خرج المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من عشرين سنة مرفوع الرأس وهو ينال الميدالية البرونزية عن جدارة واستحقاق، بعد فوزه في لقاء الترتيب، أول أمس الإثنين، على المنتخب الكندي بالملعب البلدي لبيروت بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في لقاء أمتعت فيه العناصر الوطنية الحضور القليل. وأشاد المتتبعون بالأداء الجيد لأشبال الإطارين الوطنيين مصطفى الحداوي وعبد الله الإدريسي، الذين أبانوا عن علو كعبهم، بينما تاهت العناصر الكندية في الملعب فاقدة لبوصلتها التكتيكية، وطغى على أداء اللاعبين نوع من النرفزة والاندفاع البدني فاق كل التصورات، ووصل إلى حد الاعتداء على حكم المباراة، بعد تضييع ميدالية نحاسية كان الكنديون يعتقدون أن دعمهم اللامشروط للفرانكفونية كان سيشفع لهم بمنحهم المركز الثالث. وحول تقييمه لحصيلة مشاركة المنتخب الوطني في الدورة الفرانكفونية أكد مصطفى الحداوي مدرب المنتخب المتوج بالبرونز، ل«المساء» أنه راض عن هذه المشاركة، وأوضح أن الفريق الوطني يتشكل من لاعبين من مستوى عال ميزتهم الانضباط داخل الملعب وخارجه، وأوضح أن النتيجة المحققة جد إيجابية إذا ما قارنا مستوى عناصر المنتخب الوطني بالمنتخبات المشاركة، في «المنتخب الوطني لم يستعد للدورة إلا في ظرف ثمانية أيام، على عكس باقي المنتخبات فمثلا منتخب ساحل العاج، مجتمع منذ حوالي ثلاث سنوات، كما أن أغلب العناصر الوطنية لا تمارس ضمن فئة الكبار في البطولة الوطنية، وهي معطيات تؤشر على أن هذا المنتخب يمكن الاعتماد عليه كمنتخب للمستقبل، ولم لا أن يكون هو نواة المنتخب الذي سيمثل المغرب في أولمبياد لندن 2012»، وطلب الحداوي من مدربي الفرق الوطنية الاعتماد على هؤلاء الأشبال كلاعبين رسميين وهو المعطى الذي قد يعود بالنفع على الكرة الوطنية، وأضاف أن مجموعة من العناصر تألقت من مباراة إلى أخرى ومنها من كانت مصابة وأصرت على اللعب لحبها لقميص المنتخب الوطني، وأشار الحداوي أنه واجه هو والطاقم التقني صعوبة كبيرة في الرفع من معنويات هؤلاء الأشبال مباشرة بعد الهزيمة أمام منتخب ساحل العاج في الدور النصف النهائي، لأن الكل كان متأثرا بالهزيمة والتي حصلت في الأنفاس الأخيرة من المباراة. وفي سياق متصل شهدت المباراة حدثا مؤثرا، وهو إصرار اللاعب الكندي من أصل مغربي رضى أغورام على أخذ صور تذكارية مع لاعبي المنتخب الوطني، وأكد للطاقم التقني عن رغبته في الالتحاق بالمنتخب الوطني وحمل قميصه مستقبلا، بل إن اللاعب أصر على مد المسؤول الإداري عن المنتخب الوطني برقم هاتفه الشخصي، وأكد أغورام ل«المساء» انه يتمنى أن يحظى بثقة المسؤولين وتوجيه الدعوة إليه لتعزيز صفوف المنتخب، ولم يخف رضى الذي سبق وأن جاور فريق الفتح الرباطي لفئة البراعم، قبل أن ينتقل إلى كندا هو وأسرته، سعادته بالعناية التي يخصصها له الكنديون الذين يصرون على ألا يغير قميص المنتخب الكندي.