أبهرني منتخب شبان المغرب في مونديال هولندا أنا من نبهت الحكم لنطحة زيدان قدت ثلاث مباريات بين الريال والبارصا ولم أظلم أيا منهما إغتنمت "المنتخب" فرصة تواجد الحكم الدولي الإسباني الشهير "ميدينا" بمدينة طنجة وحضوره الأمسية الرياضية المنظمة على هامش توزيع جوائز ودبلومات جامعة الأندلس لكرة القدم على صفوة من المدربين المنتمين للأقاليم الشمالية وأجرت معه حوارا شاملا حول التحكيم ومشاكله والكرة المغربية والإسبانية وقضايا أخرى تهم اللعبة، وهذه أهم نقط الحديث: المنتخب: السيد ميدينا، في البداية نرغب في التعرف على انطباعاتكم بمناسبة تواجدكم في طنجة مع جمهور كرة القدم المغربية؟ - مدينا : لا يسعني بهذه المناسبة السعيدة إلا أن أعرب عن مشاعر الغبطة والسعادة التي تغمرني، إذ منذ أن وطأت قدماي أرض المغرب العزيز ومدينة طنجة، وأنا أشعر بأنني لست غريبا، بل قريبا جدا من شعب أكن له كل التقدير والمحبة والإحترام، وهنا لا يسعني وأنا ابن الأندلس إلا أن أعبر عن حبي وإعجابي بالثقافة العربية والإسلامية· المنتخب: تعتبرون السيد "ميدينا" من أكثر الحكام الدوليين الذين قادوا مقابلات كأس العالم، فما هي برأيك الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الحكم؟ - مدينا: أهم الصفات تتمثل في الإلمام بميدان التحكيم والمتابعة والتكوين المستمر، والإعتناء باللياقة البدنية وتطبيق القوانين دون إعتبار لما عدا ذلك والحزم والصرامة، إن اقتضى الأمر في بعض الحالات المستعصية، وعموما الحكم مثل القاضي عليه أن يحكم بالعدل دون تمييز بين هذا الطرف أو ذاك· المنتخب: ماذا يعرف الحكم ميدينا عن التحكيم المغربي ورأيه الصريح في الحكم المغربي؟ - مدينا: على المغاربة أن يفتخروا بالتحكيم المغربي، وهنا أنا لا أجامل بل أتحدث عن اقتناع وتجربة·· وهنا يحضرني الحكم الدولي المغربي المرحوم سعيد بلقولة الذي قاد نهاية مونديال فرنسا بين منتخبين عريقين، لقد كان في المستوى وأعطى الدليل على قدرة الحكم المغربي على قيادة أقوى المقابلات، وقد أشاد الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، وكل مكونات الكرة العالمية بمهارة الحكم بلقولة الذي كان في مستوى الثقة التي وضعت فيه، ومن بين الحكام الآخرين المغاربة الذين تركوا بصماتهم هناك الحكم محمد الكزاز، ما يمكن أن أضيفه عن التحكيم المغربي هو أنه بحاجة إلى مواصلة المسيرة وحمل مشعل بلقولة والكزاز·· ولن يتأتى ذلك إلا بالمزيد من الجهد والمثابرة والتكوين المستمر، وفتح المجال أمام المواهب الصاعدة لإبراز ما لديها من مؤهلات وطموحات· المنتخب: هذا عن التحكيم، فماذا تعرف عن كرة القدم المغربية؟ - مدينا: لم يسبق لي أن تشرفت بإدارة مقابلة من مقابلات المنتخب الوطني لكرة القدم للكبار·· ولكنني كنت سعيدا بقيادة مقابلة المنتخب المغربي للشبان ضد نظيره الهولندي في بطولة العالم للشبان التي جرت بهولندا، وصدقوني أنني فوجئت بالمستوى الكبير للمنتخب المغربي للشبان، وبفنيات وتقنيات لاعبيه·· وكل الآراء أجمعت على أنه فريق جيد وبإمكانه السير بعيدا، لكن للأسف وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يعتقد أن الفرصة ستتاح لهؤلاء الشبان للصعود إلى المنتخب الأولمبي ثم المنتخب الأول·· لم يصل هؤلاء اللاعبون إلى ما كانوا يصبون إليه، وفي هذا خسارة للكرة المغربية، لأن الإعتماد لا يجب أن يكون دائما على المحترفين، وأتمنى أن يأخذ المسؤلون عن الكرة المغربية العبرة، ويعتنوا بالفئات الصغرى لأنها هي الخلف· إضافة إلى ذلك سنحت الفرصة مرارا داخل إسبانيا وخلال منافسات البطولة أو كأس الملك أن أستمتع بتقنيات اللاعبين المحترفين المغاربة من أمثال الحارس العملاق بادو الزاكي، نيبت، موحى اليعقوبي والركراكي والآن باها·· وأؤكد هنا أنني كنت ولا أزال أجد التجاوب من قبل اللاعبين المغاربة الذين يتمتعون بتقنيات عالية وأخلاق جيدة· المنتخب: طيلة مشواركم الرياضي صادفتكم بعض العراقيل أو المواقف الصعبة·· فهل لكم أن تحدوثنا عن بعضها؟ - مدينا: أتذكر هنا حادثة اللاعب زيدان وضربته الرأسية ضد اللاعب الإيطالي ماطيرازي·· لقد كنت خلال تلك المباراة كحكم رابع، وأنا الذي نبهت حكم الوسط إلى الفعلة التي صدرت عن الدولي الفرنسي زين الدين زيدان، وفعلا قام الحكم بما يلزم وطرد زيدان من الميدان، وهناك العديد من المواقف الأخرى أحتفظ بها في الذاكرة، ويمكن أن أحكيها بعد انتهاء مشواري الرياضي· المنتخب : هل هذا يعني اقتراب تقاعدكم الرياضي؟ - ميدينا : فعلا وحسب السن القانونية للتحكيم، فأنا أعيش سنتي الأخيرة في الميدان، وأتمنى أن أوفق في إنهاء مشواري كحكم دون مشاكل، وأنا أقترب من هذه اللحظة الصعبة على حياة كل رياضي لا يسعني إلا أن أكون سعيدا لأنني طيلة المدة التي قضيتها في التحكيم كنت نزيها وضميري مرتاح· المنتخب: بعض أنصار ريال مدريد يتهمونك بأنك عادة ما تكون صارما مع فريقهم ولاسيما ضد الغريم التقليدي برشلونة؟ - ميدينا : (يضحك، قبل الإجابة عن هذا التساؤل ويرد)، هذا رأي أنصار النادي الملكي وأنا أحترمه، لكن للحقيقة والتاريخ فقد قدت طيلة مشواري كحكم 3 مقابلات لفريق ريال مدريد مع برشلونة وأحمد الله أنها انتهت على التوالي بانتصار وتعادل وهزيمة، أي أنها كانت متوازنة، ولكم أن تتصوروا الضغط الذي يكون مسلطا على أي حكم يقود مقابلة قوية من هذا النوع، فقد يكون من السهل عليه قيادة مقابلة دولية في كأس العالم على إدارة مباراة من حجم الريال وبرشلونة، لقد كنت دائما أحترم الفريقين وأخوض اللقاء باحترافية وأطبق القانون، إضافة إلى ذلك فأنا ابن الأندلس أي أنني لا أنتمي إلى العاصمة أو إقليم كطالونيا، لذلك فأنا عندما أعين لإدارة مثل هذه المقابلة أكون متحررا من كل الضغوط، وأؤدي واجبي وكل ما يمليه علي ضميري دون اعتبارات أخرى·