عاشت قيادة جبهة «البوليساريو» الانفصالية «الأسبوع الأسوأ دبلوماسيا» في تاريخها خلال الأسبوع الذي ودعناه، كما وصف ذلك مهتمون بملف قضية الصحراء. فقد تلقت خلاله ضربات متتالية من الكويتوواشنطن وبانما، وأثارت غضبا عدد كبير من الانفصاليين الذي تتحدث الجبهة باسمهم. واعتبر محللون أن مضامين البيان المشترك بين الديوان الملكي والبيت الأبيض، الذي صدر عقب المحادثات التي جمعت الملك محمد السادس بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، تمثل أقوى ضربة دبلوماسية تلقتها «البوليساريو»، بعد مباركة البيت الأبيض لمقترح الحكم الذاتي كحل مناسب لنزاع الصحراء. من جهة أخرى، أثارت تصريحات قيادة الجبهة الانفصالية غضب أطراف عدة داخل مخيمات تندوف، لما عبرت عن تفاؤلها من نتائج المحادثات بين الملك محمد السادس وأوباما، باستحسان إدراج قضية الصحراء ضمن أجندات الرئيس الأمريكي، معتبرين ذلك استغباءً لهم، ومحاولة لتغطية الضربة التي تلقتها جماعة عبد العزيز المراكشي بعد الزيارة الملكية للولايات المتحدةالأمريكية. ضربة أخرى اعتبرها المتتبعون نصرا دبلوماسيا للمغرب ودعما لوحدته الترابية، وكذا دحضا للادعاءات الجبهة في حصولها على اعتراف دولي واسع بشعبيتها، تمثل في غياب «البوليساريو» عن القمة الأفرو - عربية التي أقيمت خلال الأسبوع ذاته بالكويت، الأمر الذي اعتبره المتتبعون انعدام الاعتراف بدولة الانفصاليين بين هاته الدول، رغم منح الاتحاد الافريقي العضوية «للبوليساريو». أما نجاح المغرب في تجديد اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي، وتضمين المياه الإقليمية الجنوبية، اعتبرت النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت المتتبعين يتحدثون عن «نكسة دبلوماسية» أصابت قيادة «البوليساريو»، إذ وجدت نفسها محاصرة من جميع جهات الكرة الأرضية، وبُعدا عن كل القوى الدولية الكبرى. هذا، ويضاف إلى الضربات الدبلوماسية التي تلقتها الجبهة الانفصالية، والتي قد تجبرها على تغيير سياساتها المعتمدة في الصراع مع المغرب على صحرائه، سحب جمهورية بنما اعترافها بما يسمى «الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية»، معتبرة أن هذا الكيان مجرد دولة وهمية لا تمتلك الأرض، و«لا يتوفر على المقومات الأساسية المشكلة لدولة ذات سيادة تماشيا مع مبادئ القانون الدولي». الضربات المتتالية التي وجهها المغرب «للبوليساريو» في أسبوع واحد، لم تنته عند هذا الحد، بل عززها إحجام المتحدث الرسمي باسم الجبهة الانفصالية في واشنطن عن الحديث للقناة الإخبارية العربية الأكثر شهرة "الجزيرة"، الشيء الذي اعتبره محللون سياسيون "عجزا"، وهو ما يمكن اعتباره انتصارا دبلوماسيا للمغرب في قضية وحدته الترابية.