شوف·· اسمع·· كرتنا كتخلع·· الأمر لا يتعلق طبعا بالأندية والبطولة الهشة، بل بالمنتخب الذي سيرحل إلى النيجر في أصعب مرحلة يفجرها المسكوت عنه باختيار قائمة عشرين لاعبا لأقل من 20 سنة سيمثلون المغرب بحالة طريفة في تاريخ الكرة المغربية، وهي غياب التنافسية والجاهزية لدى 15 لاعبا مع أنديتهم الوطنية باستثناء خمسة منهم يمارسون كأساسيين مع ذات الأندية، وإذا كان بليندة قد فجر المسكوت عنه في اجتماع مصغر مع مورلان ولومير عندما عرى على الحقائق التي ظهرت بالتربص التحضيري، معتبرا أن خمسة عناصر من التشكيل العام هم الذين يشاركون مع أنديتهم، والآخرون بعيدون كل البعد عن تمثيل الكرة المغربية، فإن خطورة هذا الموقف تؤكد نيتي وقناعاتي الخاصة بأن موقف الكرة بالمغرب ووضعها الإستراتيجي في القارة أصبح خطيرا بتعاون الأندية في تكريس قتل القاعدة منهجيا، إذ قبل أن يلجأ فتحي جمال قبل سنة 2005 إلى تأهيل منتخب الشبان إلى كأس العالم بهولندا إلى إختيار المحترفين الصغار كضرورة قصوى، كانت الأندية منذ ذلك الوقت إلى اليوم مهملة لقاعدتها أكثر من حضورها مع الكبار، وها هي الآن تفسد الإتجاه الكروي بالمغرب بفشل القاعدة، وفشل الإختيارات، وقلة التأطير بمثل ما اختير اليوم كقاعدة لمنتخب الشبان لأقل من 20 عاما· ولن أُلام على نقدي الموضوعي لتشريح كل المنتخبات بداية من الفتيان إلى الفريق المحلي أو حتى أسود الأطلس، لأني كنت دائما أناهض هذا الإنكماش والإستهثار الذي يقتل كرة القدم المغربية من قاعدتها إلى قمتها مقارنة بجيل منتخب الشبان 1997 الفائز بكأس إفريقيا ومنتخب 2005 الذي وصل إلى أشواط بعيدة في كأس العالم بهولندا بمزيج كبير من المحترفين الصاعدين اليوم مع منتخب الكبار، والجواب بيّن لأبعد حد مع الإقصاءات المذلة لكل الفئات العمرية إلى المنتخب المحلي، لأن منتوج الأندية ضعيف جدا في سياسة التأطير والإختيار الفني للمواهب، وكيفية تصريفها وتدبيرها، ومن يسهر على لجنة الشبان بالأندية أكيد أنه غير مؤهل لخطورة القاعدة مثلما هو جاهز الآن بالجامعة عندما إختارت منتخبا غير مؤهل وبعيد عن التمثيلية كسؤال كبير يطرح على أهلية لجنة الشبان بالجامعة في أكثر من علامة إستفهام من وضع اللائحة أصلا؟ ومن اختارها؟ ومن المسؤول عن تحديد اللوائح؟ وهل لمورلان وحاشيته دور في الإختيار؟ ما أعرفه حتى الآن أن مورلان لم يفعل أي شيء مادام هو المدير التقني بالجامعة منذ قدومه إلى المغرب، وماذا قدمه كعمل وكسياسة للمنتخبات الصغرى؟ وماذا قدمه في جانب التأطير والإختيار المنهجي للقاعدة من صلب الأندية في ظل خلل ما حدث أولا مع المنتخب المحلي في تدبيره وتأطيره، ومع منتخب الشبان بأسماء غير رسمية، وفي غياب منتخب أولمبي إطلاقا وبدون مدربه أساسا·· ربما يكون مورلان قد وجد صعوبة كبيرة في التواصل مع الجامعة في جانب أهلية الأطر المغربية وبمواردها المالية الهشة، وربما وجد صعوبة إضافية في منتخب أقل من 20 عاما الذي استهدف اليوم بإشارات إستهثارية لعدم أهلية من اختير في أسوإ ظاهرة تعرفها الجامعة في تاريخها· حقا لا أدري كيف نلاحق جميعا هذا الخطر الزاحف من الأندية ورؤسائها في قتل القاعدة، ولا أعرف كيف نغير هذه الصورة المطلقة لكرة ميّعَها المال والوساطة للإهتمام بالفرق الأولى دون القاعدة، لكني أدرك حقيقة واحدة لتغيير صورة الكرة بالمغرب بمنطلقات عدة أبرزها: تغيير واقع الأندية من فكر التسيير الهاوي إلى فكر الإحتراف والتحول إلى شركة ومقاولة· تخليق القاعدة بعيون قدماء اللاعبين، والتنقيب عن المواهب· تأطير المؤطرين بتكوين أكاديمي بمن فيهم قدماء اللاعبين المؤهلين علميا· تشكيل لجان القواعد برؤساء مدبرين على أعلى مستوى من الكفاءة والأهلية· وضع بنيات تحتية قوية لتأهيل الصغار· حث الصغار على الثقافة التكتيكية للكرة· منح الحرية للمواهب لتفجير طاقاتها لا بتقييدها بأدوار غير ملائمة· تمويل القاعدة بما يلائم مطامحها النفسية والمعنوية والحديث يطول في استثمار هذه الطاقات التي نأتي بها اليوم من الفرق المحترفة مؤهلة بلا صداع كرة محلية لا تعطينا وجها قويا لمنتخب الكبار·