إنجاز الرجاء عالميا حافز لنا لتحقيق مشوار ناجح بجنوب إفريقيا إختيار الإطار الوطني بنعبيشة كان في محله إبراهيم البحري هو الطرف الذي نستضيفه في هذا الحوار باعتبار أن له قدرة على التحاور بأسلوب مهذب وسلس وبصراحة متناهية ورصيد معرفي في الميدان جمعه من الإحتراف بالبطولة الفرنسية. اليوم وقد دخل خانة اللاعبين الذين سيشكلون القوة الضاربة للإطار الوطني والمنتخب المغربي المحلي حسن بنعبيشة نواجهه بأسئلة عن عودته الدولية وحظوظ الأسود المحلية في الشان وأشياء أخرى تجدونه في الحوار التالي. المنتخب: عودتك إلى الميادين وظهورك بالصورة التي عهدناها فيك وتزامنها مع عودتك إلى المنتخب، كيف جاءت مراحل العودة؟ البحري: قبل كل شيء أحمد الله على أن نتائج فريقي الفتح تزامنت مع عودتي إلى الميادين بعد استرجاع عافيتي بعد الإصابة ولياقتي بحكم البرنامج الجيد الذي وضعه لي طبيب الفريق والتعليمات التي أكدت اهتمام المدرب جمال السلامي بوضعيتي، وهي أشياء ساهمت في فك لغز غياب المردودية خلال الفترة السابقة وحضور الفتح في خانة المتألقين في بطولة هذا الموسم. وقد تطلب هذا بذل جهد مضاعف أدى إلى مسيرة منتظمة لعودة البحري كما يعرفه جمهور الفتح، ما أتمناه هو أن تستمر هذه المسيرة التي أكدت مسار الفريق الناجح. المنتخب: عودة البحري إلى صفوف الفتح من أسباب عودة النتائج، هل هناك أسباب أخرى؟ البحري: سأوجز الجواب في جملة واحدة لأقول أن السر هو في حسن الأداء داخل المقابلات كما أنه راجع إلى إستمرارية المجموعة التي يختارها المدرب لإعطاء المردود الكروي الجيد.. ما وقع للفتح منذ موسمين هو سقوطه في دوامة عدم استقرارية المجموعة.. لاعبون انتقلوا وآخرون وفدوا من مختلف الجهات وهو ما يتطلب الإنطلاقة من الصفر في إطار التوازن ووضع المرتكزات لخلق الإنسجام الذي هو أساس لعبة جماعية، وخلال هذا الموسم استمر الحال على ما كان عليه لكنها كانت فترة إنتقالية أعطت نتائج متضاربة قبل أن تستقر أحوال المجموعة والتي تم تطعيمها بعناصر شابة تأقلمت بسرعة مع أسلوب المدرب ومعطيات زملاء سبقوهم إلى التجربة، هنا يبرز دور البحري الذي أصبح مطالب بتأطير هؤلاء ومساعدتهم وهو عمل يشرفني. المنتخب: نعلم أن الفتح هو الفريق الذي أصبح الطرف الذي يحسب له حسابه في معادلة البحث على اللقب، وتنتظركم مباراة قوية مع وصيف بطل العالم للأندية الرجاء، كيف تستعدون لهذه المواجهة؟ البحري: أولا أود أن أهنئ زملائي في فريق الرجاء على إنجازهم باعتباره إنجاز يمس كل الذين يمارسون في البطولة وأن ارتقاؤهم إلى صف العالمية هو ارتقاء لنا جميعا.. الرجاء العالمي يبقى فريق كبير، ومن الأشياء التي تؤكد قوة المواجهة المنتظرة كون جل المواجهات شكلت قمة للبطولة بحكم اللعب النظيف والرغبة في الفرجة، ما يهمني أمام الرجاء هو تحقيق النقاط الثلاث للفوز قبل كل شيء وهو ما يتطلب أن نكون يومها في أحسن الأحوال، تم أن الإنتصار له غاية مثلى، حيث سيضع الفتح في الطابور المتصدر للبطولة في انتظار الأفضل. المنتخب: لاحظنا أن الرجاء لا يعطي نفس الصورة على صعيد البطولة، ما رأيك؟ البحري: يجب أن نفرق بين رجاء البطولة الوطنية، حيث ظاهرة المعرفة الحقة بالخصم والبحث من طرف جميع أطراف المواجهة على إيقاف البطل والرجاء العالمي الذي مثل الكرة المغربية في أكبر محفل عالمي وهي فرصة لا تعوض، إذ تتطلب استحقاق حضور الجولة المقبلة.. هذا لا يمنع من كون الرجاء قادر على رفع أكبر تحدي والخروج من دوامة الهزائم والتعادلات إلى فريق الإنتصارات، وبالتالي البرهان عن علو الكعب، لذا أعتبر الهزائم الثلاثة مرحلة عابرة بحكم الإنشغال بما هو أهم. المنتخب: تمت المناداة عليك للإلتحاق بالمنتخب المحلي، كيف تقبلت الدعوة؟ البحري: هو شرف لكل لاعب يلج المنتخب الوطني.. أقول المنتخب الوطني دون صفة المحلي لأن الفوارق غير موجودة، هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق ابراهيم البحري كونه ينوب على زملائه في الفتح وهو حافز لكل فرد كي يعمل لبلوغ هذا الهدف، بالنسبة للفريق فالأكيد أنه قادر على تحقيق النتائج التي ينتظرها الجمهور والمسؤولين في الجامعة، خاصة وأننا في حاجة ماسة إلى نتائج تبدد سحابة التراجع التي عرفها الفريق الأول وتنسينا مشاكل علقت بالكرة الوطنية وعكرت صفو الممارسة، إلا أنني أشد بحرارة على الأندية التي بقيت ملتزمة وحافظت على الصورة التي طمأنت الجمهور داخل وخارج الوطن. المنتخب: الفريق الوطني المحلي، هل هي صفة تنقص من مؤهلات لاعبي البطولة؟ البحري : أظن أن الإتحاد القاري عندما خلق هذه المنافسة كان يعي ما لهذه البطولة من أهمية في خلق مجالات تنافسية جديدة تهم العناصر التي تلعب داخل البطولة المحلية وبالتالي فرصة هؤلاء اللاعبين كي يبرهنوا عن قدرتهم على التحدي في انتظار الإحتراف الذي يبقى عامل حظ في بعض الأحيان، لذا فإنني أضع الفريق المحلي بمثابة المكمل للفريق الأول، سيما وأن هذا الأخير يضم عناصر محلية، وأن التنافس مفتوح للجميع. المنتخب: من خلال لقاءات بطولة العالم للأندية التي عشناها منذ أيام، ما هي الملاحظات التي خرجت بها؟ البحري: الواقع أن الشخص الذي تابع اللقاءات التي خاضها الرجاء وهو لا يعرف من هو الفريق المغربي من الفريق الأجنبي سيتيه في تحديد هوية هذا وذاك بحكم أن مستوى الفريق المغربي ظهر جيدا ولعب باحترافية عالية، لذا يجب أن نكون فخورين لهذا الإنجاز. المنتخب: هل ينتظر أن يتأثر الرجاء، بعد إلتحاق محتمل لبعض لاعبيه بالإحتراف الأوروبي أو الخليجي؟ البحري : هذه سنة كرة القدم.. فكل لاعب تألق إلا ويسعى إلى تحسين وضعه الكروي والإجتماعي، وفي السنوات الأخيرة الماضية برهنت على أن الأقوى هو الذي له القدرة على الإحتراف وأنا سعيد إذا إلتحق الزملاء بالإحتراف، خاصة أن الكرة المغربية ستستفيد منهم. المنتخب: عشت تجربة الإحتراف الأوروبي، أين تضع اللاعب المغربي من هذه المحطة؟ البحري: اللاعب المغربي وبحكم متاعه التقني والكروي والجسماني مؤهل ليخوض غمار التجربة الإحترافية في كل وقت.. المشكل الرئيسي كان هو في غياب البنيات التحتية الملائمة لمزاولة اللعبة في أحسن الظروف ووسائل أخرى، اليوم ومع تحسن هذه الوسائل بدأنا نشعر أن هناك حضورا محليا قابلا للتسويق والمستقبل القريب سيؤكد ما أقول. المنتخب: ما هو تقييمك للمشاركة المغربية على مستوى كأس إفريقيا للفرق الوطنية المحلية؟ البحري: كل المؤشرات تدل على أن المشاركة المغربية ستكون في المستوى إن شاء الله.. وأهم المعطيات التي تفرض هذا الحكم كون الفريق سيرحل بمعنويات عالية بحكم إنجاز الرجاء عالميا، وبالتالي سنحظى باحترام الجميع، ثم هناك الإطار الوطني حسن بنعبيشة الذي برهن أن للمغرب لاعبين من العيار الثقيل وأطرا في المستوى، حيث نعلم أن حسن حقق مع الصغار ما عجز عنه الكبار، أما المواجهة فهي في المتناول بحكم أننا نعرف خصومنا بحكم التباري عبر التاريخ، إذ سبق أن فزنا على زيمبابوي وبوركينافاسو، في حين يبقى منتخب أوغندا هو المجهول لأن الأسود لم يواجهوا هذا المنتخب منذ مدة. كلمة أخيرة : «أتمنى للمنتخب الوطني أن يحقق نتائج يكون منطلقا جديدا لكرة القدم على مستوى المنتخبات، وقد حققنا هذا الهدف على مستوى الأندية». حاوره: