قال مسوؤلون من وكالة الفضاء الأوروبية إن قمرا اصطناعيا كبيرا مخصصا للأبحاث العلمية اخترق في وقت ما مساء الأحد الغلاف الجوي للأرض حيث احترق معظمه وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من نفاد وقوده وفقده للارتفاع. والقمر الاصطناعي الذي يطلق عليه "أوشن سيركيوليشن إكسبلورر"، والمعروف أيضا باسم ""جي أو سي إي"، أو "فراري الفضاء" بسبب أناقة شكله، عاد إلى الأرض بعدما أمضى أربع سنوات في مهمة حول مدارها لرسم مجال الجاذبية الأرضية. وقال رئيس مكتب أنقاض الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، هينر كلينكارد، في تقرير نشر على موقع الوكالة على الإنترنت، إن آخر اتصال لمحطات المتابعة الأرضية مع القمر "جي أو سي إي" كان في الساعة 22:42 بتوقيت غرينتش لدى مروره على ارتفاع 121 كيلومترا فوق القارة القطبية الجنوبية. ولم يتحدد مكان سقوط حطام هذا القمر على وجه الدقة، حيث لم ترد أي تقارير عن مشاهدة كرات نارية في السماء أو أضرار نتيجة سقوط الحطام حتى الآن، لكن وكالة الفضاء الأوروبية تذكر أن القمر الاصطناعي دخل المجال الجوي في مكان ما بين القارة القطبية الجنوبية وسيبيريا. وتضيف بأنه من المرجح أن معظم القمر الاصطناعي، الذي يزن 1.2 طنا، احترق وتحطم في الغلاف الجوي للأرض، لكنها تتوقع أن يكون نحو 25% من هذا القمر، الذي يعادل حجم سيارة، لم يحترق خلال عملية دخول الغلاف الجوي، وأن تلك البقايا وصلت إلى سطح الأرض وسقطت غرب المحيط الهادي أو شرق المحيط الهندي. وأطلق القمر "فراري الفضاء" عام 2009 لرسم تباينات الجاذبية الأرضية حيث يجمع العلماء البيانات لاستخدامها في إعداد أول خرائط عالمية تفصيلية للحدود بين قشرة الأرض وطبقة الدثار أو الوشاح، التي تقع بين القشرة والمركز، إلى جانب بعض المشروعات الأخرى، وقد نفد وقوده في 21 أكتوبر الماضي وظل يفقد الارتفاع بشكل مطرد منذ ذلك الوقت بفعل الجاذبية الأرضية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا القمر لن يكون الوحيد الذي يعود إلى الأرض هذا الأسبوع حيث من المتوقع أن يهوي القمر الاصطناعي الياباني المعروف باسم "آي جي إس4 بي" بعملية غير منضبطة إلى الأرض في الأيام القليلة المقبلة. وعلى غرار القمر الأوروبي لن يكون بالإمكان تحديد مكان سقوط هذا القمر الذي قد تنتشر أجزاء حطامه على مساحة مئات الكيلومترات. *المصدر: الجزيرة + وكالات