خرج تيار "الديمقراطية والانفتاح" من لقاءه الوطني الرابع، الذي عقده السبت الماضي ببوزنيقة، ببيان شديد اللهجة كشف فيه "مساوئ" حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تحت قيادة إدريس لشكر. وقال البيان إن حزب الوردة "يعرف أزمة خطيرة منذ مؤتمره الوطني الأخير"، وهي الأزمة التي اعتبر أنها "طالت هويته، واختياراته السياسية، والمجتمعية، ومبادئه التنظيمية، وقيمه النضالية". واعتبر تيار المرحوم أحمد الزايدي أن الحزب أضحى تحت قيادة لشكر "منحرفا عن مساره التاريخي وفاقدا لاستقلالية قراره السياسي"، وأضاف أن "قواه شلت" وتحول إلى "مسرح يومي لمواجهة أضرار وأخطار تلك الاختلالات التي هزت صورة الحزب لدى الرأي العام الوطني ودفعت الكثير من الديمقراطيين والمواطنين عموما إلى التعبير عن قلقلهم من هذا المآل الذي ضرب الحزب في مصداقيته، وفاعليته ورصيده التاريخي، وحرم المغرب من صوت سياسي لا غنى عنه لبناء حقيقي للديمقراطية والعدالة الاجتماعية ببلادنا". نص البيان قال إن الحزب عرف "انتفاضات مستمرة في صفوفه على المستويات الجهوية والإقليمية والقطاعية". واعتبر عبد العالي دومو ورفاقه أن المصلحة العامة للبلاد "تفرض على كل المناضلات والمناضلين الغيورين على استعادة روح الاتحاد وقيمه النضالية ووفاء لروح شهدائه ومناضليه وللفكرة الاتحادية الأصيلة، الانتفاضة من أجل إنجاز مهمة راهنة ومستقبلية نبيلة تكمن في خلق حزب قوي، ديمقراطي، اشتراكي، حداثي يجسد عرضا سياسيا يحظى بالمصداقية لدى المجتمع عبر بلورة مشروع مجتمعي بديل". المشروع المجتمعي البديل، كما يراه التيار المناهض لإدريس لشكر، يجب أن يكون "بديلا للنزوعات السلطوية والمحافظة داخل المجتمع وداخل المؤسسات"، "وبديلا للمآزق المزمنة للنظام الانتاجي الذي لازالت تحركه ثقافة الريع وتمنع الاقتصاد من إقلاع حقيقي. 3 "، و"بديلا عن الاختيارات الليبرالية المتوحشة، والتي هي منبع التمركز الفاحش للثروة وتفاقم الفقر والهشاشة الاجتماعية"، و"بديلا للدولة المسرفة والضعيفة على مستوى الأداء والمردودية في إنتاج الخدمات العمومية، على مستوى التعليم، والتشغيل، والصحة، والسكن، والأمن، والعالم القروي، وتأهيل المقاولة الصغرى والمتوسطة". وواصل البيان ذات في ذكر مواصفات المشروع المجتمعي البديل، وقال إنه يجب أن يكون: "بديلا لسياسات عمومية قطاعية متفتتة والتي تشكو من غياب رؤية ترابية شمولية واضحة المعالم"، و"بديلا من أجل مغرب المساواة الفعلية والكاملة بين رجاله ونسائه وخلق فرص الشغل أمام الشباب وتأهيله للمساهمة في التنمية والثقافة والإبداع"، و"بديلا للانحراف المؤسساتي المرتكز على فاعلين اجتماعيين يواصلون المقاومة من أجل الإبقاء على الريع وعلى الخلط بين السلطتين السياسة والاقتصادية"، و"بديلا من أجل مغرب ترابي قوي، بوحدته الوطنية وتعدديته الثقافية وسياسة اقتصادية واجتماعية ترتكز على إدماج واسع للمواطنين، وبانفتاحه على محيطه المغاربي والإفريقي والعربي المتوسطي"، على حد تعبير البيان المطول. من جهة أخرى، أدان التيار بشدة ما وصفه ب"محاولات تقسيم" الفيدرالية الديمقراطية للشغل و"المس باستقلاليتها ووحدتها وشرعيتها الديمقراطية". وأعلن البيان ذاته عن اللجنة التحضيرية ستعمل "بمعية كل الفعاليات التي تشاركنا نفس الهدف على تحضير الشروط الأدبية والمادية لعقد المؤتمر التأسيسي في أقرب الآجال". وتوجه التيار المعارض للكاتب الوطني لحزب الوردة، إدريس لشكر، بنداء إلى من أسماهم "المناضلات والمناضلين في الجهات والأقاليم والقطاعات"، وجميع الفعاليات داخل المجتمع "التعبئة والمشاركة الفعالة والانخراط من أجل إنجاح هذا المشروع ليكون في مستوى تطلعات المجتمع". تيار الفقيد الزايدي لم يفته توجيه الدعوة لفصائل اليسار من أجل "العمل المشترك ليكون اليسار موحدا وبديلا قويا من أجل الرقي والتقدم المجتمعيين".