بعد عودتها من بكين دخلت نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة إجازة قصيرة، كما اختار أعضاء من اللجنة الوطنية الأولمبية التمتع بإجازة مماثلة في المغرب وإسبانيا، من أجل التخلص من عناء أولمبياد بكين، وأمام هذا الوضع فإن عمليات تقييم الحضور المغربي مؤجل إلى بعد ما شهر رمضان، علما أن رؤساء البعثات الرياضية لازالوا ينقحون تقاريرهم قبل عرضها في اجتماعات المكاتب الجامعية، والتي لم تحدد بدورها مواعيد التقييم تحت إكراهات العطلة والرغبة في التقاط الأنفاس، على عد تعبير عضو بجامعة ألعاب القوى، بينما بدأت شرارات الغضب في أوساط مجموعة من الجامعات التي لا يستبعد أن تعقد جموعا استثنائية بالنظر لهزالة الحصيلة. وأمام هذا الطارئ فإن المحطة الوحيدة لتقييم المشاركة المغربية في أولمبياد بكين، هي المناظرة الوطنية حول الرياضة التي ستعقد يومي 24 و25 أكتوبر القادم، دون أن تحسم الوزارة في مكان اللقاء، الذي يعتبر خلاصة للمنتديات الجهوية التي عقدت في كل من العيون ومراكش ومكناس وبني ملال وطنجة ووجدة، والتي خلصت إلى تجميع عدد من التوصيات الأشبه بوصفات لعلاج الوضع الحالي للرياضة المغربية، بعد تشخيص مختلف الاختلالات التي تحول دون تطور أداء الرياضيين المغاربة، وقال أعضاء لجنة تنظيم المناظرة «إن ملتقى 24 و25 أكتوبر سيكون مناسبة لمناقشة الجوانب السلبية الإيجابية للمشاركة المغربية، لكن المحور الرئيسي في النقاش هو وضع استراتيجية للنهوض بالرياضات في أفق 2020، وتأهيل مختلف الأنواع الرياضية لدخول عالم الاحتراف». وعلاقة بالمشاركة المغربية في أولمبياد بكين، لم تحدد اللجنة الأولمبية الوطنية والوزارة الوصية، أي موعد لتكريم جواد غريب صاحب فضية المارطون، وحسناء بنحسي صاحبة برونزية 800 متر، رغم أن الأعراف الجاري بها العمل، تمنح للحاصل على الفضة 60 مليون سنتيم، مقابل 30 مليون للبرونز، فضلا عن منصبين في وزارة الشباب والرياضة، يوازي الإنجاز ويتراوح ما بين السلم العاشر والثامن، لكن انتماء غريب وبنحسي للقطاع قد يدفع بالوزارة إلى البحث عن حوافز أخرى، واستبعدت مصادرنا منح مدربي جواد وحسناء أي حافز مالي. من جهة أخرى تصل غدا الخميس الدفعة الأخيرة من البعثة المغربية المتواجدة في بكين، وسيكون البطل جواد غريب ضمن الوفد، لكن كل المؤشرات تدل على أن الاستقبال سيكون باردا على غرار زميلته بنحسي، التي وجدت في استقبالها عضوا واحدا من اللجنة الأولمبية (محمد مجيد) مما أثار استياء الحاضرين، سيما وأن مجموعة من البلدان تنافست في الاحتفال بأبطالها العائدين، خاصة الذين صعدوا إلى منصة التتويج. وعلى الرغم من فوز المغرب بميداليتين فقط، إلا أن مجيء البطل المغربي رشيد رمزي الحامل لجواز سفر بحريني، قد أعطى الانطباع بوجود ثلاث متوجين.