إنهزم الفريق الوطني أمام نظيره البوركينابي 1-2 في محك ودي قوي ضد صاحب فضية كأس أمم إفريقيا 2013 بالملعب الكبير بطنجة في أول ظهور للأسود بمسرح عاصمة البوغاز. الفريق الوطني دخل بتشكيلته المثلى التي ضمت 11 محترفا يتقدمهم الحارس محمد أمسيف وعودة بنعطية والكوثري وأمرابط بعد أشهر من الغياب فيما آثر الناخب الوطني رشيد الطوسي الإبقاء على جميع اللاعبين المحليين في دكة البدلاء، ودخل الضيف البوركينابي ووصيف بطل القارة السمراء سريعا في صلب الموضوع ولم يمهل العناصر الوطنية سوى ثوان معدودة لتهديد مرماهم عن طريق حملات منظمة وسريعة مبنية عبر التمريرات القصيرة، وتحصل الزوار على أزيد من 3 ضربات ركنية في بداية المقابلة قبل أن يستغل المهاجم بيرتران طراوري ثغرة دفاعية وسوء تغطية الظهير الأيسر زكرياء بركديش لينطلق بسرعة ويتوغل وحيدا مباغثا الحارس أمسيف بتسديدة أرضية هزت شباكه (د9)، وبدا رفاق عبد العزيز برادة شاردين ومستسلمين لقوة الضيوف طيلة 20 دقيقة الأولى بعدما تراجعوا للخلف وسقطوا في العديد من الأخطاء عاجزين عن تنظيم ولو هجمة واحدة تزعزع راحة الدفاع البوركينابي، ومع مرور الدقائق أنزل فرسان المدرب بول بوت إيقاعهم المرتفع وسمحوا لخط وسط الأسود بإلتقاط الأنفاس وتبادل بعض التمريرات والتي لم تكن لتخترق معترك الخصم.. المهاجم عبد الرزاق حمد الله ظل يناور بين الفينة والأخرى بمحاولات فردية وبعض التسديدات العشوائية فيما كان الضيف خطيرا في هجماته ومنسجما ويقظا على مستوى جميع خطوطه، وإنتظر الجمهور الدقيقة 34 ليعاين أول تهديد حقيقي للفريق الوطني وكان بقدم برادة الذي لم يحسن إستغلال التمريرة الرائعة لبلهندة وسددها فوق مرمى الحارس داوودا دياكيتي بأمتار، وبقي المستوى هزيلا مع ضعف ملحوظ في الرواقين وهو ما إستغله زملاء العميد كابوري ليعذبوا سقائي ومدافعي الفريق الوطني بتهديدات مقلقة كادت أن تضاعف الحصة في أكثر من محاولة خاصة في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول عن طريق إنفراد لجوناثان سانغو. خلال الجولة الثانية أجرى المدربان مجموعة من التغييرات على تشكيلتيهما وكرر الزوار نفس سيناريو بداية المباراة ورموا بثقلهم على الدفاع ليستثمروا ضغطهم بهدف ثانٍ في الدقيقة 50 إثر مجهود فردي وتوغل جيد للعميد كابوري الذي مرر هدية لزميله عبد الرزاق طراوري المنزلِق بنجاح بمتابعة إستقرت داخل مرمى البديل بونو، وبُعيد هذا الهدف أطلقت الجماهير الحاضرة سهام النقذ واللوم على العناصر الوطنية والمدرب الطاوسي وهو ما إستفز أصدقاء الوافد الجديد عمر القادوري الذي كاد أن يسجل من ضربة خطأ مباشرة لولا القائم الذي صدى قذيفته، ليحالف بعدها الحظ زميله برادة الذي توج الضغط المغربي القوي بهدف تقليص الفارق (د64) منهيا هجمة خطيرة هي الأفضل للأسود طيلة دقائق المقابلة، وحفز هذا الهدف اللاعبين الذين رفعوا الإيقاع وواصلوا الضغط عبر التوغلات من الأطراف عن طريق كل من بركديش، نوصير، لبيض وبرادة لكن كل المحاولات غاب عنها الفعالية والتركيز، ورغم تحسن الأداء وزحف الأسود للبحث عن تعديل الكفة إلا أن المبتغى لم يتحقق في وقتٍ كان فيه الضيف قريبا من مضاعفة الغلة في أكثر من محاولة عن طريق باكاري وطراوري وكابوري، أما عمر القادوري الذي أنعش الخط الهجومي فكاد أن يترك بصمته في قائمة الهدافين بتسديدة مباغثة (د86)، ليمضي الوقت بعدها دون جديد يُذكر حتى إطلاق صافرة النهاية بهزيمة مستحقة ومفيدة بدروس متعددة للأسود الذين إنكشفت الكثير من عيوبهم أمام وصيف بطل إفريقيا، في رحلة بناء فريق وطني منسجم وفعال للإستحقاقات القادمة وأبرزها كأس أمم إفريقيا 2015 بأرض الوطن. المهدي الحداد/عدسة: