بعد مرور أربعة أيام فقط على الهزيمة أمام المغرب الفاسي عاد نسور الرجاء ليستقبلوا ضيفهم حسنية أكادير برسم المباراة المؤجلة عن الدورة 21، وبالرغم من اهتزاز المعنويات بفعل تقلص حظوظهم للمنافسة على اللقب بحكم فارق النقط الذي بات يفصلهم عن الغريم الودادي فإن هذا لم يمنع العناصر الرجاوية من دخول هذه المباراة برغبة الفوز للمصالحة مع جماهيرهم الغاضبة و كذا بهدف البحث عن ثلاث نقاط يتسلقون بها بعض الدرجات على مستوى سلم الترتيب. وفي ظل غياب بعض العناصر الوازنة خاصة في متوسط الدفاع اضطر المدرب روماو لإقحام بعض العناصر الشابة التي ظهرت بقميص الرجاء لأول مرة في مباراة رسمية ويتعلق الأمر بالثنائي نور الدين باسكار و المهدي عطوشي،في حين حافظ على باقي الثوابت الأخرى التي كانت حاضرة أمام المغرب الفاسي مع استعادة خدمات الحارس خالد العسكري الذي ظهر في التشكيلة الرسمية. الفريقان دخلا في أجواء المباراة ولم يكونا بحاجة لمرحلة لجس النبض، ومنذ البداية ظهرت نوايا الفريق السوسي الذي نهج خطة الهجومات المرتدة السريعة بهدف مباغثة الدفاع الرجاوي واستغلال غياب ركائزه الأساسية. وكان التهديد الأول لفائدة الزوار منذ الدقيقة الأولى من المباراة.و من خلاله وجه أشبال المدرب السكتيوي أول إنذار للمحليين. وكعادته فإن الحسنية كان يترك بعض الفراغات على مستوى الدفاع حاول الرجاويون إستغلالها للرد بقوة وكادت الدقيقة الخامسة أن تمنح الإمتياز للنسور بعد هجوم خاطف انفرد على إثره النيجيري أوساغونا بالحارس إلا أنه لم يحسن استغلال هذه المحاولة وأضاع على فريقه فرصة افتتاح التسجيل. وتابع الرجاء مناوراته وهدد كروشي الحارس المجهد بتسديدة قوية في الدقيقة 8 حولها الحارس السوسي للزاوية. الفريق السوسي عمل على ملئ خط الوسط كما ظل يتحين الفرصة للضرب بالحملات المضادة السريعة،و من إحداها نجح المهاجم حداد في هزم الحارس العسكري في الدقيقة 18 في الوقت الذي ظن فيه الجميع أن الحكم سيعلن عن تسلل لمسجل الهدف. هذا الهدف المباغث أثار حفيظة العناصر الرجاوية التي نزلت بكل ثقلها على دفاع الزوار، وناورت عبر كل الجبهات وشكلت تحركات كروشي من الجهة اليسرى الخطورة على مرمى المجهد لكن التسرع وغياب التركيز حرم الفريق الأخضر من هدف التعادل في العديد من المناسبات. وشهدت الدقائق الأخيرة من الجولة الأولى تحركا من الجانبين.ونابت العارضة عن الحارس العسكري بعد تسديدة مركزة من الزيدي، كما تصدى الحارس لمجهد لتسديدة من كروشي الذي كان أنشط عناصر الرجاء في هذه الجولة بعدها أعلن الحكم هشام تيازي على نهاية الجولة الأولى بتفوق للفريق الزائر. مع بداية الجولة الثانية إرتفع الإيقاع خاصة من جانب المحليين، لكن المبادرة كانت لفائدة الزوار كما كان الشان في الجولة السابقة.وجاء الرد هذه المرة من تسديدة مابيدي في الدقيقة 48 تصدى لها المجهد بنجاح، في حين مرت تسديدة الصالحي خارج الإطار. و في الدقيقة 57 مجهود من كروشي ختمه بتمريرة انهاها أوزاغونا في الشباك لكنه كان في وضعية تسلل.و قد احتج الفريق الأخضر بشدة على إلغاء هذا الهدف. و توالى بحث الرجاويين عن هدف التعادل لكنهم وجدوا مقاومة من جانب الزوار حيث عمد المدرب السكتيوي لتحصين خطي الوسط والدفاع مع استغلال حداد والعميد ليركي للقيام بهجومات مضادة سريعة أقلقت الدفاع الرجاوي والحارس العسكري. وبعد طرد اللاعب لعبيدي من جانب الفريق السوسي،نزل فريق الرجاء بكل ثقله وقام المدرب روماو بالعديد من التغييرات التي مست الجانب الهجومي بالدرجة الأولى. ومع مرور الدقائق زاد النسور من حدة الضغط على مرمى المجهد، وبالمقابل حاول الحسنية استغلال هذا الإندفاع لقتل المباراة بهدف ثاني. وهذا ما تأتى له في الدقيقة 82 بعد كرة ثابتة أسكنها سفيان طلال في الزاوية 90 من مرمى الحارس العسكري. وبعد دقيقتين فقط نجح الرجاء في تقليص الفارق بواسطة البديل بورزوق بعد مجهود من ياسين الصالحي. المباراة أصبحت هتشكوكية ومفتوحة على كل الإحتمالات في ظل الضغط الكبير للمحليين وتراجع كلي للزوار بهدف الحفاظ على هذا السبق الرقمي.