أثارت التصريحات الأخيرة للدكتور مصطفى بوهندي، أستاذ مقارنة الأديان في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء حول القرآن الكريم، غضبا وردودا قوية وسط قادة التيار الإسلامي بالمغرب. وفي خرجة جديدة اعتبر صاحب كتاب "أكثر أبو هريرة"، الذي أثار الكثير من الردود، في حوار مع جريدة "الناس" أن "لغة القرآن ليست معجزة لغوية، بل لغته عادية وهي لغة البشر"، مشيرا إلى أن ما يسمى "الإعجاز اللغوي للقرآن مفهوم أنتجه التعصب للغة العربية". وأضاف بوهندي أن "حتى أسماء الله ليست لها قيمة بدون الإنسان"، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة "هدم الكثير من العقائد والمقدسات بسبب ما شابها من خلط بين الوحي والاجتهاد البشري". وجاء رد الأستاذ امحمد الهيلالي قويا عندما وجه خطابه بشكل مباشر لبوهندي قائلا "لا يمكن أن تحصلوا حتى على لقب تلميذ لنصر حامد أبو زيد ولا لأركون بعد أن عجزتم مبكرا في حجز مقعدكم في مربع مفكري الحركة الإسلامية". وعن نفيه للإعجاز اللغوي والبياني في القرآن، علق الهيلالي على الأمر بالقول "قد تخونكم ملكتكم الذهنية لتدركوا الإعجاز اللغوي أو البياني للقرآن الكريم لغة ومبنى ومعنى، وقد لا يسعفكم تكوينكم المستقى من مصدر، هو مع احترامنا له، بعيد عن الحقل المعرفي لمن تنسخون أقوالهم بهذا الخصوص". وختم الهيلالي كلامه بالتأكيد على أن الأضواء "قد تسلط على بوهندي"، مستدركا "لكن قناعتي هي أنكم لا تقنعون حتى أنفسكم بما تستنسخونه من مقولات الأكيد أن مدلولاتها الفلسفية والمعرفية بعيدة عن متناول ملكتكم الذهنية". وكان بوهندي قد صرح في حوار مع جريدة "الآفاق" في شهر فبراير من سنة 2009 أن "القرآن ليس إعجازا لغويا ولغته لغة عربية عادية ليست معجزة"، معتبرا أن "أبو هريرة الذي روى الكثير من الأحاديث النبوية أسلم بعد وفاة الرسول محمد".