يبدو أن صراع الإرادات بين حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ورئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، سيأخذ أبعادا أكثر تعقيدا، بالنظر إلى توظيف القيادي الاستقلالي لأوراق جديدة تدخل ضمن المقدسات الوطنية. فالجولة التي ينظمها زعيم الاستقلاليين بالصحراء المغربية تدفع لإثارة مخاوف من التوظيف السياسي لقضية حساسة على المستويين الرسمي والشعبي، في خطابات حميد شباط بجولته بالصحراء. الرهان على ورقة الصحراء يراهن حميد شباط على ورقة الصحراء المغربية، بعد أن استنفذ على ما يبدو كل الوسائل، كورقة ضغط على رئيس الحكومة لتنفيذ جزء من مطالبه. ويمضي شباط نحو مزيد من تسميم الوضع السياسي بالمغرب، أمام الحشود الغفيرة التي تتابع خطاباته في جولته الحالية بمدن الصحراء المغربية، والتي ابتدأها من مدينة الداخلة يوم الثلاثاء 18 يونيو. ورغم أن كل لقاءات الحزب بمناصريه بالصحراء تنظم تحت شعار "تقوية الجبهة الداخلية والدفاع عن الوحدة الترابية"، إلى أنها تأخذ أبعادا سياسية، من خلال اتهام شباط لرئيس الحكومة بتعطيل ورش الجهوية المتقدمة حتى يتقوى حزبه (أي العدالة والتنمية)، معتبرا أن "أفضل وسيلة للدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة هي الهجوم، عبر توجيه رسائل قوية لمن يعرقل مساعي الحل والتسوية في إشارة للجزائر"، دون إخفاءه لرغبته (أي شباط) في "تمثيل أبناء الصحراء في الحكومة القادمة". اكديم ازيك والصحراء الشرقية يعود حميد شباط إلى تناول قضية المعتقلين الساسيين الصحراويين في مجوعة اكديم ايزيك، من وجهة نظر سياسية، ويطالب بأن يشملهم عفو ملكي، رغم رفض برلمانيين عن حزب الاستقلال بالصحراء التوقيع على عريضة مقدمة من برلمانيين بالصحراء، تطالب بإطلاق سراح معتقلي هذه المجموعة. ويمضي شباط في خطابته التجييشية بكل مدن الصحراء، وأمام جموع غفيرة من المواطنين، في تعطيل أي تقارب سياسي مع الجارة الجزائر لحل مشكل الصحراء، ويعيده إلى نقطة الصفر من خلال تجديد المطالب القديمة/الجديدة لحزب الاستقلال باسترجاع مناطق تندوف، والقنادسة، وبشار، وحاسي بيضا، وهو ما يعتبر ضربة قوية لكل مساعي التسوية الدبلوماسية مع الجزائر. بن كيران الضعيف بمدينة الداخلة صوَّر حميد شباط أمام أنصاره، رئيس الحكومة في هيئة رجل الدولة الضعيف، الذي يخاف من مباشرة الإصلاحات الكبرى في المغرب، وتساءل عن "أسباب هذا الانبطاح والخوف الذي يساور رئيس الحكومة، معتبرا أن "الشعب المغربي اليوم في حاجة ماسة إلى رئيس حكومة قوي يستمد شرعيته من الشعب". شباط يتهم كل وزراء الحكومة بالضعف، مبديا طموحه لحكومة قوية بها وزراء أقوياء يقدمون برامجهم، ويسهرون على تنفيذها. نفس المسار نهجه حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورئيس بلدية العيون، حينما تحدى، بشكل غير مباشر، رئيس الحكومة وحزبه ن يجمع كل هذا الكم الهائل من المناصرين والأتباع حول أمينه العام. وعود انتخابية وحضرت الوعود الاجتماعية في لقاءات زعماء "الاستقلال" بشباب ونساء الصحراء، عندما أشار إلى أن حزبه ضد الزيادة في أسعار المواد الأساسية، أو المساس بالقدرة الشرائية للمواطن، تقليص أجور الموظفين، التي تنوي الحكومة الإقدام عليها. فنحن في حزب الاستقلال، يقول شباط، نهدف إلى الرفع من أجور الموظفين وتشغيل العاطلين، من أجل أن يعم الأمن والآمان، لأن بهذين الآخرين ينتعش الاقتصاد ويكثر الاستثمار ببلادنا". وذكرت وسائل إعلام محلية أن زعماء الحزب قاموا بتوزيع الوعود على الشباب المعطلين بالتوظيف، توزيع الوعود بالتشغيل للنساء المطلقات والأرامل، فيما أشارت تلك الوسائل إلى استغلال النقل العمومي في نقل مجموعة من المواطنين والمواطنات إلى ساحة المشور بالعيون