يصر أنس الزنيتي بلغة الواثق من نفسه على أن الموسم الحالي داخل الرجاء سيكون مختلفا بعض الشيء.. يقول أن الهدوء عاد للقلعة الخضراء وعلى أن مؤشرات المصالحة مع البوديوم متوفرة، وحين يسأل الزنيتي عن المنتخب الوطني يجيب بحسرة أنه لم يفهم لغاية الآن ما الذي يريده منه رونار ليحظى بثقته. الزنيتي يتحدث هنا عن موقعة إينيمبا عن حظوظ الفريق في المسابقات التي ينافس عليها وطموحاتها في هذا السن.. تابعوا.. المنتخب: حسمتم التأهل أمام فريق زغرتا اللبناني، هو دافع معنوي بلا شك قبل التوجه صوب نيجيريا، كيف تعلق رغم غيابك عن المواجهة؟ أنس الزنيتي: بطبيعة الحال وكلما واصلنا الفوز في المباريات المهمة إلا وتضاعفت الثقة وارتفعت داخل الفريق وهذا ما افتقدناه في السابق. نشعر اليوم أننا في أفضل حال ومواجهة زغرتا كانت بروفة مثالية قبل التنقل لملاقاة إينيمبا الذي يعتبر خصما خطيرا للغاية. لحسن حظنا أننا حسمنا كل الأمور في لبنان وهو ما خفف الضغط علينا أمام جمهورنا هنا بالدارالبيضاء، كما أنها كانت فرصة لبعض اللاعبين لاكتشاف هذا النوع من المباريات. المنتخب: أين تأتي البطولة العربية ضمن خانة الأهداف التي سطرتموها هذا الموسم؟ أنس الزنيتي: نحن نناقش كل مباراة بمعزل عن المباراة الثانية، نلعب في كل المسابقات بنفس الروح ونفس المجهود ونتطلع للتتويج بكل الألقاب التي ننافس عليها. البطولة العربية تأتي ضمن هذه الخانة، ولعل الجوائز المالية المخصصة للمتوجين تزيد من حجم الحماس والإثارة وتفرض علينا التحلي بالهدوء والمنافسة حتى المحطة الختامية للظفر بها. هناك أندية عربية قوية وهو ما سيجعلنا نشاهد نسخة لعصبة الأبطال الإفريقية، لكن في طابق عربي هذه المرة. المنتخب: تواجهون منافسا صعبا يمثل مدرسة كروية عملاقة إفريقيا، ماذا عن السفر صوب نيجيريا؟ أنس الزنيتي: لعبنا قبلها بالكونغو وكوت ديفوار وغانا، وهي بلدان عريقة في الكرة الإفريقية، وهذه المسابقة تضم أندية صعبة للغاية وإينيمبا واحد منها. نعلم جيدا أننا سنواجه منافسا تأهل بحصة كبيرة في الدور السابق وسيسعى للعب بحماس أمام جماهيره، لكننا مستعدون له وتحضرنا على كافة المستويات ولا نرغب في أن نرتكب أخطاء تكلفنا الكثير في هذه المرحلة تحديا. سنحاول العودة بنتيجة إيجابية من هناك، وحصيلة الفريق في الخرجات كانت موفقة للغاية. المنتخب: صحيح وقعتم على سفريات ناجحة وتمكنتم من الفوز في 4 مباريات خارج الميدان، هل ستعلبون بشكل هجومي أمام هذا المنافس؟ أنس الزنيتي: مدرب الفريق هو من سيحدد الخطة والشكل الذي سنلعب به، الرجاء ليس من الفرق التي تنكمش للخلف وتلعب بخطة دفاعية. يهمنا تسجيل هدف في ملعب المنافس لأنه سيكون حاسما في الدارالبيضاء، لكن قبلها ينبغي علينا أن لا نفتح أمامهم المجال للسيطرة والتحكم في اللعب لأنهم قد يعاقبوننا بشكل قاسي لو فعلنا هذا الأمر. اللاعبون يملكون الخبرة الكافية في مثل هذا النوع من المباريات ونحن مستشعرون لقيمة الرهان ومستعدون له بالكامل. المنتخب: قبل طي هذه الصفحة، أين سيحسم النزال باعتقادك؟ أنس الزنيتي: الحسم سيكون بالدارالبيضاء والجمهور الرجاوي هو من سيحسم الأمر وهذا لا نشك فيه ولو لذرة واحدة. مهما كانت نتيجة الذهاب الأمور لن تحسم إلا في ملعبنا وستكون مباراة الموسم بالنسبة للاعبين لأنها ستعيدهم إن شاء الله لأجواء النهائي في المباريات الإفريقية بعد غياب طويل وهو ما يرغب فيه الجمهور الرجاوي. المنتخب: سبق لك التتويج بكأس "الكاف" وستكون أول حارس في المغرب يجمع بين لقبي هذه المسابقة لو حالفك الحظ هذه المرة مع الرجاء، ما هو شعورك؟ أنس الزنيتي: بالفعل أتذكر مباريات كبيرة لعبتها رفقة المغرب الفاسي والجمهور المغربي كله يستحضر الكيفية التي جاء بها التتويج ومدى مساهمتي لبلوغ ذلك. الأمر مختلف هذه المرة لأن التتويج مع الرجاء سيكون له طعم مختلف بكل تأكيد وسيتوج رحلة ناجحة وسيدعم سجلي من الألقاب لسبعة بطولات، وهو ما يحفزني على تقديم كل ما أملك وتسخير كل خبرتي للفريق. المنتخب: لم تتأخر لتكون من بين اللاعبين الذين مددوا رفقة الرجاء، هل هو ارتياح أم سعي لتحقيق أهداف لم تتحقق بعد؟ أنس الزنيتي: كلا الأمرين معا، داخل الرجاء أشعر وكأني ولدت هنا، أحظى بالتقدير والإحترام الكبيرين والجميع يقدرني هنا. خضت تجارب سابقة والمغرب الفاسي في القلب بطبيعة الحال مع سروري بتجربة الجيش، إلا أني مع الرجاء أشعر بشعور مختلف، وأنا فخور بأن يكون مساري قد شهد اللعب لهذا الفريق العالمي. هنا تشعر بالمتابعة والأضواء وتلعب تحت تأثير الضغط وهي الأمور التي أعشقها في الكرة، وبالتالي أجد راحتي المطلقة هنا. (يتبع)