قال البطل الأولمبي السابق خالد السكاح، إن القوى المغربية ستعول على الحظ ليكون بمقدورها التتويج في أولمبياد بكين. وأضاف في حوار أجرته معه «المساء» أن العدائين المغاربة يفتقدون لتأطير تقني في المستوى، معتبرا الإدارة التقنية بأنها ضعيفة. وزاد «العداؤون الحاليون الذين يتوفر عليهم المغرب فيهم الخير والبركة، لكنهم يحتاجون للصقل من طرف ذوي الاختصاص». من ناحية ثانية كشف السكاح أنه سيعمل في أولمبياد بكين مستشارا لقناة «الجزيرة الرياضية» في مسابقة ألعاب القوى. - كيف ينظر خالد السكاح لمشاركة منتخب ألعاب القوى في أولمبياد بكين؟ < التفاؤل بالنسبة للرياضي دائما موجود، سيما أن للألعاب الأولمبية مفاجآتها الخاصة، وكم من بطل كان مرشحا للفوز فإذا به يخلف الموعد، لذلك ففي بكين سننتظر أن يكون الحظ بجانبنا. - ولماذا نعول على الحظ فقط؟ < بالنسبة إلي فالعدائين الذين سيشاركون في بكين يتوفرون على مقومات جيدة، لكن للأسف فتأطيرهم التقني ليس في المستوى المطلوب، لأن الإدارة التقنية دون المستوى، فالبطل يحتاج إلى صقل لمؤهلاته، لكن هذا الصقل يجب أن يقوم به ذوو الاختصاص. فعندما يرى العداء أن من يؤطره بعيد كل البعد عن ألعاب القوى، وأن من يرافقه ليست له أي دراية بالمجال، فهذا الأمر سيشعره بالإحباط وبالتأكيد سيؤثر على عطائه. - ومن هم العداؤون الذين يملكون حظوظا للتتويج إذا؟ < بنحسي في 800متر قد تحرز ميدالية بل وقد تخلق مفاجأة كبيرة، لأنها بطلة جيدة تتوفر على إمكانيات محترمة، وكذلك مريم العلوي السلسولي في 5000متر وإيكيدير ومستاوي في 1500متر، دون أن ننسى أبطال الماراطون. ما الذي يحتاجه العداء ليتوج في الأولمبياد؟ الأولمبياد لا يتم التحضير له في فترة قصيرة، بل على امتداد سنوات وفق برامج علمية، والعداء يحتاج إلى تأطير احترافي من أطر لها مصداقية في الميدان حتى يقطف ثمرة عمله في الأولمبياد. - وماهي خصوصية المشاركة في الأولمبياد؟ < الاولمبياد قمة التباري، وأي رياضي يحلم بالمشاركة فيها فقط، أما التتويج فهو منتهى الحلم بالنسبة للرياضي. بالتأكيد فالرياضي المشارك يكون عليه ضغط كبير، لقيمة الحدث وللمسؤولية الملقاة على عاتقه، لأن شعبا بأكمله ينتظر منه أن يحقق إحدى الميداليات، كما أن اللقب الأولمبي له طعمه الخاص. - شاركت في أولمبياد 1992 ببرشلونة وأحرزت ذهبية 10آلاف متر، ما الذي بقي راسخا في ذاكرة السكاح من هذه المشاركة؟ < إنه الفوز باللقب الأولمبي بالتأكيد والأجواء الحماسية التي رافقت نهائي 10آلاف متر، خصوصا أن المنافسة بيني وبين العداء الكيني شيليمو بقيت مفتوحة حتى اللحظات الأخيرة من السباق الذي حسمته بالسرعة النهائية. إضافة إلى أن المجموعة التي كانت تعمل معي تمكنت من الحصول على ميداليتين، بعدما فاز لبصير بميدالية فضية في 1500متر، فمجموعة من العدائين كنت أعدو وأدربهم في الوقت نفسه. - لكن اللقب سحب منك قبل أن تتم إعادته إليك بسبب ما اعتبر مساعدة قدمها لك حمو بوطيب؟ < لقد حاولت بعض الجهات سحب الميدالية مني حتى يتمكن العداء الإيطالي سلفاتوري من الفوز بنحاسية السباق، بعد أن حل رابعا. كان المبرر بالنسبة لهم أن حمو بوطيب الذي كان يشارك في السباق قد ضايق العداء الكيني، لكن الأمور عادت إلى نصابها، كما أن العداء الإيطالي سلفاتوري قال في تصريح صحفي إنه يرفض الحصول على ميدالية لا يستحقها. وأنا اؤكد أن بوطيب لم يساعدني وقتها، بل كان هدفه أن لانتجاوزه بدورة، بدليل أنه قبل السباق قالي لي لن أرحمك في السباق، كما أنه لو كان العداؤون المغاربة يساعدون بعضهم لنجحت في تحطيم ستة أرقام قياسية على الأقل، لأنني دائما كنت أواجه مشكلا في الحصول على أرانب للسباقات، لذلك لم أتمكن من تحطيم سوى الرقم القياسي العالمي للمايل المزدوج، علما أنه كانت لدي المؤهلات لتحطيم عدة أرقام. - هل اللقب الأولمبي هو أحب الألقاب بالنسبة إليك؟ < هو لقب مهم لكنه ليس الأحب بالنسبة إلي، لأنني أعتقد أن الفوز بلقب بطولة العالم للعدو الريفي أصعب من اللقب الأولمبي. - هل تلقيت دعوة من جامعة ألعاب القوى أو اللجنة الأولمبية لحضور الأولمبياد؟ < للأسف فلا اللجنة الأولمبية ولا جامعة ألعاب القوى فكرت في توجيه الدعوة إلي لحضور منافسات الأولمبياد، مع أنني أهديت المغرب ميدالية أولمبية غالية سنة 1992. وهذا أمر يثير أكثر من علامة استفهام لأن جامعة بلدان أخرى وجهت إلي الدعوة للحضور، في الوقت الذي لم يفكر في مسؤولو بلدي. - معنى هذا أنك ستكون حاضرا في الأولمبياد؟ < بالطبع، إذ سأعمل مستشارا لقناة «الجزيرة الرياضية» في مسابقات ألعاب القوى إلى جانب سعيد عويطة، ومن المقرر أن أسافر إلى بكين في 7 غشت الجاري.