خرج الفريق الوطني مرة أخرى من الدور الأول للكان وعجز عن فك عقدة التأهل للدور الثاني التي لازمته منذ تسع سنوات عقب إكتفائه بالتعادل الثالث على التوالي في البطولة والأخير أمام المضيفة جنوب إفريقيا بهدفين لمثلهما لينهي المشوار في المرتبة الثالثة وراء أصحاب الضيافة والرأس الأخضر المغمور. الأسود غيروا جلدهم وجددوا دماءهم بعناصر جديدة مغايرة لتلك التي دخلت المبارتين السابقتين وبدا منذ الوهلة الأولى أن الطاوسي سيعتمد على السرعة ومفاجأة الخصم بأوراق لم يسبق له أن كشف عنها، ولم ينتظر الفريق الوطني كثيرا ليهدد مرمى المضيف بتسديدة للجوكر القديوي مرت محادية (د3) تبعها هجمات مكثفة لزملاء النشيط برادة قبل أن يزف السقاء عصام العدوة النبأ السعيد من رأسية ذهبية هزت شباك الحارس كوني بعد ركنية مميزة لفراشة خيطافي (د10)، ورفع هذا الهدف من معنويات الأسود الذين واصلوا ضغطهم وكادوا أن يضيفوا الهدف الثاني في محاولتين عبر بلغزواني (د20) والعدوة (د21) فيما أصيب لاعبو جنوب إفريقيا ومعهم الجماهير بالدهشة بُعيد تلقي مرماهم لهدف غير متوقع من خصم مغربي هائج وثائر، وإنتظر الأولاد الدقيقة 27 ليهددوا مرمى لمياغري لأول مرة إثر تسديدة محادية لباركر ليتكافأ بعدها اللعب ويتوازن الإيقاع مع خطورة نسبية للمضيف الذي ضغط وبحث بشكل متكرر عن التعديل أمام يقظة الدفاع المغربي بقيادة بنعطية والقنطاري، وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة أتيحت لكمال شافني أخطر وأبرز فرصة إثر إنفراد بالحارس كوني لكنه أضاع كرة لا تضيع وأهدر هدفا كان سيذبح الجنوب إفريقيين ليُرسل بعدها الحكم الغامبي غاساما الجميع إلى مستودع الملابس. الجولة الثانية عرفت قمة الإثارة وشهدت أطوارها فصولا من المتعة وشد الأعصاب في سيناريو هيتشكوكي الأروع منذ بداية البطولة، وإستغل البافانا بافانا تراجع الأسود وإنخفاض إيقاعهم ليضغطوا بكثافة على مرمى لمياغري فيما نهج زملاء شافني الهجمات المرتدة، وإثر خطأ دفاعي فادح للمضيف أخذ القناص يوسف العرابي الكرة وإنفرد بالحارس كوني لكنه وأمام دهشة الجميع أضاع الهدف الثاني ببشاعة بعدما حاول رفع الكرة فوق عنكبوت البافانا بافانا الذي فطن لفكرته وأبعد كرته ببراعة، ولأن من يضيع يستقبل الأهداف فقد عاقب ماهلانغو الفريق الوطني حين عدّل النتيجة من تسديدة رائعة (د71) ليعيد عقارب المقابلة إلى التوازن، وأشرك الناخب الوطني الطاوسي البديل عبد الإلاه الحافيظي في ورقة رابحة حيث تمكن الزئبق الرجاوي من الرد بأحسن طريقة عليه وهو الذي أسقطه في وقت سابق من لائحة 23 لاعبا قبل أن تمنحه إصابة النملي دعوة الحضور، وتمكن الشاب القصير القامة من منح الأسود أملا كبيرا في التأهل وجرعة ضخمة من التفاؤل بتسجيله للهدف الثاني (د82) بيد أن الفرح والسرور لم يدم سوى 4 دقائق حينما عاد البافانا بافانا مرة أخرى في النتيجة وإستغل لاعبه سانغويني ثغرة دفاعية ليرسل رصاصة الرحمة الثانية في شباك لمياغري، ليسقط الأسود بالضربة القاضية رغم المقاومة في آخر الدقائق ويجروا خيبة ومرارة الإقصاء من الدور الأول مبكرا، حيث عاقبتهم الكرة أشد العقاب على تضييعهم لفرص سهلة في المباراة وإفراطهم في 4 نقاط في اللقاءين الأولين، ليخرجوا من الباب الصغير مجددا ويفشلوا في تكسير عقدة تخطي دور المجموعات التي لازمتهم منذ دورة تونس 2004، كما عاد التاريخ ليقف ضدهم في كل مرة يواجهون فيها البلد المضيف رغم العروض البطولية، ليعود الطاوسي المغبون ومعه فيلقه المشتت إلى أرض الوطن مطأطئي الرؤوس محبطين ومقهورين مع متمنيات بترميم الصفوف قبل إحتضان البطولة القادمة داخل القواعد.