تعرفون جيدا ما معنى >موكا< في اللغة العامية·· إنها البومة المشؤومة، المعروفة بالنحس والموت والمصير السيء والنظرات القاتلة كمن تقول عين بنو آدم >شفتك بعين الرحمة<·· ولعل في رمز البومة صورة حية لهذا الطائر الذي سكن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمجموعة الوطنية والجامعات الأخرى بكل فروعها الفاشلة في سنة 2008 التي نودها هذا الأربعاء، لعل في البومة أيضا مصدر شؤم خاص لدى الأندية الوطنية بتسييرها وتأطيرها ونجومها وصناعة رجالها ومدربيها ولاعبيها وألقابها·· ولا أحد استطاع تخويف البومة وترهيبها لتطير من كل الدوائر الخاصة بالرياضة، لأنها بكل بساطة ولدت فيلق بوم لتفرقه على رأس كل جامعة حتى لا تقدم أي إنجاز ملازم بذهب بيكين، وابتعد عن شؤمه لأنه كان يرى في المعاقين وجوها للذهب أغلى من إحباط الأسوياء، وما ظهر أن البوم غطى سواده على سنة 2008 لتكون جميع الرياضات سواد من دون فوانيس الفرح·· إسألوا جامعة الكرة، كم أسالت لعاب المال على المنتخبات الوطنية في كل مواقع الحدث بلا فتات نور، ولا لقب الرجال·· وكانت النتيجة أن البوم أقام عشه على سطح مقر الجامعة ومراكز تحضيرات المنتخبات والملاعب التي تلقت إحباط كل الإستحقاقات، بداية من إقصاء الأسود بغانا، والأولمبي أمام الكاميرون والشبان والفتيان، وإستمرارا بفتيل الطلعات السوداء للبوم على الأندية الوطنية قاريا وعربيا باستثناء وصول الوداد إلى نهائي كأس العرب، قبل أن يختمها ذل المنتخب المحلي بشؤم بوم غليظ وثقيل في الوزن والعين القاتلة· لا تسألوني عن سنة 2008 فهي واحدة من السنوات العجاف التي عاشها المغاربة بلا أفراح ولا ألقاب بإستثناء فرحة 2004 التي فرجت على الملايين، رغم أن كل ما حدث لا يتلاءم مع جيلنا الذي عاش فرحة 1976 وعاش ذات الأفراح مع أم الرياضات ألعاب القوى· لا تسألوني عن سنة 2008، فهي سنة موتى البشر بكثرة موت الرياضات، وسمعت أذني وحضرت عيني أكثر من جنازة من دون أن نسعد بفرحة عابرة للفعل الرياضي، ولا تدلوني على بصيص الأمل للأفراح لأنه أتى من جيل معاق نحب فيه صناعة قدر آخر فاز على الإعاقة ليراكم الذهب، ولا تدلوني على بصيص أي أمل فرح إلا من خلال الرسالة الملكية التي زكت صدمة العاهل المغربي بأكثر من دلالة على الفساد الرياضي، وأكثر من توجيه حصيف لبناء مستقبل جديد لكل الرياضات بعلامة إبعاد البوم المشؤوم والرجال المشؤومين والمسيرين وغيرهم ممن يعتقدون أنهم من فئة إلا من رحم ربي·· لا تسألوني عن سنة 2008 بأفضل رجالها ونجومها، فلا أحد يستحق أن يكون رجل الساعة بوضاعة التواضع، ولا أحد يستحق أن يكون نجما لأن ساحة البطولة ضعيفة جدا بأقلية من يسمي نفسه نجما، وحتى سوق اللاعبين فارغة لأن عقل اللاعب يميل إلى المال قبل الأداء، يميل إلى الوساطة والخليج وإنقاذ الوضع الإجتماعي قبل أن يفكر في أوروبا والمنتخب الوطني، وقد لا يفكر في أوروبا لأنه لن يقدر على الإحتراف ولا حتى أن يجد مكانة رسمية إلا بصعوبة بالغة وفي بطولات متوسطة على غير حال نجوم الأمس الذهبي· لا تسألوني عن سنة 2008 المشؤومة، لأنه كل من عاش تلقائية الإقصاءات سيتأكد أن الشؤم لم يكن حاضرا، بل أحضره من قتلوا هذا الحلم من مسيرين ولاعبين وتكثلات وسيطرة على كل المواقع التي تسيء للبلاد قبل أن تسيء إلى أنفسهم، ويكفي ما حدث بغانا مع الأسود، وما حدث مع الأولمبي، وحدث حتى مع الجامعة التي كذبت على الشعب بإختيار المدربين، ولا تسألوني، لأني لا أثق في أي رجل يملك قرار الإنجاز، بل أثق في شؤم من يجلس على أريكته ولا يريد أن يتركها إلى الأبد حتى ولو سمع ما لم تسمعه أذناه·