بعد مرور سنة على تعيينها وزيرة للشباب والرياضة، تؤكد نوال المتوكل رضاها على حصيلة عمل وزارتها، وتقول في حوار مع «المساء» إن عمل جبارا قد تم إنجازه وأن التقييم الحقيقي مؤجل إلى ما بعد انتهاء «الأوراش المفتوحة»، واعتبرت تحميل وزارة الشباب والرياضة وحدها تبعات الإخفاقات خطأ شائعا. - اليوم يمر عام على تعيينك وزيرة للشباب والرياضة، هل من وقفة لتأمل الحصيلة؟ < أنا راضية تماما على الحصيلة لأننا تمكنا في ظرف 365 يوما من القيام بعمل جبار وعميق أحيانا لا نلمسه، سنة كاملة من التعبئة الشاملة في قطاعي الشباب والرياضة مما ولد لدينا ارتياحا لأننا سنجني ثمار جهدنا في القريب إن شاء الله، لا تنس بأن الرياضة ظلت لمدة خمس سنوات بدون وزير، ولمدة ثلاث سنوات بدون كاتب عام، لقد قلت في قبة البرلمان بعد تعييني بأنني أحمل مشروعا مجتمعيا، وأن المناظرة الوطنية للرياضة ستعقد بعد غياب دام 44 سنة، وقريبا سيعرف الجميع بأننا لم نكن نوزع الوعود. - لكن الرياضة المغربية عرفت في السنة الأخيرة مجموعة من الكبوات آخرها كبوة بكين؟ < يجب أن نعترف بأن الإنجازات التي تحققت في المحطات الأولمبية منذ عهد عبد السلام الراضي إلى جواد غريب، تمت بنسبة كبيرة بجهد ذاتي للأبطال، والجميع اليوم آمن بأن صناعة بطل أولمبي لا تتم بالتمني بل بالعمل الجاد والبعيد المدى، وهو ما ننكب عليه الآن لأن أولمبياد 2012 على الأبواب، والتحضير له يجب أن ينطلق اليوم. - في مناسبتين حضرت للبرلمان من أجل تقديم أسباب الإخفاق، بعد نكبة غانا والصين، هل شعرت بأن للوزارة نصيب في هذا الإخفاق؟ < المشكل الحقيقي الذي نعاني منه هو مسح كل الإخفاقات الرياضية في وزارة الشباب والرياضة وحدها، علما أن الجميع معني من أندية وعصب وجامعات ولجنة أولمبية وإعلام وقطاعات أخرى، فالرياضة ليست شأنا يخص وزارة دون سواها، لهذا أطلقنا على المناظرة الوطنية التي ستحتضن أشغالها مدينة الصخيرات صفة المشروع المجتمعي الذي يتطلب انخراط الجميع. أنا مرتاحة للأداء العام وللأوراش التي فتحناها في العديد من المجالات ذات الارتباط بالرياضة. - مثلا؟ < ننكب أولا على تحيين قوانين الرياضة 06-87 ومكافحة المنشطات وضوابط جديدة لمحاربة الشغب بإشراك وزارة العدل وتخصيص فصول للمتابعة القضائية للمخربين العابثين بقيم الرياضة، والوكالة الوطنية لفض النزاعات الرياضية، ثم تأهيل مكونات الجسم الرياضي من مسير وممارس إلى غير ذلك من الأوراش المفتوحة. - لكنك لم تعقدي أي اجتماع لتقييم حصيلة الأولمبياد الأخير؟ < لا بل العكس لقد عقدت اجتماعا مطولا مع رؤساء الجامعات التي شاركت في الأولمبياد الأخير وعددها سبعة، ووقفنا على الوضعية التي نعرفها أصلا، ومن خلال المناظرة ستتعرفون على الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل تجاوز الوضعية الراهنة. - لماذا لم تعقدي أي إجتماع مع الجامعات التي لم تتأهل أصلا للأولمبياد؟ < بالأمس اجتمعت مع رؤساء وممثلين عن 44 جامعة لمختلف الرياضات، ليس من أجل الحديث عن أولمبياد بكين أو لندن، بل للتحضير للمناظرة الوطنية والمساهمة في أوراشها، خاصة في الشق المتعلق بمحور التكوين. - يغيب المغرب عن دائرة القرار الدولي، كيف السبيل لجعله حاضرا في الأجهزة المقررة؟ < فعلا نحن نغيب عن موقع القرار الدولي، لا يوجد أي مغربي على رأس اتحاد دولي للعبة رياضية، عكس الجزائر الذي يرأس الاتحاد الدولي للسباحة ومصر على رأس الاتحاد الدولي لكرة اليد والسينغال في ألعاب القوى، نحن للأسف نكتفي بأدوار ثانوية في لجان صغيرة، في بكين فوجئت بوجود العديد من المغاربة ضمن اتحادات دولية دون أن يكونوا قريبين من غرفة القرار، اجتمعت بهم هناك وشرحت لهم أهمية التمثيلية الدولية، لكن قبل أن نصل إلى القمة علينا أن نبدأ من المغرب ونقوي حضورنا هنا أولا. - لكن أغلب الاتحادات الوطنية لا تعقد جموعها وتغيب عن أشغالها الديمقراطية؟ < حاولنا التعامل بصرامة مع استخفاف البعض بالقوانين، ربما هذه مسألة غير معهودة بالنسبة للعديد من المسيرين، الغريب أن تجد رئيسا يختزل مكتبا مسيرا، هو الرئيس وهو كل الأعضاء والمدير التقني، لقد راسلنا الجامعات وسنتابع الملف بصرامة، وجهت دورية إلى كل الجامعات أغلبهم استجاب وعقدوا جموعهم العامة، لكن لا بد للأندية والعصب أن تقوم بنفس الشيء، للأسف كانت هناك ليونة في الماضي، علما أن الهيئات الدولية تمنع التدخل المباشر للأجهزة الحكومية في شؤون الجامعات. - محمد المعزاوي اعتبرك في آخر ندوة صحفية سببا مباشرا لإقبار ماراطون الدار البيضاء؟ < أنا لا أتعامل مع الأندية فالوزارة لها اتصال مباشر مع الجامعات، لأنه لا يمكن أن نربط اتصالات يومية مع عدد كبير من الأندية والعصب، أعتقد أن مشكل المعزاوي يجب أن يطرح في إطار الجامعة وليس الوزارة.