بخطوات هادئة وقصة شعر قصيرة، يستقبل العاملون بالمعهد الوطني للرياضات مولاي رشيد كل صباح حسناء بنحسي التي ترد التحية بخجل قبل أن تستعد للقيام بتمارينها المعتادة. يناديها زملاؤها في المعهد «حسينا» ويشجعونها بلا توقف أثناء عدوها في المضمار. بعد عودتها من أثينا بميدالية فضية، لم يتوقف طموح بنحسي عند هذا الحد، وكثفت من تداريبها استعدادا لأولمبياد بكين. «ذهبت لليونان للفوز بميدالية وأحلم بمعاودة نفس الإنجاز في الصين» تؤكد حسناء. أبصرت حسناء بنحسي النور في فاتح يونيو 1978 بمراكش، وظهرت مواهبها الرياضية أثناء دراستها بالثانوية حيث شاركت في جميع المسابقات وسرعان ما أثارت انتباه فريق الكوكب المراكشي الذي سارع بضمها إلى الفريق لتعلب بألوانه في المنافسات الجهوية والوطنية. زاوجت بنحسي الجري في مسابقتي 800 و1500 متر، وعندما بلغت من العمر 18 سنة، ضمتها جامعة ألعاب القوى إلى الفريق الوطني بعد النتائج الجيدة التي حققتها ليتحول حلم حسناء إلى حقيقة:»منذ تلك اللحظة، أدركت أنني في الطريق لأن أصبح بطلة». بعد انضمامها للفريق الوطني سنة 1996 ، ضاعفت عداءة مراكش من تداريبها تمكنت إثرها سنة بعد ذلك من الحصول على الميدالية الذهبية في 800 متر في الألعاب المتوسطية بباري الإيطالية. سنة 1998، حصلت بنحسي على الميدالية الفضية في بطولة افريقيا بالسينغال، لتعانق الذهب مرة أخرى في الألعاب العربية بلبنان. توالت مشاركة العداءة المغربية في اللقاءات الدولية والتي توجتها بالمراتب الأولى وحطمت الرقم الوطني في مسافة 800 متر أكدت من خلاله استعدادها لأولمبياد سيدني بأستراليا. شكلت سنة 1999 كابوسا بالنسبة إلى حسناء بعد أن تعرضت لكسر في الكاحل حرمها من المشاركة في بطولة العالم بإشبيلية..الإصابة تطلبت تدخلا جراحيا وتداريب منتظمة لاستعادة اللياقة. تعرفت حسناء خلال تلك الفترة على محسن الشهيبي زميلها في الفريق الوطني المتخصص في 800 متر. «كل ما أطلبه من زوجتي هو أن تصبح الأفضل دائما»يردد الشهيبي. لم تنجح بنحسي في العودة سريعا إلى مستواها، وخيبت آمال المغرب في سيدني 2000 بعد أن احتلت المرتبة الثامنة في أول مشاركة أولمبية تخوضها، وتضاعفت الخيبة بعد أن ضاعت الميدالية الذهبية من هشام الكروج وعادت إلى منافسه الكيني نواه نغيني. محت بنحسي تلك الخيبة سريعا وأعادت البسمة إلى المغاربة بعد أن فازت بالميدالية الذهبية في بطولة العالم داخل القاعة بلشبونة في سباق 1500 متر. اعترفت بنحسي أن تلك السنة كانت الأفضل في حياتها لأنها فازت بالذهب وحققت حلمها في أن تصبح أما لتصبح سنة 2002 سنة بيضاء..فضلت الأم الشابة أخذ قسط من الراحة للاهتمام بابنتها والتركيز على المنافسات المقبلة..ابتسم لها جبل أولمب بأثينا واعتلت منصة التتويج في مسافة 800 متر بميدالية فضية، كانت ستكون بلون الذهب لولا التعب الذي حل بها بعد أن شاركت في سباق 1500 متر. لم تتمكن بنحسي من معانقة الذهب في بطولتي العالم بهلسنكي وأوساكا مكتفية بمعدن الفضة في مسافتها المفضلة 800 متر. ببكين، عاكس الحظ العداءة بنحسي التي في المركز الثالث قاطعة المسافة في زمن بلغ دقيقة واحدة و73ر56 ثانية مقابل دقيقة واحدة و87ر54 ثانية للكينية جيليمو ودقيقة واحدة و07ر56 ثانية للكينية الاخرى جانيت بوسييني التي حلت في المركز الثاني وأحرزت الميدالية الفضية.. «السباق كان قويا للغاية وأنها دائما تتفوق في آخر 250 مترا من السباق ولذلك كنت أنتظر المسافة الاخيرة من السباق وحاولت بالفعل لكن العداءة الكينية جانيت سبقتني وخطفت المركز الثاني» تصف بنحسي سباق النهاية الذي منح المغرب أول ميدالية في الأولمبياد الأسيوي، وعلقت آمالها على نتيجة أفضل في أولمبياد لندن بعد أربع سنوات...