قد تجمع الأساطير العالمية حول طائر البوم «موكا» بأنه نذير شؤم عنذ أغلب الشعوب، ومن بين العادات الشعبية المغربية القديمة فإن أكل لحم البوم يشفي من بعض الامراض الجلدية ك(البهاق) مثلا. أما طائر الغراب فهو ليس أحسن حالا من سابقه، لأن سواد لونه وصوته النشاز والذي يحاكي كلمة «غاق غاق» فهو بالنسبة للبدوي حسب المفهوم الراسخ في العادات والتقاليد يعني أن الغراب ينطق كلمة «الغرق... الغرق» أو كما ينطقها عامة المغاربة يدعو عليه «الله يغرق ليك الراويض»، ولعل التركيز السينمائي العالمي على الغراب، في أفلام الرعب أو الجرائم ليرسخ هذا المعتقد الذي تتشابه فيه مجموعة من دول العالم في معظم القارات. وطائر الهدهد أو«بلهدهود» أو كما يسمى في بعض مناطق المغرب «قوبع النصارى» فهو رمز الذكاء، وبالتالي فإن أكل قلبه وشرب دمه يساعد على النجاح في المسيرة الدراسية للتلميذ والنجاح كذلك في الحياة المهنية، لأنه يشحذ الذاكرة ويقويها، ويضعف من حدة النسيان، وبالتالي فإنه يساهم بشكل كبير في الرفع من مستوى الذكاء. كما أن طائر الخطاف أو «السمامة» يبطل مفعول السحر، نظرا لشكله المختلف نسبيا عن باقي الطيور صغيرة الحجم، وباعتبار الغموض الذي يلف طريقة عيشه. ويعتبر طائر اللقلاق رمزا للوقار، فهو حسب المعتقد المغربي من «أتقياء الله الصالحين»، ويواظب على حج بيت الله الحرام خاصة وأن له ريشا أبيض اللون يتخلله على الاجنحة، فالبياض بالنسبة للمفهوم الشعبي لدى العامة هو جلباب أبيض، أما السواد فهو بمثابة سلهام أو برنس، وهو لباس الشرفاء حسب المعتقد. ويعد طائر الحمام، خاصة الحمام صاحب اللون الرمادي أو الحمام البري رمزا لخراب البيوت، خاصة وأن الحمام في البوادي يشاهد في البيوت المهجورة والأبراج الأثرية والمغارات والهضاب والجبال، وبالتالي فرغم احترامه من قبل البعض على أساس أنه ساهم في إنقاذ الرسول محمد (ص) من قريش، إلا أن البعض يعتبر تربيته إنذارا بالخراب والدمار. أما طائر درسة البيوت «تبيط» فهو طائر قديس، حسب المعتقد والأساطير المغربية، وهو من الطيور الأشراف التي لا يمكن لإنسان مؤمن أن يؤذيه في البادية، رغم أنه يتعرض حاليا في المدن على الخصوص للقتل خاصة من طرف مربي الطيور المغردة لأن صوته يفسد تلقين طيورهم لمقاطع سليمة. أما في ما يتعلق بهجرة الطيور فالإعتقاد السائد عند بعض سكان البوادي يرتبط بفكرة البيات الشتوي، فطائر «القمري» «كزيكر» وهو من فصيلة الحمام، لا يهاجر إلى مناطقه الشتوية جنوب الصحراء الكبرى، ولكن حسب المعتقد الشعبي فإن هذا الطائر يختبئ في الكهوف ويصبح عاريا من الريش، ولا يخرج من مخبئه إلا بعد نمو الريش في فصل الربيع ويظهر فجأة في الأجواء. أما طائر الزرزور فلوجود بعضه ميتا في شباك الصيادين اعتقد الناس أنه خلق من ماء البحر، وهذه الحالة ليست مرتبطة بالزرزور وحده بل بعدة طيور مهاجرة ويمكن تفسير ذلك بأن بعض الطيور ليس باستطاعتها مواكبة الاسراب الاخرى فتتعب وتسقط في مياه البحر، وقد آمن بعض المغاربة قديما خاصة في المدن الساحلية بهذا المعتقد، حيث لم يجدوا تفسيرا إلا لما رأته أعينهم. شكلت الخرافات والأساطير الشعبية تفسيرات لظواهر وأشياء تدخلت فيها الطيور بشكل مباشر، ومتنفسا كبيرا، لدى فئات واسعة من المغاربة ، خاصة بالبوادي والقرى، التي لاتزال تؤمن ببعضها إلى الآن.