فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء        بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    دشنه أخنوش قبل سنة.. أكبر مرآب للسيارات في أكادير كلف 9 ملايير سنتيم لا يشتغل ومتروك للإهمال    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    "وزيعة نقابية" في امتحانات الصحة تجر وزير الصحة للمساءلة    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مراكز تكوين اللاعبين في المغرب
مشاريع قائمة الذات كبنايات.. موقوفة التنفيذ كمشاريع لتفريخ النجوم .. والضحية الفرق والمنتخبات الوطنية

انتشار ظاهرة البحث عن اللاعب الجاهز والانتدابات الإفريقية دليل صارخ على عدم نجاح جل الأندية في تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المراكز
... مع كل إخفاق تتجرعه كرة القدم المغربية، يعود النقاش مجددا حول مسألة تكوين اللاعبين، ومدى تشبعهم بالثقافة الكروية الاحترافية المعتمدة على الفكر العلمي والبيداغوجي.
وكدليل على محدودية «الفكر الاحترافي» للاعبين المحليين المغاربة، هو الطريقة التي انهزم بها المنتخب المغربي مؤخرا أمام منتخب تنزانيا (3-1) برسم التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، وكذا الطريقة «الغبية» التي أقصي بها فريق الرجاء البيضاوي من دور نصف نهاية كأس الاحاد العربي لكرة القدم على يد فريق العربي الكويتي يوم الأربعاء الماضي، حيث بعدما كان متقدما بهدفين نظيفين استقبلت شباكه هدفين في ظرف خمس دقائق كانا كافيين برميه خارج النهائي.
كلنا يتذكرعندما عانق المنتخب المغربي للشبان أول كأس إفريقية بالملعب الشرفي بمكناس سنة 1997، هذه النتيجة لم تتحقق من فراغ ، بل جاءت نتيجة عمل تكويني محض بعيد المدى، جيل تشبع بثقافة التكوين بالمعهد الوطني لكرة القدم بسلا ، حيث راهنت الجامعة آنذاك على صنع لاعبين تحت مظلة التكوين وتدرجوا عبر مختلف الفئات الصغرى، وتكونوا على يد مؤطرين أكفاء، علما أن مدرب المنتخب الوطني للكبار وقتها، الفرنسي هنري ميشيل كان أيضا يشرف على هذا المركز.
نقطة ضوء أخرى حققها منتخب الشبان مع فتحي جمال سنة 2005 بالبنين عندما أنهى كأس أمم افريقيا في الرتبة الرابعة، وتوج ذلك بظهور قوي ورائع في كأس العالم بهولندا باحتلال الأشبال نفس الرتبة لكن أمام منتخبات عالمية كبيرة .
في السابق كان اكتشاف المواهب يتم في الأحياء والأزقة، قبل أن تلتحق بالفرق المغربية ، لأن ميزانية التكوين لم تكن متوفرة، لكن في يومنا هذا ورغم الأموال الضخمة التي تضخ في خزائن الأندية، إلا أن العشوائية وغياب الفكر العلمي مازالا حجرة عثرة في وجه تطوير المواهب وقطاعات الناشئين.
فكثيرة هي أندية كرة القدم الوطنية التي يشنف رؤساؤها أو كتابها العامون أسماعنا في الجموع العامة من خلال التقارير الأدبية والمالية، بأنها تصرف الملايين على إنشاء مراكز تكوين اللاعبين، لكن قليلة هي الأندية التي تورد في نفس هذه التقارير أنها تمكنت من تكوين أو بالأصح (إنتاج) مجموعة من اللاعبين، وصقلت مواهبهم في مختلف الفئات السنية، إلى أن صاروا نجوما تتلألأ في فئة الكبار لهذه الأندية وتستقطب الجماهير إلى الملاعب الرياضية، بفنياتها المهارية وتقنياتها العالية، لتكون النتيجة الطبيعة أن تنعكس على المنتخبات الوطنية.
عدد من مراكز التكوين في الفرق الوطنية قائمة الذات كبنايات، لكنها موقوفة التنفيذ كمشاريع لتفريخ النجوم.
فمشروع الاحتراف الذي بشرت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وطبقته منذ الموسم الماضي يحث الأندية، بل يلزمها من خلال دفتر التحملات، على ضرورة الانخراط في تكوين لاعبين محترفين بمعنى الكلمة تقنيا وبيداغوجيا، قادرين على تغيير الممارسة الكروية في بلادنا والارتقاء بها إلى العالمية.
المفروض في مراكز تكوين اللاعبين أنها تقوم بدور مهم في صناعة الخلف عن طريق المتابعة المستمرة، من خلال التطبيب والتغذية والاهتمام بالجانب الفيزيولوجي والبيداغوجي أيضا. لكن مع الأسف أصبحت بعض الأندية تنشئ مراكز التكوين مثل «الإتيكيت» أو الديكور ليكتمل مشهد النادي المتكامل المتوفر على جميع الهياكل الإدارية والتقنية والبنية التحتية.
وما يدل على عدم نجاح جل الأندية في تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المراكز، هو ظاهرة البحث عن اللاعب الجاهز من خلال الانتدابات الإفريقية، حيث لا يوجد فريق إلا وفيه اثنين أو ثلاثة لاعبين أفارقة، علما أن هذه الانتدابات تبقى في غالب الأحيان دون التطلعات، مع بعض الاستثناءات القليلة، مثل فريق الوداد البيضاوي الذي يصنع أفارقته الفارق في جل المباريات.
زد على ذلك مسألة خطيرة جدا وهي أن بعض الأندية تسند مهمة الإشراف على هذه المراكز لأطر غير كفأة، إما إرضاء لبعض اللاعبين القدامى، ناهيك عن الزبونية والمحسوبية في انتقاء الكفاءات، والتي تؤدي في غالب الأحيان إلى تكوين فريق ضعيف بأساس هش يحوم حوله الفساد. كل ذلك علما أن دفتر التحملات، الذي فرضته الجامعة على الفرق من أجل قبول ملفاتها للعب في البطولة الاحترافية، ركز كثيرا على هذا الجانب في مراكز التكوين، وألح على ضرورة توفر المدربين على شهادات التدريب المصادق عليها، بدل المدربين الذين لديهم خبرة وتجربة باعتبارهم لاعبين سابقين.
فالجامعة حثت على وجوب توفر مدرب الفئات الأقل من 17 عاما على شهادة «س» ومدرب الفئات الأقل من 19 عاما على شهادة «ب» فيما اعتبرت أن أي لاعب لا يزاول الدراسة لا يحق له الاستمرار رفقة النادي، مشيرة إلى أن بإمكان النادي الاستفادة من خدمات لاعب منقطع عن الدراسة وذلك بعد إدماجه في التكوين المهني، في محاولة من الجامعة للحفاظ على مستقبل اللاعبين بعد اعتزالهم كرة القدم.
في هذا الملف نستعرض بعض التجارب لفرق مغربية انخرطت في سياسة التكوين الأكاديمي لصغارها، ومدى نجاحها أو فشلها في هذه السياسة.
مركز تكوين الرجاء كون لاعبين وقطر اختطفتهم !
سيغلق مركز التكوين التابع لفريق الرجاء البيضاوي لسنة كاملة، إذ قرر الفريق إغلاق المركز الواقع بمركب الوازيس بعد نهاية الموسم الرياضي الحالي، أي انطلاقا من شهر يونيو المقبل من أجل إخضاعه لإصلاحات شاملة.
محمد بودريقة، رئيس الرجاء كشف، خلال إحدى الندوات، أن المكتب المسير قرر إغلاق المركز لسنة كاملة لإصلاحه بشكل كلي بدل الاكتفاء بإدخال تعديلات بين الفينة والأخرى لم تكن كافية البنيات التحتية السيئة للمركز.
وقد أبلغ الرجاء أولياء اللاعبين المقيمين بالبيضاء بالموضوع لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، قبل انطلاق السنة الدراسية الموسم المقبل، في حين سيعمل الفريق على اكتراء شقة للاعبين الذين يقطنون في مناطق بعيدة.
وأكد بودريقة أن الرجاء أصبح يتوفر على 6 فرق في فئة الصغار و 4 فرق في فئة الفتيان و 3 فرق في فئة الشبان إضافة إلى فريقين في فئة الأمل، مشيرا إلى أن كل واحد من هذه الفرق يتوفر على مدرب ومعد بدني ومدرب للحراس إضافة إلى ممرض.
كما كشف أيضا أن الرجاء يتوفر على 105 مستخدمين تكلف رواتبهم الشهرية خزينة الفريق الأخضر حوالي 120 مليون سنتيم، تنضاف إليها رواتب ومنح اللاعبين، والطاقم التقني للفريق الأول.
وقد راهن فريق الرجاء البيضاوي، منذ سنوات، على التكوين العلمي، واختار أن يبادر إلى إحداث مركز تكوين عصري، وفق المعايير الدولية.
فتح مركز التكوين التابع للرجاء أبوابه قبل عشر سنوات، وكان أول مركز تكوين بالمواصفات الحديثة يتم إحداثه بالمغرب، قبل أن يتلوه مركز التكوين التابع لفريق الجيش الملكي. وأنتج مجموعة من المواهب التي حملت القميص الأخضر ومنهم من التحق بالمنتخب الوطني المغربي.
ويرصد الرجاء لهذا المركز سنويا ميزانية تناهز 400 مليون سنتيم، تخصص لتوفير كل المتطلبات اللازمة لثلاثين ممارسا يتواجدون به، ويشرف عليهم طاقم تقني وإداري ، ويعتمد على الوسائل الحديثة في عملية التكوين.
ورغم كل هذه الإمكانيات التي وضعها الفريق رهن إشارة نزلاء مركز التكوين، فإن آفة «التهجير» طالت أبرز نجومه. وكان أو من تم التغرير به، اللاعب الإيفواري عبد الرزاق تراوري، الذي التحق بالدوري النرويجي بشكل سري، وأعقبته أكبر عملية تهجير جماعي خلال السنوات الأخيرة، حيث اختفى عن الأنظار قبل شهور سبعة لاعبين، انضافوا إلى اثنين من زملائهم، غادروا المركز سرا قبلهم في اتجاه دولة قطر، وتحديدا بفريق السد، بتغرير من بعض الوسطاء، الذين ظلوا يتربصون بمواهب الرجاء منذ مدة.
وأثارت هذه الواقعة ضجة كبيرة، خصوصا بين فريق الرجاء وأولياء وآباء اللاعبين، حيث أكد الفريق يتوفر على عقود تكوين موقعة مع اللاعبين وكذا مع أولياء أمورهم، كما قام بوضع شكاية لدى وكيل الملك ضد مجهول.
ويتطلع الرجاء، من خلال إغلاق المركز وإدخال مجموعة من التحسينات عليه، إلى جعله يكون في مستوى المراكز الأوروبية، خاصة في ما يتعلق بالجوانب البيداغوجية والتقنية والإدارية.
هناك مسيرون يفكرون في النتائج الآنية ولا يهمهم المستقبل
خرج يوسف روسي اللاعب الدولي السابق والمدير الرياضي الحالي لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم عن صمته وأكد بأنه لا وجود لسياسة كروية متوسطة أو بعيدة المدى بالمغرب طالما أن الأندية الوطنية مازالت تفكر بعقلية ضيقة ،وتفكر أيضا في النتائج الآنية والبحث عن اللاعب الجاهز تحت طائلة الضغط الجماهيري والمنخرطين.
وقال روسي إن جميع الفرق المغربية فقدت بصمتها وهذا مرده إلى بعدها عن سياسة التكوين التي أبانت التجارب وإلى عهد قريب أنها مصدر ونواة أي تقدم أو تطور في مجال كرة القدم . وهذا نجده في الدول الأوروبية التي فطنت لأهمية هذه المراكز ومساهمتها في النهوض بكرة القدم وأعطتها العناية اللازمة على العكس في بلادنا هناك مراكز للتكوين ولا يتم استغلالها على نحو جيد بسبب بعض العقليات المتحجرة سواء داخل الجامعة أو في الأندية كما نجدها حتى داخل مراكز القرار، أظن أن السلطات المحلية مازالت تحن إلى الماضي وتحارب أي لاعب دولي أراد الاستثمار في بلده، وقد تعرضت لمثل هذا النوع عندما دخلت إلى المغرب وفكرت في الاستثمار ببناء مركز للتكوين في المنصورية ما بين 2010 2011 وخسرت الملايين على هذا المشروع الذي لم يكتمل بل هناك لاعبون مغاربة آخرون ارادوا السير على نفس المنوال في مقدمتهم عزيز بودربالة ويوسف شيبو ولقوا نفس المصير.
وأضاف روسي أن هناك أيادي من مقاومة الإصلاح والتغيير تضع العصا في عجلة أي استثمار يراد به مصلحة الوطن بل إن اللاعب المغربي ذو الشخصية القوية أصبح غير مرغوب فيه من طرف أصحاب العقليات المتحجرة.
وشدد يوسف روسي على ضرورة تهييء الأجيال للمستقبل من خلال التركيز على أهمية مراكز التكوين لأنها هي أساس أي تطور في كرة القدم المغربية ، وطالب في نفس الوقت الجهات الوصية على القطاع بإعطاء الأولوية لهذه المراكز ونبذ سياسة التدبير اليومي داخل الأندية طالما أن هناك طاقات خام فقط يلزمها الرعاية والاهتمام لتقديم الإضافة المرجوة للقطاع.
بل طالب روسي بضرورة تضافر جهود الجميع والابتعاد عن المصالح الشخصية الضيقة والنظر الى القطاع الرياضي كقاطرة للتنمية الاقتصادية بالمغرب، ولنا في تجارب الدول العربية الشقيقة خير مثال على ذلك، كفانا من الارتجالية والعشوائية داخل كرة القدم المغربية.
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم أنجح نموذج لمراكز التكوين ببلادنا
يمكن اعتبار أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بسلا، أفضل نموذج ناجح لمراكز التكوين ببلادنا، حيث أصبحت تفرخ لاعبين موهوبين تستفيد منهم الأندية الوطنية بمختلف أقسامها.
هذه الأكاديمية التي تقع على الطريق الحضرية في اتجاه مدينة الرباط، وعلى الطريق المؤدية إلى سلا الجديدة، والتي تقدر مساحتها ما ينهاز 18 هكتارا، كان جلالة الملك محمد السادس قد وضع حجرها الأساس سنة 2008 قبل أن يدشن افتتاحها سنة 2010.
وبلغت الكلفة المالية لتأسيس هذه الأكاديمية التي تم استلهام فكرتها من مراكز التكوين الأوروبية 140 مليون درهم، ساهمت فيها مجموعة من المؤسسات الصناعية والتجارية، كما أن جلالة الملك محمد السادس خصص لها دعما ماليا من ماله الخاص.
ويشرف على الأكاديمية الإطار الوطني ناصر لارغيت، الذي اشتغل أكثر من 25 سنة في التكوين بأكبر المراكز الأوروبية (لوهافر، كان وستراسبورغ).
وتهدف أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، إلى المساهمة في انتقاء وتكوين ممارسين لرياضة كرة القدم من مستوى عال، من خلال وضع نظام تربوي يجمع بين الرياضة والدراسة.
ويتميز هذا النظام بكونه يؤمن مسارا كرويا للتلاميذ المتراوحة أعمارهم ما بين 12 و18 سنة، أو إمكانية متابعتهم لمسارهم الدراسي، بشكل طبيعي، في مؤسسات أخرى عند الاقتضاء.
وتتكون الأكاديمية من قطب رياضي وصحي، وقطب مدرسي وجناح سكني لإقامة التلاميذ والمؤطرين ومرافق إدارية.
ويشمل القطب الرياضي والصحي، أربعة ملاعب لكرة القدم تم تصميمها وفق المعايير الدولية المعتمدة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وتتوزع هذه الملاعب ما بين ملعب بالعشب الطبيعي وملعبين بالعشب الاصطناعي وملعب ترابي.
كما يضم القطب ملعبا رمليا صغيرا وقاعة مغطاة ومجهزة بالعشب الاصطناعي وفضاء لتدريب الحراس وقاعة للياقة البدنية وأربع مستودعات.
ويشمل الشق الصحي في هذا القطب، قاعة للتدليك ومركزا لإعادة التأهيل والترويض ومسبحا للترويض الطبي وعيادة طبية.
أما القطب المدرسي فيتضمن عشر قاعات للدراسة وقاعة لتعليم اللغات ، فيما يتضمن الجناح السكني ثلاثين غرفة مزدوجة وأربع غرف فردية.
ويسهر على تكوين وتأطير التلاميذ اللاعبين بالأكاديمية طاقم متنوع يتكون من مؤطرين تقنيين في كرة القدم وأساتذة التعليم إلى جانب طاقم طبي يتكون من طبيب وخبير ترويض وممرضة.
بفضل النظام المتبع بداخلها وخاصة أنه يرتكز على تكوين ثلاثي الأبعاد والأهداف تكوين: أولي- تربوي ومهني يتخذ فيه التكوين التربوي أبعادا أساسية مبنية على مبدإ الاحترام والانضباط بحيث يعد عاملا جوهريا لكسب رهان التمدرس بفضل المجهودات الجبارة لمدرسي الأكاديمية من ذوي الكفاءة والخبرة .
كما يعد مبدأ التقسيم المدروس للوسائل البيداغوجية أحد روافد النجاح المستمر بحيث يضم القطب المدرسي على أربعة أقسام استيعابية لا تتجاوز عشرة تلاميذ في الفصل وهو ما يمكن من تطبيق واعتماد برنامج دراسي ملائم وناجع وبتواز تام و كامل مع العطاء والمردود الرياضي.
كما أن تخصيص حصص تدريبية مختلفة من أهم ركائز نجاح و استقرار النتائج المحققة و المتوخاة في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء . بحيث يخضع اللاعبون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 15 سنة إلى تكوين أولي للمبادئ التقنية الأساسية لكرة القدم من مستوى عال و محترف .أما التلاميذ اللاعبون الذين يبلغون ما بين 15 و 16 سنة يخضعون لحصتين تدريبيتين في اليوم يعتمد فيه الجانب البسيكولوجي والبدني لهؤلاء و يراعى فيه أسس ومبادئ التوجيه التكتيكي. أما التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم مابين 16 و 18 سنة فإن العمل يرتكز بالأساس على إحكام الخطط التقنية الحديثة و تداريب عالية المستوى مستقاة من المدارس الرياضية العالمية المشهورة .
وكانت الأكاديمية، التي تبلغ طاقتها الاستيعابية ستين تلميذا، قد فتحت أبوابها أمام أولى دفعات التلاميذ الرياضيين في شتنبر من سنة 2009، وهي الآن تتوفر على عدة فرق تشارك في مختلف الدوريات الوطنية لمختلف الفئات العمرية.
وجرى بناء وتجهيز أكاديمية محمد السادس لكرة القدم وفق معايير تجعلها تضاهي مراكز التكوين المهنية الأوروبية ذات الصيت العالمي، وذلك بغية الاهتمام بالشباب المغربي ومنحه الظروف الملائمة لتلقي تكوين رياضي علمي يخول له الممارسة في أكبر الأندية الكروية بالمغرب وأوروبا على حد سواء.
حسن مومن مدرب الدفاع الحسني الجديدي
لابد من تدخل عاجل للجامعة ووزارة الشباب والرياضة للنهوض بالقطاع عزا حسن مومن المدرب الحالي لفريق الدفاع الحسني الجديدي فشل المنتخبات الوطنية لكرة القدم وضعف البطولة الوطنية واعتبارها بطولة استهلاكية إلى غياب استراتيجية التكوين سواء داخل المنتخبات أو الأندية بالإضافة غياب عقلية احترافية لدى المسؤولين عن الشأن الكروي بالمغرب. وقال حسن مومن في تصريح مطول ل »العلم« بأن سبب النكسة التي تتخبط فيها المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها وضعف الأندية الوطنية يعود إلى العديد من المعطيات المتداخلة أبرزها غياب مراكز التكوين النواة الأولى لإعداد الخلف القادر على حمل المشعل.
وأضاف بأن مشكل التكوين بالمغرب كرسه الاستعمار الفرنسي منذ 50 سنة خلت في غياب سياسة تقنية ناجعة سواء من طرف الجامعة أو وزارة الشباب والرياضة وكذا رؤساء الأندية، علما أنه في غياب أطر تقنية مكونة وذات الاختصاص في هذا المجال لا يمكن الحديث عن التكوين، دون نسيان أن العملية السائدة لدى جميع الأندية هي حماية الفريق الأول والبحث عن النتائج السريعة دون إعارة الاهتمام بالفئات الصغرى رغم أنها بإمكانها أن تعطينا الخلف وبالتالي تحقيق الاستمرارية على جميع المستويات.
وأوضح بأن عامل الإمكانيات بات يشكل حصان طروادة لدى معظم الأندية الوطنية، ونحن في ظل نظام الاحتراف هناك فرق تعاني على مستوى الفريق الأول فكيف لها أن ترعى الفئات الأخرى، مشيرا إلى أن الجماهير المغربية تنادي دائما بالنتائج في علاقتها مع المسير وهذه من المسائل التي ساهمت في إقبار الفئات الصغرى .
وشدد حسن مومن على البنيات التحتية وقال في غياب هذه الوسائل لا يمكن الحديث عن التكوين بالمغرب وهذا مشكل عويص يتطلب تفعيل دور العصب وخروجه عن بطولة الهواة. وأكد أنه لابد من إطار منظم ومفعل يزاوج بين الدراسة واللعب وهذا يبرز دور وزارتي التربية الوطنية والشباب والرياضة المطالبتين بتكوين الأطر الكفيلة بالإشراف على مراكز التكوين، ومن المؤسف أننا نرى مراكز للتكوين بمواصفات عالمية دون أن تشتغل، وهذا يحيلنا على معطى آخر والذي يشكل عائقا أمام جميع الأندية وهو دفتر التحملات الذي لا يستجيب له في وقت على هذه الفرق التي تتوخى التكوين البحث عن الأطر التقنية والطبية والإدارية المؤهلة، وهل تسمح لها إمكانياتها المادية التعاقد مع هذه الأطر طالما أنها تشتغل في قطاع الشباب والتربية الوطنية.
وقال حسن مومن بأن الجامعة فطنت لضرورة هذه المراكز وخصصت مبلغ 120 مليون لدعم الأندية، بل طالبت بعضها بالبحث عن بقع أرضية لهذا الغرض وهذا عمل جيد لكن في غياب أطر تقنية مكونة على غرار أكاديمية محمد السادس فلا يمكننا أن ننتظر أي شيء من هذه المراكز.
حسن بنعبيشة مدرب المنتخب الوطني الأولمبي
اعترف حسن بنعبيشة مدرب المنتخب الوطني الأولمبي بوجود العديد من مراكز تكوين اللاعبين لدى مجموعة من الأندية الوطنية لا تؤدي وظيفتها في إعداد الخلف معتبرا إياها بمراكز إيواء فقط. وقال في تصريح »للعلم« بأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إضافة إلى ضخها مبلغ 120 مليون سنتيم في ميزانية الفرق الوطنية خاصة بالتكوين، فإنها أخذت على عاتقها تكوين الأطر التقنية التي سيوكل إليها مستقبلا تدبير شؤون هذه المراكز بطريقة احترافية ومعقلنة على شاكلة أكاديمية محمد السادس لكرة القدم النموذج الأمثل في المغرب.
وأضاف بأن جامعة الكرة وضعت استراتيجية ترمي إلى تنظيم دورات تكوينية لمدة سنتين وعلى أشطر لتكوين أطر تقنية في فئات 15 و17 و19 سنة بطريقة متطورة كتلك المعمول بها في مراكز التكوين الأوروبية، وذلك رغبة منها في عدم السقوط في الخطأ مرة أخرى، خصوصا بعد أن اتضح دور وأهمية هذه المراكز في صنع المواهب والنجوم والمعول عليها في تطعيم الفرق والمنتخبات الوطنية وبالتالي ضمان الاستمرارية.
وأكد بنعبيشة بأن هناك 12 فريقا يتوفر على مراكز التكوين ذات جودة عالية لم يبدأ العمل بها بعد، وأعطى مثالا على ذلك مركز تكوين فريق الوداد وذلك لغياب أطر تقنية وإدارية وطبية من مستوى للإشراف عليها.
وطالب مدرب المنتخب الوطني الأولمبي بضرورة تكثيف الجهود من جميع المتداخلين في الشأن الرياضي من وزارة الشباب ووزارة التربية الوطنية والجامعة والأندية لإنجاح هذا المشروع المستقبلي من أجل إخراج كرة القدم المغربية من النفق المسدود وإعادتها للواجهة من جديد. وتأسف حسن بنعبيشة لغياب ذلك المنقب الذي كان ينحصر دوره في البحث عن المواهب والطاقات الواعدة وتقديمها للفرق الوطنية بسبب الاجتياح الإسمنتي للعمارات على حساب المساحات الخضراء وملاعب القرب، إضافة إلى العديد من الجمعيات الرياضية التي باتت تساهم بشكل كبير في اغتيال الرياضة بحرمان مجموعة من الأطفال من الالتحاق بالأندية الوطنية.
وشدد أيضا على نقطة مهمة مفادها أن غياب الاهتمام بالفئات الصغرى للمنتخبات الوطنية لدى أي مدرب يُشرف على المنتخب الوطني الأول ساهم بشكل كبير في تراجع النتائج مضيفا في نفس الوقت أن إسناد مهمة مراكز التكوين للاعبين القدامى دون إخضاعهم للتكوين يأتي بنتائج عكس المتوخى منها.
تجهيزات عالية في مركز تكوين نادي الجيش الملكي
في مساحة تتجاوز 40 هكتارا، يوجد المركز الرياضي لنادي الجيش الملكي والذي يعتبر مفخرة للمملكة.. هذا المركز الذي يعتبر من أحسن المراكز في العالم، يتوفر على ملعبين معشوشبين وآخر اصطناعي لكرة القدم، و قاعة للرياضات الجماعية و قاعة للسباحة مشيدة على شكل خيمة من خشب ومسبحين أولمبيين، و قاعة للكمال الجسماني مجهزة بأحدث الآلات، و 3 ملاعب للتنس وقاعة للملاكمة و قاعة للجمباز..
الخدمة الطبية في هذا المركز مكونة من قاعة ل kinésithérapie، و أخرى ل balnéothérapie و ثالثة ل électrothérapie ، دون أن ننسى عيادة لجراحة الأسنان و تعد الأولى من نوعها في المملكة المغربية..
تجهيز مراكز تكوين اللاعبين
أقدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على تجهيز 10مراكزللتكوين خاصة بالأندية الوطنية تستجيب للمعايير المنصوص عليها في دفتر تحملات البطولة الاحترافية وذلك وعيا منها بالأهمية التي تكتسيها هذه العملية في تأهيل كرة القدم المغربية .
وفي هذا الإطار تم الانتهاء من تجهيز 9مراكز للتكوين بشكل كامل وهي مركز تكوين المولودية الوجدية والاتحاد الزموري للخميسات واولمبيك أسفي والدفاع الحسني الجديدي واولمبيك خريبكة واتحاد طنجة والمغرب التطواني والوداد البيضاوي بالإضافة إلى مركز تكوين الرجاء البيضاوي الذي تم إنشاؤه بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في حين مازال مركز تكوين النادي المكناسي في طور الانجاز .
هذا وارتكزت عملية تجهيز مراكز التكوين من طرف الجامعة على عدة جوانب في مقدمتها الجانب الإداري والذي يهم تجهيز المكاتب الإدارية والقاعات الخاصة بالمؤطرين والمدربين بالإضافة إلى القاعات الخاصة بالدروس.والجانب الخاص بالإقامة من خلال تجهيز غرف النوم والمطبخ وقاعة الأكل اضافة إلى قاعة الاستراحة .أما الجانب الرياضي فقامت الجامعة بتجهيز قاعة الإعداد البدني وقاعة الاسترخاء وقاعة التطبيب والعلاج الطبيعي ومستودعات الملابس ثم قاعة المعدات الرياضية .
تكسية ملاعب المراكز بالعشب الاصطناعي
عمدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وفي إطار ورش البنيات التحتية إلى تكسية أرضية 12 ملعبا خاصا بمراكز تكوين اللاعبين بالعشب الاصطناعي عالي الجودة، حيث استفاد من هذه العملية كل من أندية الجيش الملكي والرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي والمغرب التطواني والدفاع الحسني الجديدي والنادي القنيطري والمغرب الفاسي والوداد الفاسي وحسنية أكادير وأولمبيك أسفي والكوكب المراكشي بالإضافة إلى الاتحاد الزموري للخميسات .
وفي نفس السياق راسلت الجامعة وزارة الشباب في أفق اطلاعها على الحالة التي عليها العديد من الملاعب الكروية في مختلف ارجاء المملكة في افق ان تستفيد هي الأخرى من عملية تكسية ملاعبها بالعشب الاصطناعي من الجيل الجديد إذ سيتم انطلاق العملية في أقرب الآجال وستهم 39(ملعبان خاصان بمركزين لتكوين اللاعبين 8ملاعب خاصة بمنافسات النخبة 2 و29 ملعبا خاصا بمنافسات الهواة) .
اللاعب الدولي السابق يوسف شيبو:
تأسف اللاعب الدولي السابق يوسف شيبو كثيرا لوجود جواهر وقاعدة كبيرة من الطاقات الواعدة الخام في المغرب تتعرض للتهميش واللامبالاة من طرف من ركبوا صهوة تدبير الشأن الرياضي بالبلاد، والذي يفتقد البعض منهم صفة الخبرة والكفاءة العالية لتكوين الأجيال التي تنمو ما داموا غير محصنين بالحس الوطني وبثقافة الاحتراف في العقلية بل نجد رؤساء الأندية الوطنية وفي غياب استراتيجية لتكوين اللاعبين يبحثون في سوق انتقالات عن الأسماء الجاهزة بحقائب الملايين كل بسومته الرخيصة والثمينة لحماية فريقها الأول دون إيلاء العناية اللازمة لمراكز التكوين من أجل إعداد الخلف الذي يشكل الركيزة أو نواة تألق كرة القدم الوطنية والمنتخبات بجميع مستوياتها.
وقال شيبو إن الجامعة كشفت عن عجزها فيما يخص سياسة التكوين وفشل المنتخبات الوطنية لأنها لم تعمل على إعداد ملف خاص بهذه المراكز وإجبار الأندية على تطبيقه رغم أنها تفطنت مؤخرا لهذه النقطة وعملت على ضخ مبلغ 120 مليون في ميزانية هذه الأندية.
وأوضح أن الخلل ليس في غياب مراكز التكوين لأن هناك أندية وطنية تتوفر على مراكز التكوين بمواصفات عالمية، وهي الآن مجرد أطلال في ظل عدم وجود رغبة لدى رؤساء هذه الأندية في الاستثمار في هذا المجال، إضافة إلى انعدام الأطر التقنية المؤهلة الكفيلة بتدبير شؤون هذه المراكز وهنا يبرز دور الجامعة ووزارة الشباب والرياضة المطالبتين بإعداد هؤلاء الأطر بإخضاعها للتكوين العالي.
أظن أن الجامعة لديها من الأموال ما يخول لها القيام بهذه المهمة إن أردنا الاستمرارية لكرة القدم الوطنية والبحث عن الألقاب والإنجازات، فكيف يعقل أن هذا الجهاز الجامعي لايضع في عين الاعتبار المنتخبات الوطنية فتيان شبان أمل بقدر ما تعطى الأولوية للمنتخب الأول بل تخسر أموال باهظة على هذا المنتخب دون طائل، بدليل النكسات التي باتت الكرة المغربية تحصدها تلو الأخرى.
واعتبر شيبو أن وجود بعض العقليات المتحجرة على رأس الشأن الرياضي يساهم فعلا في عدم النهوض به، إضافة الى جيوب مقاومة الاستثمار في هذا المجال والمتمثل في غطرسة السلطات المحلية، مضيفا أنه »كيف يعقل أنني لاعب مغربي فضل خدمة بلده في مجال تخصصه ببناء مركز للتكوين لإعداد الخلف وبالتالي تطوير كرة القدم المغربية ووضعت ملفي لإنشاء مركز لتكوين اللاعبين منذ أربع سنوات لدى السلطات المحلية من أجل الترخيص لي، لكن مازلت انتظرا الذي يأتي ولا يأتي بل الأغرب من ذلك هناك لاعبون دوليون أرادوا كذلك الاستثمار في هذا المجال من قبيل يوسف روسي وعزيز بودربالة ووجدوا الأبواب موصدة، بل خسر روسي الملايين دون طائل«.
خلاصة القول إن سياسة الاهتمام بمراكز التكوين لدى بعض رؤساء الأندية ليس من صميم اهتماماتهم ولايضعونها حتى في أجندتهم مادام اللاعب الجاهز هو السمة الطاغية لديهم.
عبد الرحيم طاليب مدرب فريق نهضة بركان
تأسف كثيرا عبد الرحيم طاليب لوجود العديد من مراكز التكوين في المغرب من المستوى العالمي ولاتقوم بالدور المنوط بها في انجاب وتفريخ النجوم واعداد الخلف لحمل مشعل كرة القدم المغربية.
وعزا ذلك إلى عدم التجانس بين وزارة الشباب ووزارة التربية الوطنية والجامعة إلى جانب الأندية وذلك بخلق شراكة ترمي إلى وضع استراتيجية من أجل النهوض بكرة القدم الوطنية. وقال طاليب في تصريح ل»العلم« إن التفكير الضيق لرؤساء الأندية واقتصاره على الآني خصوصا النتائج اللحظية واللاعب الجاهز كان سببا مباشرا في إعطائنا بطولة استهلاكية ومنتخبات ضعيفة لا تقوى حتى على مجاراة منتخبات افريقية مغمورة.
وأضاف بأن مراكز التكوين كبناية موجودة على أرض الواقع لكن في ظل افتقارها لأطر كفأة وذات مؤهلات أكاديمية في المستوى يشل عملها، بل إن الأندية لا تنظر لهذا الإطار بعين الرضى طالما أنها لا توفر له الأرضية الملائمة للقيام بعلمه في أحسن الظروف، فكيف يعقل لإطار وطني كرس حياته للدراسة والتكوين الأكاديمي وحصل على شواهد عليا في هذا المجال ويتقاضى راتبا أقل ما يقال عنه إنه هزيل ولا يشجع بالمرة على الاستمرا، ناهيك عن غياب التغطيةالصحية والضمان الاجتماعي لدى غالبية الأطر.
.وأشار طاليب إلى أن الأندية الوطنية وفي اعتمادها على بعض اللاعبين القدامى يفتقرون إلى المؤهلات اللازمة والتكوين الأكاديمي لا يمكن أن يمنحنا الأهداف المرجوة بل لابد من تضافر جهودالجميع لإعادة الاعتبار لهذه المراكز لأنه بدونها لايمكن الكلام عن الاحتراف في كرة القدم بمفهومه الصحيح. مؤكدا أنه كان في السابق ذلك المنقب عن المواهب والطاقات الواعدة ويعمل على صقلها، الآن لم يعد يظهر له وجود إضافة إلى غياب أو ندرة ملاعب القرب في الأحياء وهنا يبرز دور الدولة التي عليها أن تتدخل في هذا المجال بإعداد الأطر التقنية والطبية والإدارية القادرة على تدبير هذه المراكز وإعداد الخلف على غرار اكاديمية محمد السادس التي تعد النموذج الأمثل والمتكامل في تكوين اللاعبين بطريقة احترافية.
فؤاد الصحابي مدرب فريق أولمبيك خريبكة
قال فؤاد الصحابي مدرب فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم بأن مراكز تكوين اللاعبين بالمغرب هي عبارة عن عمارات ومراكز للإيواء فقط ولا تؤدي الدور المنوط بها رغم الأموال الضخمة التي تطلب بناؤها.
وحمل الصحافي المسؤولية بالدرجة الأولى إلى الأندية الوطنية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزارة السكنى باعتبارها المكلفة بمنح رخص البناء دون إجبار المقاولات على تخصيص حيز لملاعب القرب.
وأكد بأن الجامعة تغاضت عن سياسة التكوين ولم تعطها الأولوية ضمن أجندتها رغم أنها هي الأساس في تقوية الأندية الوطنية والمنتخبات بجميع فئاتها، وهذا ما انعكس سلبا على البطولة الوطنية الاحترافية التي باتت استهلاكية وغير منتجة بدليل أن جامعة الكرة فرضت على جميع الفرق إضافة لاعب أجنبي رابع، كما أن النكسات المتتالية للمنتخبات الوطنية أبانت بالواضح والملموس أننا نفتقد لسياسة أو استراتيجية كروية ترقى إلى التطلعات، وهذا ما تفطنت إليه جامعة الفهري أخيرا عندما ضخت في ميزانية الأندية 120 مليون سنتيم خاصة بالتكوين. وأوضح مدرب أولمبيك خريبكة أن أكاديمية محمد السادس هي النموذج المكتمل لمركز التكوين بمواصفات عالمية وعلمية مضبوطة وكان الأجذر أن تقتدي جميع الفرق الوطنية بهذا النموذج وإسقاطه عليها إن أردنا النهوض بكرة القدم الوطنية وتحقيق الاستمرارية.
فوجود البنايات فقط دون أطر مكونة سواء الإدارية والتقنية والطبية في المستوى العالي أكاديميا فلا يمكننا الحديث عن تطوير الكرة المغربية.
لابد أن يتحمل الجميع مسؤوليته من جامعة ووزارة الشباب والرياضة ووزارة السكنى والأندية في تردي الوضع الكروي بالبلاد، خصوصا الجهاز الجامعي الذي يبقى على عاتقه وضع استراتيجية بعيدة المدى فيما يخص هذا القطاع الذي يعد قاطرة أساسية لتقدم كرة القدم الوطنية وذلك بإعداد أطر احترافية تمسك بزمام هذه المراكز على شاكلة نموذج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، لأن التجارب أكدت أن مصدر تطور وتقدم الرياضة يأتي من مراكز التكوين ولنا في الدول الإفريقية دليل قاطع، حيث عرفت طفرة نوعية وأصبحت منتخباتها تكبدنا الخسائر تلو الخسائر.
وقال الصحابي إن الغريب في الأمر أن هناك مراكز للتكوين بمواصفات عالية بالمغرب تتوفر عليها بعض الأندية ولا تستفيد منها في إعداد الخلف وتجدها تتسابق في فترة الانتدابات لجلب اللاعبين الجاهزين وبأموال طائلة.
الاستفادة قد تشمل أكثر من 500 ممارس من اللاعبين الناشئين:
شرع مركز تكوين الشباب الملاليين التابع لنادي المغرب التطواني، في مهامه التكوينية والتأطيرية بعد استكمال عملية البناء والتجهيز وتكسية أرضية الملعب بشكل نهائي. عن طريق شركة ألمانية متخصصة في هذا المجال ، حيث ينتظر الاستفادة من هذا المركز مختلف مكونات مدرسة الفريق التطواني، وفق برنامج معد لهذا الغرض من طرف الطاقم التقني، وتحت إشراف أطر متمرسة وذات خبرة في مجال التكوين.
خروج هذا المشروع لحيز الوجود لم يكن بالأمر السهل، بل كاد يكون من المستحيلات لولا الجهد الجهيد لبعض الجهات وخاصة رئيس الفريق عبد المالك أبرون، فالطريق نحو إقامة هذا المشروع بالملاليين بالضبط كان صعبا ومليئا بالتحديات، خاصة لتجاوز عقبة بعض الملكيات والإستفادات التي كانت فوق تلك الأرض لسنوات، وصولا لبعض المحاولات كانت ترمي للسيطرة على تلك الأراضي لفائدة مشاريع سكنية لاحقا. مما زاد من صعوبات الوصول لتحقيق المشروع كاملا وفي ظروف أحسن.
فالشروط التي وضعتها الجامعة لاستفادة أية مدينة من هذا المشروع، يتطلب عقارات شاسعة ليكون المشروع مكتملا مما جعل ذلك ينطبق على تلك الأراضي الممتدة بالملاليين، وبالتالي كان من اللازم خوض مجموعة من المعارك والتحديات للتمكن من توفير العقار كاملا وبالمقاييس القانونية أيضا.
التركيز على إقامة هذا المركز بتطوان كان سياسة استراتيجية لفريق المغرب التتطواني، قوامها الاعتماد على الشبان لتكوين لاعبين محليين وتفادي صرف مبالغ مالية كبيرة في جلب لاعبين من الخارج، مبالغ يمكن استثمارها في الاهتمام بالفئات الصغرى وتوفير كل مستلزمات التأطير والتكوين ويصبحوا لاعبين قادرين على تطعيم فريق الكبار.
ثمار مدرسة المغرب التطواني كانت قد ظهرت وأثمرت منذ السنتين الأخيرتين، حينما أصبح الفريق الأساسي يعتمد على لاعبين قادمين من مدرسته، من قبيل ياسين الكحل، زيد كروش، ابرهون محمد، ناصر الميموني والقائمة طويلة. حيث أصبح هؤلاء يشكلون ركيزة أساسية في فريق الحمامة البيضاء ولدى الفرق التي التحقوا بها. كما أن فريق الأمل يزخر بعدد من النجوم الذين أصبحوا يدقون باب الكبار بقوة، حتى أصبح الفريق في حيرة عن كيفية استغلال كل طاقاته ولاعبيه المحليين.
فباب الاحتراف الذي فتح أمام الكرة المغربية، يجد معناه الحقيقي في فريق المغرب على مختلف المستويات، انطلاقا من الإدارة لتوزيع باقي المهام والمكونات في شقها التقني والتكويني الذي من خلاله يراهن فريق المغرب التطواني على مركز التكوين الذي سوف يسهر على إعداد اللاعبين تحت إشراف أطر كبيرة وميزانية في حدود 100 مليون سنتم بتمويل من الجامعة وهو مبلغ قابل للزياد بالنظر لما ينتجه المركز من لاعبين لتغذية الفريق التطواني والمنتخبات الوطنية.
و كذا الأكاديمية التي أحدثها لهذا الغرض بشراكة مع فريق أتلتيكو مدريد الإسباني للصهر على تكوين و إعداد لاعبين ذوي مستوى تقني و تأطيري جد عالي .
و يبقى الهاجس الكبير لدى فريق المغرب التطواني هو تحويل كافة الفضاءات التي تحتويها منطقة الملاليين إلى قرية رياضية بمواصفات كبيرة تكون مفتوحة على مختلف الرياضات و قبلة لكافة الممارسين الرياضيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.