلبة الذين أنهوا دراستهم. كما لم تستطع تحديد الجهة التي أصابت الطلبة بجروح بليغة، هل هي قوات الأمن أم الطلبة الملثمون؟.