بصفتك باحث في مجال السياسات الرياضية، ما هي رؤيتك لحصيلة الرياضة الوطنية هذه السنة، وما هي المشاكل التي طفت على السطح وجعلت الرياضة الوطنية لا تحقق ما هو مرجو منها؟ بداية لمعرفة الحصيلة الرياضية نعود إلى التصريح الحكومي لرئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في يناير 2012، والذي قدمه أمام البرلمان، التصريح توجد به فقرة على بساطتها، جاء ذكر عدة نوايا من الحكومة تحاول تطبيقها في ولايتها، ومن بينها عدة إشارات لم تتمكن الحكومة من تنفيذها لحد الساعة، حيث ظلت تلك النوايا حبرا على ورق، هذه الإشارات تمثلت في توفير الشروط اللازمة لإقلاع رياضي حقيقي، بالإضافة إلى إرساء سياسة رياضية شاملة تستجيب لحاجة المجتمع، فإلى غاية الآن ليست هناك أي سياسة معلنة أو إستراتيجية، من طرف الحكومة، أومن طرف وزارة الشباب والرياضة، بل يوجد تدبير يومي فقط. مما أدى إلى عدم تطبيق الكثير من الإشارات من بينها نجد ميثاق الرياضة للجميع، وأيضا تطوير الرياضة الجماهيرية على المستوى الأحياء والمؤسسات المدرسية والجامعية بالإضافة إلى دعم رياضة النخبة من خلال تكوين أبطال المستوى على الدولي. هل المغرب حقق إنجازات تحسب لهذه الوزارة في سنة 2014؟ سنة 2014، لم تحقق أي نتائج إيجابية للمغرب، باستثناء إنجازات شخصية، كما هو الحال في رياضات تعتبر هامشية، كالبيلياردو الذي فاز فيه المنتخب المغربي ببطولة العالم التي أقيمت بإنجلترا، ثم إنجاز منتخب كرة القدم الأمريكية الذي حقق لقب كأس إفريقيا، وبتجاوز هاته الألقاب التي أعتبرها عادية، ليس هناك الكثير على مستوى الانجازات التي تعودنا عليها كما هو الحال بالنسبة لألعاب القوى،و التنس وكرة القدم. ماهي أهم نقطة التي يجب الإشارة لها لرقي بالمنتوج الرياضي المغربي والذي غفلت عنه الحكومة في السياسة التي نهجتها في القطاع الرياضي؟ من أهم النقاط، هي المراجعة العميقة لحكامة القطاع الرياضي، وأعتقد أن الحكامة التي ظل يتحدث عنها وزير الشباب والرياضة طيلة ولايته أغفلها في النهاية، وهو ما تعيشه الجامعات حيث تغيب حكامة تدبيرية فيها، وعلى رأسها اللجنة الأولمبية، هذه اللجنة منذ دجنبر سنة 2005، لم تعقد جمعها العام إلى غاية الآن، وتوجد في وضعية معقدة، ورغم ذلك لم تتحرك الوزارة من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها فيما يخص هذه المؤسسة التي لها دور كبير، وتشرف على استراتيجية الرياضة بالمغرب. هل لابد من وجود نتائج لنقول أن رياضتنا الوطنية بخير، وماهي السبل والتدابير التي يجب أن نهجها من أجل تفادي هذا الفراغ؟ ليس بالضرورة وجود نتائج بسنة 2014، لكن الأهم هو وجود مخطط واضح لما تريد أن تطبقه وزارة الشباب والرياضة، على مستوى القطاع الرياضي، وتفادي الضبابية والعشوائية في تسيير هذا القطاع المهم، وهذا هو المشكل الحقيقي، يجب أن يوجد افق زمني لتحديد أهداف معينة، وبالتالي أن تكون 2014 خالية من النتائج والإنجازات، لا تخلق أي إشكالا، فدول مرة من مرحلة فراغ ولكن بعمل قاعدي، واستراتيجيات مطبقة، تتجاوز هذه المرحلة، لتحقق إنجازات مهمة. المغرب نظم بطولة كأس العالم للأندية في نسختين بعد فشله في تنظيم كأس العالم، فهل كسب المغرب الرهان وأخذ العبرة بتنظيمه لهذه التظاهرة، أم أعطى صورة تهدم كل ما بناه من خلال فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله؟ لن أتحدث عن فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله لأن التحقيقات لا تزال سارية، لكن المغرب كسب الرهان بتنظيمه لحدث عالمي، لأن الوقت الذي أتت فيه هذه الدورتين، كان فيه العالم العربي يمر من غياب استقرار سياسي، هناك حكومات أسقطت، حروب أهلية وما إلى ذلك، المغرب عندما نظم هاتين الدورتين أعطى إشارة واضحة للعالم أنه بلد مستقر في منطقة متحركة، وبالإضافة إلى ذلك استثمر موارد مالية تقدر ب 80 مليون دولار التي خصصها الاتحاد الدولي لكرة القدم لتنظيم هذا الحدث الدولي، حيث شكل كأس العالم للأندية تجربة حقيقية للمغرب من أجل الاستعداد والترشح لتنظيم كأس العالم 2026، بعد خيبة الأمل في أربع مناسبات، والتي لم يتوفق فيها المغرب بعدم توفره على بنيات تحتية، واتكاله على "الماكيت".