لم تجد رسائل ونداءات الإطارين الوطنيين مصطفى الحداوي وعبد الله الإدريسي، اللذين قادا المنتخب الأولمبي لكرة القدم مؤقتا خلال الألعاب الفرانكفونية ببيروت، والتي توجت باحتلال المنتخب المغربي الرتبة الثالثة وبالتالي إهداء المغرب الميدالية البرونزية واللذين مافتئا يناديان في أي خرجة إعلامية وبالخصوص خلال حفلة شاي سفير المملكة المغربية بجمهورية لبنان علي أومليل، والتي كان فيها الحداوي واقعيا ودعا جميع مدربي الأندية الوطنية إلى إشراك لاعبي المنتخب الوطني العشرين والذين ساهموا في ظفر المغرب بالبرونز ضمن أنديتهم الوطنية خلال المباريات الرسمية للدوري الوطني، أي صدى. فبرسم الجولة الخامسة من الدوري الوطني والتي أجريت نهاية الأسبوع الماضي لم تتضمن لائحة هؤلاء اللاعبين والتي تتشكل من تسعة عشر لاعبا، (اللاعب العشرون هو إدريس الفتوحي يمارس بالدوري الفرنسي الدرجة الثانية) إلا لاعبين اثنين، بل إن دخولهما إلى رقعة الملعب اقتصر على المشاركة في الربع الأخير من عمر المباراة، وهكذا أقحم مدرب المغرب التطواني تودوروف لاعبا أولمبيا يدعى يوسف شحروت خلال ربع الساعة الأخيرة من عمر المباراة مكان المهاجم جواد أقدار، وهي بادرة استحسنها الجمهور التطواني لأن المدرب وضع الثقة في لاعب غاب عن الفريق مدة ثلاثة أسابيع لارتباطه مع المنتخب الأولمبي ولايعرف عن مؤهلاته أي شيء بحكم أن تعاقد تودوروف مع المغرب التطواني تزامن مع تواجد اللاعب في معسكر تدريبي للنخبة الوطنية استعدادا للدورة الفرانكفونية، وهي بادرة جيدة سمحت لشحروت بالاستئناس بأجواء الدوري الوطني حتى يظل جاهزا وفي كامل لياقته البدنية، وإذا كان شحروت اللاعب الوحيد الذي أشرك في مباراة هامة ولمدة ربع ساعة ومن طرف مدرب أجنبي، فإن باقي العناصر الوطنية والتي يشرف على تدريبها أطر وطنية على العموم لم تحظ بالثقة وظلت حبيسة فريق الرديف، وحتى لو لعبت فإنها لم تحظى إلا بدقائق معدودات كما هو الحال بالنسبة للاعب بدر الكشاني الذي كان متألقا طيلة الدورة الفرانكفونية بل إن اسمه تداولته مجموعة من وسائل الإعلام الأجنبية، للمستوى الجيد الذي ظهر به طيلة الدورة، هذا إلى جانب سماسرة أندية خليجية ظلت تترصد اللاعب مع نهاية أي مباراة، فإن ذلك لم يشفع له وأشركه الإطار الوطني حسين عموتة مدرب الفتح الرباطي في حدود الدقيقة الرابعة والثمانين من المباراة، والفريق حينها منهزم بهدف دون رد، ويشكل الاستثناء في لائحة لاعبي المنتخب الأولمبي التسعة عشر لاعب فريق اتحاد طنجة لكرة القدم حمزة فليحي لعروسي الذي دخل مباراة اتحاد طنجة منذ بدايتها وحظي بثقة الإطار الوطني أمين بنهاشم لاعتباره لاعبا محوريا في فريق البوغاز ومن الكوادر البشرية التي يعتمد عليها هذا الموسم فريق اتحاد طنجة لكن يبدو أن عياء الدورة الفرانكفونية، والتي أجرى فيها لاعبو المنتخب الوطني أربع مباريات في ظرف وجيز، كانت سببا في خروج اللاعب في حدود الدقيقة الخمسين من عمر الشوط الثاني،أما باقي اللاعبين فقد استثنتهم الخطة التكتيكية لمدربيهم حيث لم يشرك نجوم الدورة الفرانكفونية بامتياز، فقد كانت تتمنى الجماهير الوطنية أن تعاين حارس المرمى الذي لم تدخل شباكه سوى ثلاثة أهداف ويتعلق الأمر بمحمد الصخرة، وقطب الدفاع الذي يتكون من العميد يوسف الترابي وزميله في نفس الفريق قائد وسط الميدان حسين زيدون، ودينامو الوسط عبد المولى برابح وجوكير الهجوم رضى الله الغزوفي، إلى جانب المبدعين بلال بيات و توفيق الذهبي، والمهدي كرناس، ثم باقي القائمة والتي تتألف من كل من عمر سربوت، هشام أيت الكريف، وياسين بونو، وعبد الإله بنديوة، ومروان جداوي، ومحمد أبرهوم. وأبدى مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني ل» المساء» تخوفهم من أن يكون مآلهم شبيها بما حصل للاعبي منتخب الشبان الذين تألقوا في كأس العالم للشبان بهولندا، ، وعلق أحد اللاعبين الأولمبيين ساخطا «كيف يريدون التوفر على منتخب قوي يصارع المنتخبات الإفريقية ويضمن التأهل إلى نهائيات كأس العالم وهم لايهتمون بالقاعدة»، وأضاف اللاعب ذاته «لقد شاهدتم المنتخب الكونغولي والمنتخب الإيفواري، إنهم لاعبون يلعبون كرسميين داخل أنديتهم، نتمنى أن نلقى نفس الرعاية التي يعامل بها اللاعب الإفريقي، حتى نبقى على كامل الجاهزية ونحقق هدف التأهل إلى أولمبياد لندن 2012».