قطع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الشك باليقين فيما يتعلق بعلاقة نواكشوط بجبهة الانفصاليين بتندوف . ففي رد على صحفية بقناة «ميدي آن تي في » حاورت الرئيس الموريتاني أول أمس الأحد حول وجود ممثل لجبهة البوليساريو في موريتانيا،رد الرئيس الموريتاني مستغربا «هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها بوجوده» نافيا أن يكون ممثل للجبهة الانفصالية ضمن قائمة التمثيليات الدبلوماسية المعترف بها في العاصمة الموريتانية . و أعرب ولد عبد العزيز عن أمله في أن يتأسس المغرب العربي الكبير في ظل السلم، وشدد على أن موريتانيا تتمني أن يجد أطراف النزاع حلا لقضية الصحراء لكي تتمكن بلدان المنطقة من بناء المغرب العربي الكبير معتبرا أن ما شهدته تونس وليبيا قد يكون عاملا مساعدا على ذلك. الرئيس الموريتاني جدد التأكيد على موقف «الحياد» الذي تلتزم به بلاده من نزاع الصحراء ، مذكرا أن موريتانيا ممثلة في المحادثات التي تجري تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة. تصريحات و مواقف الرئيس الموريتاني في ما يرتبط بموقع بلاده من النزاع المفتعل بالصحراء المغربية تتزامن مع تحركات مشبوهة بالمنطقة لتعكير صفو العلاقات التاريخية بين الرباط و نواكشوط عبر ضغوطات داخلية و خارجية مسلطة على الرئيس الموريتاني و حكومته لحمله على اتخاذ مبادرات تصب في مصلحة أجندة الجزائر و صنيعتها البوليساريو . وفي سياق هذه الضغوطات الابتزازية يمكن تبرير تجنيد شخصيات سياسية موريتانية من داخل البرلمان الموريتاني نهاية الأسبوع لمساءلة وزير الخارجية الموريتاني داخل الجمعية الوطنية بنواكشوط حول طبيعة العلاقات القائمة بين موريتانيا من جهة و الرباط و جبهة الانفصاليين من جهة على ضوء اتفاقية 1979 الموقعة في الجزائر بين الحكومة الموريتانية و الجبهة الانفصالية و التي خرجت بموجبها موريتانيا من حرب الصحراء و التزمت بالحياد التام تجاهها , علما أن الجميع يدرك الظروف التي وقعت خلالها الاتفاقية المذكورة و الدور الجزائري البارز في حبك فصولها المذلة للطرف الموريتاني , علما بأن نص ومضمون الاتفاقية لا يشير مطلقا الى وضع الطرف الانفصالي كدولة أو حكومة ذات كيان مستقل و هو ما يعطي قوة لمدلول تصريح الرئيس الموريتاني بأنه لا وجود لتمثيلية ديبلوماسية رسمية لجبهة البوليساريو بالعاصمة الموريتانية بقدر ما توجد أطراف مأجورة من طرف الجزائر في مهام قذرة .