سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواجهات ب«المولوتوف» وقنينات الغاز بين الطلبة الصحراويين والقاعديين تزرع الرعب في مراكش إصابة رجال أمن وتخريب محلات تجارية وتكسير سيارات والمواجهات استمرت 3 ساعات
اندلعت مواجهات عنيفة بين طلبة ينتمون للتيار الصحراوي وبين بعض الطلبة المنتمين إلى فصيل النهج القاعدي، استعملت خلالها الزجاجات الحارقة (المولوتوف) وقنينات الغاز من الحجمين الكبير والصغير وكذا الحجارة، قبل أن تتحول إلى مواجهات بين الطلبة القاعديين وبين قوات الأمن، أصيب خلالها عشرات الطلبة بجروح متفاوتة الخطورة. وأوضحت مصادر عاينت المواجهات منذ بدايتها أن حادث العنف المتبادل بين الطلبة الصحراويين والطلبة المدعومين بممثلين عن الاتحاد الوطني لطلبة المغاربة (الفصيل القاعدي) اندلعت قرابة الساعة التاسعة من ليلة أول أمس الثلاثاء عندما قامت حوالي خمس طالبات ينتمين إلى الأقاليم الصحراوية بطرد طالبتين تنتميان لإحدى مناطق الداخل من غرفتيهما وحجز كل ممتلكاتهما داخل الغرفة، فقامت الطالبتان المطرودتان بتقديم شكوى لطلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فانتظم المئات من الطلبة في حلقية داخل الحي الجامعي تناقش هذا الحدث محاولين تحديد القرار والخطوات التي يجب اتخاذها لإعادة الطالبتين إلى غرفتيهما. وأشارت المصادر الطلابية في اتصال مع «المساء» إلى أنه خلال مناقشة هذا الحدث في حلقية كبيرة، حضر طالبان ينتميان إلى المناطق الصحراوية من أجل «نسف» الحلقية، لكن الطلبة طلبوا منهما «الاعتذار» عما بدر من الطالبات الصحراويات وإعادة الطالبتين إلى غرفتيهما، لكن تعنت الطالبين الصحراويين وتلفظهما بكلام جارح في حق الطلبة، جعل النقاش يتحول إلى مواجهات عنيفة بدأت بإشهار الزجاجات الحارقة (المولوتوف) في وجه بعضهم البعض، وتراشق الطرفين بالحجارة بعد التحاق عدد كبير من الطلبة الصحراويين بزملائهم. وقد خرج الطلبة الصحراويون خارج باب الحي الجامعي وبدؤوا يعيثون فسادا في كل أرجاء المنطقة، حيث قاموا بتخريب أبواب بعض المحلات التجارية القريبة من الحي الجامعي، وتكسير أقفال السلاسل، التي ربط بها أصحاب المحلات قنينات الغاز، وقاموا بنزعها من مكانها ورميها في وجه الطلبة داخل الحي الجامعي، بينما قام طلبة آخرون بإضرام النيران فيها، وتكسير واجهات بعض السيارات، وإحداث الرعب في نفوس السكان الذين كانوا يعاينون مشاهد العنف من داخل نوافذ المنازل. وقد استمرت المواجهات العنيفة بين الطلبة قرابة ثلاث ساعات. وقد حضرت قوات الأمن إلى الباب الرئيسي للحي الجامعي، بعد علمها بالحادث، لكن حضورها إلى المكان ومحاولتها التدخل لإعادة الوضع إلى وضعه الطبيعي سيجعلها مستهدفة من قبل المتنازعين، حيث شرع الطلبة في رمي قوات الأمن بالحجارة و»المولوتوف»، بينما اكتفى رجال الأمن برمي الحجارة على الغاضبين من الطلبة. وفي الوقت الذي انسحب الطلبة الصحراويون إلى مكان خارج الحي الجامعي، تاركين المواجهات العنيفة تنحصر بين الطلبة المدعومين بطلبة فصيل النهج القاعدي، ذي التوجه اليساري الراديكالي، وقوات الأمن التي طوقت جنبات الحي الجامعين ومنعت كل الطلبة والمارة من اقتحام الحاجز الأمني والمرور إلى الضفة الأخرى تفاديا لإصابة أي منهم. وقد أسفرت هذه المواجهات عن إصابة عدد كبير من رجال الأمن، نقل بعضهم إلى المستشفى للعلاج، بعد أن أصيبوا بجروح جراء رميهم بالحجارة والزجاجات الحارقة. وقد استعملت خلال المواجهات بين الطلبة وقوات الأمن الحجارة والزجاجات الحارقة وقنينات الغاز.كما تم نصب متاريس باستعمال حاويات الأزبال التي أضرمت النيران فيها من قبل الطلبة، الذين كانوا داخل أبواب الحي الجامعي، بينما كانت قوات الأمن ترابط خارجه، إلى أن عاد الوضع إلى حاله الطبيعي. وقد توجه بعض الطلبة المصابين في المواجهات إلى بعض المستوصفات لتلقي العلاجات، بينما قام البعض بتضميد الجراح داخل الحي تفاديا لأي اعتقال أو مطاردة. وفي الوقت التي تحدثت أخبار عن اعتقال بعض الطلبة المشاركين في أعمال العنف، نفى أكثر من مصدر أن يكون تم اعتقال أي طالب. وفي صباح اليوم الموالي (الأربعاء) عاد الهدوء إلى الحي الجامعي وجنباته، بينما لا زالت «الفتنة» نائمة داخله بين الفصائل الطلابية المتصارعة.