قال رشيد لبصير الحائز على فضية 1500 متر في أولمبياد برشلونة 1992 إنه يرى أن جواد غريب وحسناء بنحسي الأوفر حظا للتتويج في أولمبياد بكين. وبخصوص مسافة 1500 متر قال لبصير ل«المساء» إنه منذ اعتزال الكروج لم يعد هناك عداء بإمكانه بسط سيطرته عليها مشيرا إلى أن إيكيدير ومستاوي بإمكانهما انتزاع ميدالية إذا ما نجحا في بلوغ النهائي. - كيف يرى رشيد لبصير حظوظ منتخب القوى في دورة بكين الأولمبية؟ < لا أعتقد أن منتخب القوى يملك حظوظا كبيرة لإحراز ميداليات في أولمبياد بكين، وأتصور أن جواد غريب عداء الماراطون إذا كان في كامل جاهزيته فبإمكانه إحراز الذهب، إضافة إلى حسناء بنحسي في 800 متر إذ بمقدورها أيضا الصعود إلى منصة التتويج. لكن هذا لا يمنع أن عوامل أخرى بإمكانها أن تسهم في تتويج هذا العداء أو ذاك، فنسبة التلوث ببكين مرتفعة، وهذا الأمر هو الآخر لديه تأثيره وقد يقوي عدائين على حساب آخرين. - وبالنسبة لعدائي 1500 متر كيف ترى حظوظهم؟ < المثير في مسافة 1500 متر أنه منذ اعتزال هشام الكروج فإنه لم يعد هناك عداء يتسيدها ويبسط سيطرته المطلقة على منافساتها، لذلك أرى أن إيكيدير ومستاوي بإمكانهما نيل إحدى الميداليات إذا ما نجحا في الوصول إلى النهائي. - لكن بماذا تفسر بروز عدد من العدائين المغاربة في الملتقيات مقابل تواضعهم في بطولة العالم أو الألعاب الأولمبية؟ < أسباب ذلك ترجع للمدربين الذين يشرفون عليهم، لأن العداء من المفروض أن يخوض التداريب ويشارك في الملتقيات بناء على الهدف المسطر، ففي سنة الأولمبياد مثلا من المفروض أن يصل العداء قمة جاهزيته لدى مشاركته في الأولمبياد وليس قبل ذلك. لأن هناك من يكون في مستوى جيد في بداية العام، لذلك فإن جاهزيته تكتمل قبل أن يصل إلى الهدف المسطر. - وما هي قراءتك للائحة العدائين المغاربة المشاركين في الأولمبياد؟ < أعتقد أن أفضل العدائين وقع عليهم الاختيار، لكن هذا لا يمنع مع ذلك من القول أن الإدارة التقنية الوطنية تعمل في غياب معايير واضحة ودون اهتمام بتقوية الجانب النفسي للعدائين. ففي فرنسا مثلا التي يحرص المسؤولون في المغرب على أن يعقدوا مقارنات معها، يتم اصطحاب طبيب نفسي مع العدائين ليكون العداء جاهز معنويا لخوض المنافسة. كذلك يتم توجيه الدعوة لأبطال بارزين ليرشدوا العدائين وليقووا معنوياتهم. فأن يجد العداء إلى جواره عويطة أو مولاي ابراهيم بوطيب أو نزهة بيدوان أو السكاح أو الكروج فهو أمر جيد، وقد يكون حافزا له على العطاء، لأن حضور مثل هذه الأسماء بجوارهم يذيب جليد الخوف والرهبة في دواخلهم ويمنحهم قوة دفع للتألق. - كبطل أولمبي سابق هل تلقيت دعوة من الجامعة للحضور مع العدائين في أولمبياد بكين؟ < لا، لم أتوصل بأي دعوة، لأن هذه الثقافة غائبة لدينا في المغرب، شخصيا كنت أتمنى لو أن الدعوة شملت الأسماء التي أسلفت الذكر. - في أولمبياد برشلونة 1992 لم تكن مرشحا للفوز ومع ذلك أحرزت ميدالية فضية في مسافة 1500 متر ما الذي تذكره من مشاركتك في هذا السباق؟ < صحيح لم أكن مرشحا من طرف المسؤولين للتتويج، لكنني كنت وقتها مؤمنا بقدراتي وبأنني سأكون بين المتوجين. فقبل 11 شهرا عن موعد الأولمبياد كنت قد شاركت في بطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو سنة 1991 وأقصيت في نصف النهاية. في الفترة الفاصلة بين البطولتين خضعت لتداريب قاسية، وشاركت في ملتقيات وفزت بها وحسنت توقيتي الشخصي عدة مرات، بمعنى أنني كنت جاهزا للتتويج. والغريب أن عدم ثقة المسؤولين وقتها في إمكانية فوزي جعلتني أعثر على العلم الوطني بصعوبة لأطوف به في الملعب، إذ لم يمنحه لي إلا أحد الأصدقاء. - ومن هم الأشخاص الذين كانوا واثقين من قدرتك على التتويج؟ < البطل الأولمبي خالد السكاح كان واثقا من قدرتي على الفوز لأنني كنت أخوض تداريبي معه، لذلك لم يتردد في ترشيحي للفوز، إضافة إلى عزيز داودة المدير التقني الوطني، فيوما قبل السباق النهائي، كنت جالسا في ملعب التداريب فالتقط لي صورة وقال لي هذه الصورة ستزن الذهب غدا بعدما تتوج في سباق 1500 متر. - هل تذكر أمرا خاصا حدث لك في الأولمبياد؟ < قبل السباق النهائي كنت قد اتصلت هاتفيا بالعائلة واتفقوا جميعا على مطالبتي بأن «أتقاتل» للصعود إلى منصة التتويج. قبل 100 متر من نهاية السباق تذكرت كلماتهم، لذلك قمت بمجهود خارق في الأنفاس الأخيرة، فقد كان كلامهم حافزا لي وكنت أريد أن أرسم الفرحة على شفاههم، وعلى جميع المغاربة.