وصف عدد من تقنيي ألعاب القوى النتائج التي حققها المنتخب الوطني للعدو الريفي في بطولة العالم باسكتلندا، بأنها كارثية وغير مسبوقة في تاريخ المشاركات المغربية، معتبرين عدم صعود المغرب إلى منصة التتويج سواء على المستوى الفردي أو الجامعي بأنه ضربة موجعة لألعاب القوى المغربية، وإشارة خطر على أن الحضور المغربي في الألعاب الأولمبية ببكين سيكون مخيبا. وفي هذا السياق قال عزيز صهير البطل المغربي السابق في 3000 متر موانع، إن النتيجة التي تحققت كارثية، وزاد» إن المسؤولية يتحملها الجميع وخصوصا الإدارة التقنية الوطنية»، مؤكدا أن اختيار العدائين لم يتم بطريقة جيدة ولم يستند على معايير واضحة، مشيرا إلى أنه من غير المقبول أن تؤكد الإدارة التقنية أن اختيار العدائين أسند لمدربين بعينهم، بدل أن يتحمل المسؤولية المدير التقني. وكشف صهير أن أبطالا تألقوا في بطولة المغرب للعدو الريفي لم يتم انتقاؤهم، وتم منح الفرصة لآخرين دون أن يكونوا جاهزين لتمثيل المغرب في بطولة اعتاد التتويج فيها كل سنة. وتابع صهير أن العدائين الذين تم اختيارهم كان من المفروض أن ينتظموا في تداريب جماعية، بدل أن يشاركوا في عدد من السباقات على الطريق، وزاد» هل من المعقول أن يشارك عداء مقبل على بطولة العالم في أربع سباقات على الطريق»، مبرزا أن بعض العدائين لم يتواجدوا بالمركز الوطني، كما أن سفر المنتخب الوطني لم يتم بطريقة جيدة، متسائلا عن الجدوى من سفر العناصر الوطنية في ساعة متأخرة من الليل إلى اسكتلندا، مع أن المفروض أن يتم تذويب جميع العراقيل وأن يسافر العداؤون في أفضل الظروف. وأوضح صهير أن غياب عدائين من حجم عبد الرحيم الكومري ومحمد أمين عن هذه البطولة ترك بدوره فراغا كبيرا، دون أن يتم سده، واعتبر غياب منتخب الشابات بأنه كان الخيبة الأولى للمشاركة المغربية، قبل حتى أن تبدأ المنافسات. وتساءل صهير «بأي وجه سيظهر المغرب في اولمبياد بكين، في وقت لم يعد فيه للمغرب عداؤون في 5000 و10 آلاف متر، وأين هو الخلف». من جانبه سار رشيد لبصير العداء المغربي السابق والحائز على فضية مسابقة 1500 متر في أولمبياد برشلونة 1992، في الاتجاه ذاته عندما حمل مسؤولية المشاركة المخيبة على حد قوله للجامعة، مشيرا إلى أنه ليست هناك استراتيجية واضحة وغياب لأي رؤية للدفع قدما بالقوى المغربية. وقال لبصير ل«المساء»، هل من المعقول أن تبدأ الجامعة سياسة التنقيب في سنة الأولمبياد، مشيرا إلى أن هذه العملية يجب أن تكون مستمرة، وتابع لبصير» لقد اعتاد المغرب المشاركة بشكل فعال في بطولة العالم للعدو الريفي وإحراز ميداليات تفرح الشعب المغربي، ولم يسبق للمغرب أن خرج خاوي الوفاض مثل هذه المرة»، معتبرا المشاركة بأنها كانت دون المستوى، ومتسائلا عن سبب غياب منتخب الشابات إذا كانت الجامعة تؤكد أنها تعمل على إعداد الخلف. وتابع لبصير» إن المواهب في المغرب موجودة، وليس المال هو من سيصنع الأبطال ولكن الإرادة وإسناد الأمور إلى أهلها». أما محمد المعزاوي رئيس جمعية السباق على الطريق بالدار البيضاء، فقال ل«المساء» إن النتائج التي حققها المنتخب الوطني كانت متوقعة، مؤكدا أنها استمرار لماحدث بأوساكا وفالنسيا، وأن ألعاب القوى المغربية تدفع ثمن غياب التخطيط. وقال معزاوي، إن انتقاء العناصر الوطنية لم يكن بالشكل الأمثل، إذ تم إقصاء عدائين تألقوا في بطولة المغرب، كما هو الشأن بالنسبة للعداء حجاجي وتم بدله اختيار العداء شملال غير الجاهز للمشاركة والذي احتل المرتبة 138 في البطولة. كما أن مشاركة زهور لقمش بدت غير مفهومة وهي التي غيبها المرض عن عدة تظاهرات، وقال معزاوي إن المنتخب الوطني دفع ثمن سياسة الجامعة، وتساءل» لماذا لم يشارك منتخب الشابات، وأين هو الخلف الذي تتحدث عنه الإدارة التقنية الوطنية. وتابع أن إصلاح الوضع لن يتم دون الاعتماد على العدائين العالميين السابقين، معتبرا بأن المغرب هو الوحيد الذي لا يعتمد على أبطاله، داعيا إلى تسيير ألعاب القوى بطريقة جماعية بدل أن تكون القرارات انفرادية. وخلص إلى القول إن أولمبياد بكين سيكون بدوره مخيبا بالنسبة للمغرب، مادام أنه ليس هناك أبطال في المسافات المتوسطة كال5000 و10 آلاف متر، معتبرا الحديث عن الخلف بأنه أكذوبة حقيقية.