داس الفريق الوطني على نسبة كبيرة جدا إن لم تكن كاملة من حظوظه في التأهل للمرحلة الثانية من إقصائيات كأس العالم 2014 رغم فوزه على ضيفه الغامبي بهدفين نظيفين بملعب مراكش ضمن فعاليات الجولة الخامسة من المجموعة الثالثة، ليفشل في قتل العقارب بحصة تفوق 7 أهداف وبالتالي يعجز عن الإبقاء على أمله الضئيل في العبور في إنتظار تلاشيه رسميا في حالة فوز الكوت ديفوار غدا بدار السلام. الأسود كانوا على عِلم تام بضرورة إكتساح الضيف فبادروا إلى الضغط على مرماهم منذ الدقائق الثلاث الأولى والتي عرفت محاولتين سانحتين للتسجيل عبر حمد الله وبرادة، هذا الأخير أتى باليقين في الدقيقة الرابعة بعد مجهود فردي رائع أنهاه بتسديدة داخل الشباك الغامبية معلنا عن أول الأهداف، ليتواصل بعدها ضغط زملاء شافني بحثا عن مضاعفة الغلة لتُتاح ليونس بلهندة فرصة واعدة لإضافة الهدف الثاني بيد أن قذيفته الجميلة في الدقيقة 10 أبعدها الحارس سانيانغ ببراعة، ليستفيق عقبها الغامبيون ويشهروا سلاح المقاومة عبر الهجمات المضادة الخطيرة بقيادة الثلاثي سوي وياسي وساماتي والذين كانوا شبحا مخيفا للدفاع الوطني الشارد، ووحده الحارس البديل محمد أمسيف من خطف الأضواء وتألق بشكل لافت منقذا مرماه من 3 أهداف محققة في ظرف 5 دقائق، وإستمر اللعب المفتوح بين الطرفين بهجمات هناك وهناك مع شجاعة غامبية خاصة من لاعبي وسط ميدان الذين إمتلكوا نسبة الكرة في مجموعة من الأحيان في ظل تواجد سقاء وحيد هو صلاح الدين السعيدي، وكاد حمد الله أن يلبس ثوب الهداف في محاولتين إفتقدتا للحظ والتركيز (د26، 30) تبعه زميله برادة بمحاولة جيدة (د35) تصدى لها الحارس سانيانغ لينتهي بعدها الشوط الأول بتقدم بسيط لا يُسمن ولا يغني من جوع. خلال الجولة الثانية شن حمد الله أول هجمة ثوانِ معدودة على صافرة البداية بيد أن الحارس الغامبي كان يقظا كعادته، ليهز دقيقة واحدة بعدها يوسف العرابي الشباك برأسية لكن الحكم السوداني رفضه بداعي التسلل، إلا أن بلهندة ظهر في الوقت المناسب ليوقع على هدف صحيح وغاية في الروعة هذه المرة (د51) بعدما إستثمر هجمة قادها بركديش وصنعها برادة بتسديدة عجيبة عانقت الزاوية 90 للحارس سانغيانغ، ليرد عليها أبناء المدرب مانشيني بأقصى سرعة بعدما إصطادوا ضربة جزاء إثر تدخل غبي للظهير الأيسر بركديش في حق أحد المهاجمين بيد أن الحظ كان حاضرا مع الأسود بعدما أرسل جان الكرة فوق مرمى الحارس أمسيف (د53) ليفوت على الزوار تقليص الفارق، ومع مرور الدقائق إنخفض الإيقاع ودب التعب في أقدام اللاعبين مما دفع بالطاوسي إلى إقحام عوبادي وبلغزواني مكان برادة وحمد الله، وسقط العرابي والرفاق في مصيدة التسلل في أزيد من 5 مناسبات ولم تفلح لا مناورات بلغزواني ولا تسديدات بلهندة في زيادة الغلة أمام صرامة الغامبيين وتسرع وقلة تركيز الأسود، لتنقضي الدقائق كالبرق ويعلن القاضي السوداني عن نهاية المواجهة بفوز دون طعم أو رائحة لكثيبة الطاوسي، ويصبح أمل التأهل أضعف من الضعف بل مستحيلا وضربا من الخيال مع تواجد شرس لفيلة الكوت ديفوار.