أبدى عبد الإله الشليف حكم السلة الدولي المغربي سعادته باختياره للمشاركة في أولمبياد بكين 2008، وقال في حوار أجرته معه «المساء» إنها المرة الثانية التي يشارك فيها في الأولمبياد بعد دورة اثينا، معتبرا الأمر بأنه مفخرة للتحكيم المغربي. في موضوع آخر أكد الشليف أن الاحتراف هو الحل للدفع قدما بالسلة المغربية، مشيرا إلى أن أجور اللاعبين الذين يمارسون في البطولة الأنغولية تصل إلى 20 ألف دولار - تبدو سعيدا باختيارك للمشاركة في أولمبياد بكين 2008؟ < بطبيعة الحال فأن يتم اختيارك للمشاركة في الأولمبياد فهذا أمر لا يمكن إلا أن يكون مصدر سعادة لي سيما أنني سأمثل المغرب والعرب وإفريقيا، فضمن 30 حكما سيشاركون في النهائيات سيمثل العرب حكمين اثنين، أنا وحكم كويتي آخر. وهو أمر في صالح كرة السلة المغربية، علما أن هذه ثاني مرة يتم اختياري فيها للمشاركة في منافسات الألعاب الأولمبية، إذ سبق لي وشاركت في أولمبياد أثينا 2004، كما شاركت في بطولة العالم بروسيا إناث سنة 2005 وبطولة العالم رجال سنة 2006 باليابان، ناهيك عن مشاركتي في عدد من البطولات الإفريقية كبطولة 1998 بأنغولا و2001 بالمغرب و2003 بمصر و2005 بالجزائر و2007 بأنغولا. كما قدت مباريات الدوري اللبناني كحكم محترف لمدة ثلاث سنوات، فضلا عن مشاركتي في دوريات بفرنسا وبلجيكا وإسبانيا، إضافة إلى أنه كلما كانت هناك مباريات تحمل طابع القوة سواء بمصر أو الكويت أو البحرين فإنه توجه لي لدعوة لقيادتها. - ومتى حصلت على الشارة الدولية؟ < كان ذلك سنة 1994، وكنت أصغر حكم دولي عربي وإفريقي، وثاني أصغر حكم في العالم. - وماهي أبرز المباريات التي قدتها وبقيت عالقة في ذاكرتك؟ < لقد قدت مباريات كثيرة، من بينها مباريات للمنتخب الأمريكي للسلة، ففي الألعاب الأولمبية التي جرت بأثينا سنة 2004 أدرت 4 مباريات في بطولة العالم بروسيا إناث ست مباريات، ثم قدت 4 مباريات في بطولة العالم باليابان، علما أن أكبر عدد من المباريات يمكن أن يقوده حكم هو ستة مباريات، إنه أمر جيد بالنسبة إلي وفيه تشريف للتحكيم وللسلة المغربية. - لكن رغم هذه الحصيلة من المباريات، فإنك تغيب عن الأضواء داخل المغرب، ما السبب في رأيك؟ < أولا أود أن أشكر جامعة السلة لأنها في تقريرها الأدبي الأخير بمناسبة الجمع العام اعتبرتني سفيرا للسلة المغربية في العالم. أما بالنسبة للغياب كما تحدثت فهذا الأمر لا يد لي فيه، علما أنني أحظى بالاحترام والتقدير في كل البلدان التي أزورها، يكفي أن عددها يقارب 70 دولة، ودائما يتحدثون عني كمغربي أولا وإفريقي وعربي ثانيا. ما أود أن أقوله أن التحكيم المغربي له شهرة عالمية، وأن المدرسة المغربية في هذا المجال أثبتت نجاعتها. - وما السبب في ذلك؟ < السبب هو أننا نعقد اجتماعات على مستوى العصب كل ثلاثاء وخميس لمناقشة أخطائنا والاستفادة منها، وفي عدد من الدول فهذه المسألة غائبة، علما أن في المغرب تنافسا شريفا بين الحكام. - لكن في كثير من الأحيان نجد احتجاجات من طرف الفرق على التحكيم؟ < أولا الأخطاء واردة، والمهم أن لا تكون مقصودة، وفي اعتقادي فالمدرب الذي يسعى لإلصاق أخطائه بالحكام فإنه هاوي. - وأي تقييم تضعه للبطولة الوطنية؟ < أعتقد أن كرة السلة اليوم هي الرياضة الشعبية الثانية في المغرب بعد كرة القدم، والدليل الحضور الجماهيري للكبير للمباريات، أعتقد أن البطولة الوطنية تسير في الاتجاه الصحيح فالقنوات التلفزيونية أعطت نكهة خاصة لها، إضافة إلى الاستشهار والدعم الذي أصبحت تتوصل به الفرق. - ولكن مع ذلك فالمنتخب الوطني لا يحقق نتائج جيدة في البطولات الإفريقية، كما غاب عن البطولة العربية؟ < أولا كأس إفريقيا أصبحت صعبة، لأن معظم اللاعبين الذي يعززون صفوف المنتخبات الإفريقية هم محترفون في أوروبا وأمريكا، ويخوضون عددا كبيرا من المباريات، تصل إلى 80 مباراة، أما اللاعب المغربي فإنه في أقصى الحالات يجري 30 مباراة، وأتصور أن الفرق واضح. - ولكن منتخبا كالرأس الأخضر مثلا نجح في التفوق على المغرب رغم أن ليس لديه بطولة قوية؟ < لكن لا تنس أن لاعبي الرأس الأخضر يمارسون إما في البرتغال أو أنغولا، علما أن أجر اللاعبين في البطولة الأنغولية للسلة يصل إلى 20 ألف دولار، إنه رقم غني عن التعليق في رأيي. أما اللاعب المغربي فهو غير متفرغ للسلة، فمعظمهم تعتبر السلة نشاطا ثانيا بالنسبة له، لذلك فالحل في رأيي في الاحتراف، وفي أن تشارك المنتخبات الوطنية في جميع البطولات الإفريقية لمختلف الفئات، حتى يتعود اللاعب المغربي على التنافس الإفريقي منذ سن مبكرة، لذلك فإن الخطوة التي أقدم عليها المغرب بالترشح لاحتضان كأس العالم 2010 للفتيان هي خطوة مهمة، وقد تكون منعطفا جديدا في مسار التنس المغربي،كما أن الأندية المغربية لا تشارك في البطولات الإفريقية رغم أن الجامعة تؤكد أنها ستدعم الفرق التي ستشارك.