تعادل الفريق الوطني مع ضيفه الجنوب إفريقي 1-1 في إفتتاح ملعب أكادير الدولي في أمسية ساحرة شهدت حضورا جماهيريا غفيرا جدا غطى جميع جنبات لؤلؤة الجنوب ليخلق عروضا إحتفالية غاية في الروعة. الفريق الوطني وبتشكيلة ضمت 10 لاعبين محترفين خارج الحدود أكملهم المحلي الوحيد عبد اللطيف نوصير دخلوا المواجهة بخطة غير مألوفة في المواجهات الأخيرة وهي 3-5-2 والتي بدت منذ الوهلة الأولى أنها عسيرة الهضم من طرف اللاعبين غير المتعودين عليها داخل عرين الأسود، وإنطلق الضيف سريعا في سباق تهديد الحارس محمد أمسيف بتحركات وإختراقات مزعجة لم تمهل راحته سوى 6 دقائق لتهز شباكه بهدف المهاجم السريع رانتي بعدما توغل وحيدا بين 4 لاعبين مغاربة، وواصل أولاد جنوب القارة ضغطهم العال بعدما نهجوا خطة تكتيكية صارمة وتمركزوا بشكل منضبط وجيد في جميع الخطوط أمام عجز كامل من رفاق برادة على التوغل والإختراق، العرابي لعب كرأس حربة وظل معزولا بإستثناء محاولته الوحيدة من ضربة رأسية فيما ثار بنعطية في مناسبتين برأسية جميلة ثم تسديدة ولا أروع لقيتا معا تصديين بطوليين للحارس إيتوميلينغي، ولم يقو الأسود على تنظيم هجمات منسقة يصلون بها إلى الشباك ليضطر كل من برادة والقادوري إلى الإعتماد على مؤهلاتهما والقيام بمجهودات فردي ثم التسديد لكن دون طائل، هذا في وقت لعب فيه الضيف بدهاء تكتيكي كبير وتفوق واضح في الحوارات الثنائية مستغلين بطء الدفاع المغربي وتفكك وسط ميدانه وعزلة هجومه، ولولا يقظة أمسيف لإهتزت شباكه بهدف ثانٍ في شوطٍ أول سيئ للأسود على جميع النواحي متواضعين وعاجزين عن فك شفرة خصمٍ جنوب إفريقي منظم وخطير وهادئ. خلال الجولة الثانية فطن الناخب الوطني إلى سكون خط وسط ميدانه فبادر إلى إيقاظه بإجراء 3 تغييرات دفعة واحدة بإقحام العائدين تاعرابت والخاليقي للإندفاع ومعهما السعيدي لخلق التوازن، وكما فعل الضيف خلال الشوط الأول رد الأسود في الثاني بهدف التعادل المبكر من ضربة خطأ نفذها بلهندة وحولها المدافع العدوة برأسية داخل مرمى الحارس إيتوميلينغي (د50)، لتتكافأ النتيجة ومعها الأداء من المنتخبين خلال الدقائق الموالية بعدما تبادلا الحملات الهجومية من دون فعالية ولا واقعية خصوصا من العناصر الوطنية التي إفتقدت للنضج والهدوء وكذا الإنسجام مع سقوط بعض اللاعبين في الأنانية والعشوائية على مستوى الأداء، وإستمر الأخذ والرد بين الطرفين وواصل المدربان الطاوسي وإيغسوند قيامهما بالتغييرات لكن دون أن تتغير النتيجة ولا الأرقام، وأتيحت للخاليقي أبرز فرصة للتسجيل في الدقيقة 78 بعدما تحول في لقطة إلى رأس حربة مراوغا مدافعين بيد أن تسديدته ذهبت بعيدة عن المرمى، ولُعبت باقي دقائق هذا الشوط بفتور وبمستوى ضعيف غاب عنه التنشيط التكتيكي وخلق الفرص ليكرس الأداء العام الذي ظهر به الأسود خلال هذه المقابلة الودية، والتي أنهوها مرة أخرى بدون إمتاع ولا إقناع لتُطرح علامات إستفهام كبيرة حول هوية فريقٍ وطني مشتت ومستقبل مجهول لأسودٍ يحلمون بالذهب القاري بعد عام ونيف بأرض الوطن.